May 09, 2023 12:57 PM
خاص

شهران على اتفاق بكين: الانجازات الفعلية لم تُحقق بعد

 

لورا يمين

المركزية- شهران تقريبان مرا على ابصار الاتفاق السعودي - الايراني النور برعاية صينية. هذه الفترة الزمنية هي التي حددها التفاهم لاستعادة التبادل الدبلوماسي بين الدولتين واعتُبرت ايضا، مِن قبل عدد من المراقبين المتابعين للتطورات الاقليمية، مهلة "تجريبية" لاختبار مفاعيل هذا التفاهم في المنطقة.

انطلاقا من هنا، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، إن ما تحقق في شكل واضح منذ 10 آذار الماضي، هو اعادة فتح السفارات بين الجبارين الاقليميين وانتعاش التواصل والتنسيق الدبلوماسيين وعلى مستوى الرؤساء والوزراء بينهما، بعد ان كانت انقطعت في شكل كامل لسنوات.

لكن اي خرق بارز آخر لم يُسجّل بعد في المشهد الخارجي. فبحسب المصادر، تم تبادل الدعوات لزيارة الرئيس الايراني حسن رئيسي المملكة ولزيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز طهران، غير ان هاتين الزيارتين لم تحصلا بعد، وكان تردد ان الاولى يمكن ان تحصل بعيد عيد الفطر.

اما اقليميا، فلا جديد لافتا ايضا. في اليمن، الهمّ الاول للسعودية، نشطت المساعي السياسية لانضاج تسوية للحرب المدمرة التي تنهش البلاد وجوارها منذ سنوات، غير ان هذه التسوية التي ترعاها المملكة وعدد من الدول الخليجية، لم تبصر النور بعد، فيما يبدو لافتا ان الاعلام السعودي يواصل تصويبه على الحوثيين وادائهم وممارساتها العسكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية...

عراقيا، الجمهورية الاسلامية لا تبرّد الاجواء بل على العكس. ففي ما يُشبه تصفية الحسابات معه، أحال الادعاء العام العراقي رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى التحقيق في قضية اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، بصفته رئيسا لجهاز المخابرات عند وقوع العملية، وفق ما ذكرت وكالة "شفق النيوز" الكردية العراقية استنادا إلى وثائق قضائية. لبنانيا ايضا، لا يزال حزب الله يرفض التنازل رئاسيا ويصر على انتخاب مرشّحه المنتمي الى المحور السوري – الايراني "علنا"، رئيسا للجمهورية.

كما ان القادة الايرانيين، من رئيسي الى وزير خارجيته حسين امير عبداللهيان، أصرّا بعد اتفاق بكين، وفي موازاة مسار التطبيع السعودي – العربي مع بشار الاسد، وفي وقت ينص التفاهم السعودي – الايراني على وقف التدخل في شؤون الدول الداخلية وعلى احترام سيادتها.. أصرّا على زيارة دمشق بعد ان حط عبداللهيان في لبنان ايضا وعلى حدوده الجنوبية، في رسالة تحمل "تحديا" وفق المصادر، للعرب والسعوديين ضمنا، بأن نفوذ ايران وهيمنتها على دول محورها، باقيان ولن يتبدّلا.

فهل ستحمل الاسابيع والاشهر المقبلة، تبدّلا في النهج الايراني، بما يعزز اتفاق بكين ويُظهر نتائجه الحقيقية وأبرزها "تصفير" المشاكل وتعزيز الاستقرار في المنطقة؟ ام ان هدف بن سلمان منه كان فقط الارتياح من همّ اليمن، وضمانَ أمن اراضيه واستقرارها لبناء اقتصاد قوي وصلب.. وباقي القضايا كلها ثانوية هامشية بالنسبة اليه؟

                                                              ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o