May 05, 2023 12:45 PM
خاص

رئيسي عند الاسد: مواقف شد العصب لا تلغي تنازلات "المحور"

لورا يمين

المركزية- في وقت تعقد جامعة الدول العربية اجتماعين وزاريين طارئين الاحد للبحث في تطورات السودان وملف التطبيع مع سوريا، اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أنّ عودة سوريا إلى الجامعة خلال القمة المرتقبة في السعودية "واردة جدا"، مشيراً إلى أنّ الأمر يجب أن يتم على مراحل. ولفت أبو الغيط، في تصريحات تلفزيونية، إلى أن عودة دمشق لمقعدها الشاغر منذ 2011 "يبدأ باجتماع ونقاش ثم توافق بين الدول الأعضاء في الجامعة، وبعد ذلك تقدم دعوة إلى سوريا"، مضيفًا أنّه "عندئذ تأتي سوريا وتشارك في أي اجتماع وزاري آخر، وتعود إلى كل فعاليات الجامعة العربية". وأكّد أبو الغيط أنّه "ممّا أرصده من نشاطات واتصالات ومتابعات وزخم، فإن عودة سوريا احتمال وارد جدًا أن يحدث".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، سواء حضرت دمشق القمة المقررة في الرياض في 19 الحالي ام لم تحضر على مستوى رئيس الجمهورية، فإن القرار بعودة سوريا بات شبه مبرم، وما يحصل اليوم بين الدول العربية والخليجية، من جهة، والسوريين من جهة ثانية، هو بحث في "تفاصيل" هذه العودة وشروطها.

ووسط هذه الاجواء الايجابية بين الطرفين، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر الشعب في دمشق الاربعاء، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عاما. وقال الأسد خلال المحادثات مع رئيسي "إن العلاقات السورية الإيرانية كانت ثابتة وغنية بالمضمون، وكانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرة وثابتة بالرغم من توترات منطقة الشرق الأوسط". من جهته قال رئيسي "سوريا حكومة وشعبا اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم"... كما برز لقاء جمع رئيسي والفصائل الفلسطينية في سوريا..

فهل يمكن لهذه المعطيات التي تؤكد ان التحالف بين الدولتين لا يزال متينا وصلبا، ان تؤثر على مسار التطبيع العربي – السوري؟ المصادر تستبعد هذا الاحتمال وتقول ان الاتفاق السعودي – الايراني سيُدوزِن مسألة النفوذ الايراني في سوريا. فكل المواقف عالية السقف عن الممانعة ووحدة ساحاتها من لبنان الى سوريا والعراق (...) باتت فقط للصورة ولشد العصب وللتغطية على عملية الانكفاء التدريجي لايران وأذرعها، مِن الدول العربية خاصة عسكريا، انسجاما مع مقتضيات اتفاق بكين.

اما ملف النازحين السوريين ووقف تصدير الممنوعات والكبتاغون الى الدول العربية، بالاضافة الى تسهيل الحل السياسي للازمة السورية، فستسلك ايضا في شكل تدريجي، بدعم من الخليجيين والروس والاتراك، مقابل مساعدات من هذه الجهات للاسد في اعادة اعمار بلاده، على ان يتعهّد بالتقيد بهذه البنود كلّها، خلال المحادثات الجارية اليوم مع العرب. هكذا، يكون العرب حصلوا بـ"الدبلوماسية" وبـ"الجزرة"، على ما كانوا يريدونه من طهران ودمشق على مر السنوات الماضية وقد حاولا انتزاعه بسلاح "القطيعة" والعزلة مع الاسد وايران...

                                                               *** 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o