Apr 29, 2023 12:35 PM
خاص

طهران فوضت "حزب الله" بالاستحقاق .. والحوار مع الرياض له آليته "السلحفاتية"

طوني جبران

المركزية – تستعد المراجع السياسية والديبلوماسية لإجراء عملية تقييم دقيقة لنتائج زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى بيروت على خلفية ما تسرب من معلومات و لمجمل الحركة التي قام بها والنتائج التي يمكن التوقف عندها في ما يعني اللبنانيين وتحديدا بما يتصل بالاستحقاق الرئاسي.

عند هذه المحطة توقفت مراجع سياسية مواكبة للاستحقاق الرئاسي وأشارت عبر المركزية" الى انها لم تكن تنتظر من زيارة رأس الديبلوماسية الايرانية اكثر مما حصل. ولما قد غلب عليها الطابع الدعائي والاعلامي كمنصة لا يمكن الاستغناء عنها، فإنها لم تقارب ما يعني هموم فئات واسعة من اللبنانيين الذين توقعوا ان تلامس همومهم اليومية ولا سيما ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي فليس هناك من ينتظر هبات او مساعدات ايرانية في اي مجال يتجاوز ما يحتاجه الحزب من اموال ومساعدات مالية وعينية ومن المشتقات النفطية.

ولذلك لم تفاجأ هذه الاوساط بملامسة الضيف الايراني  للملف الرئاسي عندما تناوله بشكل هامشي من خلال الدعوة التقليدية التي سبقه إليها مختلف المهتمين بالملف ما عدا الجانب الفرنسي ودعوته إلى اللبنانيين للتفاهم على انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. ولا تتجاهل هذه الاوساط الطريقة التي عبر فيها عن موقف بلاده بقوله بما معناه" يا ليتكم تبلغونا باسم الرئيس المنتخب لتهنئته". مضيفا "نحن سنكون الى جانبه" وهو ما عبر عنه بشكل علني في مؤتمره الصحافي ردا على اسئلة بعض الصحافيين وبما تسرب من لقاءاته مع كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب باستثناء اللقاءين اللذين عقدا مع طرفي "الثنائي الشيعي" رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله..

وبالإضافة الى هذه الملاحظة الكافية للتعبير عن حصة الاستحقاق من هذه الجولة اللبنانية، فقد استغربت مراجع حكومية ووزارية عبر "المركزية" مضمون المواقف التي أعلنها الضيف الإيراني من على منصة وزارة الخارجية لجهة حديثه المتجدد عن المساعدات الايرانية في قطاع الطاقة بما فيها  الاقتراحات السابقة لبناء محطات لتوليد الكهرباء مضافة الى هبات من الفيول بعدما طوي الحديث رسميا عن هذه القضايا لألف سبب وسبب.

وان تقصد الوزير بو حبيب عند حديثه بعد لقاء نظيره الإيراني عن الهبات الايرانية واعتبار وزارته غير معنية بالملف، فقد كشف عن وعد قطعه للضيف بأنه سينقل موضوع هذه الهبات الى الحكومة والمراجع المعنية بهذه القضية فهو ليس المرجع الصالح لتقديم اي وعد بقبولها او رفضها. وعليه، فقد لفتت المصادر إلى ان جواب وزير الخارجية لنظيره الايراني لا يستحق الانتقاد الذي تعرض له من قبل إعلام الممانعة وأولئك الذين انتقدوا موقفه المبدئي والمنطقي المبني على جملة معطيات.وإن لم يرد الوزير بو حبيب على هذه الإنتقادات فانه اوحى بما لا يرقى اليه اي شك – عند العارفين بالكثير من مسار المفاوضات السابقة بهذا الشأن - ان مثل هذه الوعود باتت في الادراج المنسية، ولو قصد الوزير عبد اللهيان وزير الطاقة كما فعل من سبقوه في زياراتهم الى لبنان لكانت الامور سلكت مسارا آخر اكثر وضوحا كما النسبة الى  دوائر السرايا إن طرح الموضوع على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

وفي المعلومات التي استند إليها أصحاب القول بأن الحديث عن هبات بات من الماضي معرفتهم بانه  وخلال المراحل الاخيرة من مفاوضات الهبة من الفيول التي كثر الحديث عنها لاسابيع طويلة، فوجئت الأوساط اللبنانية بكتاب رسمي ايراني طلب من المسؤولين اللبنانيين قبوله والتوقيع عليه "يتعهد لبنان بموجبه باستيراد المعدات الخاصة ببناء محطات الطاقة من الصناعات الايرانية عند المباشرة ببناء اي منها وهو ما اكدت عليه مضامين  البيانات الايرانية السابقة التي صدرت عن وزارة التجارة الخارجية الايرانية ومؤسسات أخرى كالجمارك والتي نفت وجود اي هبات ايرانية بلا مقابل.

وعلى هذه الخلفيات، اضافت المراجع السياسية والحكومية ان على المراقبين التفرغ لمراقبة الجانب الأهم من الزيارة وهو المتصل بالوضع في المنطقة والمواجهة المفتوحة بين طهران وتل ابيب بمعزل عن كل ما يتصل بـ "اتفاق بكين" لاحياء العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران والتي تتخذ من لبنان محطة اساسية يترجمها الوضع القائم في الجنوب اللبناني وهو ما ترجمته الزيارة التي قام بها عبد اللهيان الى "حديقة ايران" في بلدة مارون الراس وما رافقها من اهتمامات تجاوزت المعهود  في مثل هذه المناسبات قياسا على اهمية الضيف ومستواه كما بالنسبة إلى اللقاءات التي عقدها مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمين العام للجهاد الاسلامي زياد النخالة في غياب ممثلي حركة حماس من المستوى الرفيع عن لبنان في هذه الفترة.

وختاما لا بد للمراجع السياسية والديبلوماسية ان تتيقن أنها لم تطلع على اي توجه ايراني بما خص الاستحقاق الرئاسي ولم تعط الزيارة اي مؤشر يتصل بهذا الملف وبقيت الأمور معقودة على ما في علمها من معطيات تؤكد التفويض الايراني لـ "حزب الله" كامل الصلاحيات للبت بهذا الموضوع وتحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها على مستوى "الثنائي الشيعي" فلها ملء الثقة بالامين العام للحزب وقياداته السياسية والجهادية والادارية والمالية.وهو أمر يقود الى مراقبة ما يمكن ان يحققه من يمنون النفس بمفاوضات مباشرة بين حزب الله والرياض مع إدراكهم المسبق بمثل هذه "المفاوضات السلحفاتية" ان انطلقت سواء بشكل مباشر وهو أمر مستبعد او عبر طرف ثالث.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o