Apr 18, 2023 1:01 PM
خاص

اتفاق بكين يتقدّم بسرعة.. لكنه تحت الاختبار!

 

لورا يمين

المركزية- في شكل يومي، تُسجَل تطورات ايجابية على خط التقارب السعودي - الايراني. امس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أنّ إيران وجّهت دعوة إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لزيارتها. وقال في مؤتمر صحافي إنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أرسل دعوة إلى العاهل السعودي، رداً على دعوة وصلته من الرياض. وبشأن تحسين العلاقات بين إيران والسعودية، قال إنّ "إيران دولة ذات قدرات عديدة وبسبب دورها الحاسم الذي لا يمكن إنكاره، لطالما لعبت دوراً مؤثراً في التطورات الإقليمية والدولية". وتابع "لحسن الحظ تغيرت الظروف الدولية ونشهد تغييرات في ميزان القوى في العالم، فلم تعد هناك قضية تسمى عالم أحادي القطب، وأميركا لم تعُد قوة عظمى". وأشار إلى أنّ "الحكومة الإيرانية حاولت الاستفادة من الفرص لتحقيق المصالح الوطنية ومصالح الشعب الإيراني". وتابع "أكدنا مراراً أننا لن نقتصر على منطقة أو محور معين في علاقاتنا الخارجية، وسنواصل جهودنا في مسار تطوير العلاقات مع كل الدول الراغبة في إقامة علاقات ودية معنا على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

في الموازاة، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني المدير العام للشؤون الشرق أوسطية في الخارجية الإيرانية علي رضا عنايتي امس ايضا إعادة فتح سفارتي إیران والسعودية في الرياض وطهران قبل 9 أيار المقبل، بحسب وكالة "إرنا". ووفقاً للوكالة، قال عنايتي إنّ وزيري خارجيتي السعودية وإيران سيجتمعان خلال هذه الفترة. اما مطلع الشهر الحالي، فأعلن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر أنّ إبراهيم رئيسي سيقوم بزيارة السعودية تلبيةً لدعوة رسمية من الملك سلمان.

كل هذه المواقف والمحطات تؤكد ان قطار اتفاق بكين يسير قدما، وأن مرحلة الشهرين المخصصة لاختباره والتي نص عليها التفاهم، يبدو ستقود الى تثبيته في خواتيمها.

غير ان كل هذه المستجدات، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تُعتبر ثانوية. اما ما سيحسم مصير الاتفاف سلبا او ايجايا، فهو اوّلا الملف اليمني. فاذا تم التوصل الى تسوية تنهي النزاع الذي يمزق البلاد منذ سنوات والذي طال بتداعياته المملكة، فان الاتفاف السعودي - الايراني سيكون سجّل نقطة ذهبية في رصيده، ويبدو على اي حال، ان الحل على النار وعلى السكة الصحيحة.

اما ثاني المتطلبات الضرورية لصمود الاتفاق، فتتمثل في التزام ايران بوقف التدخّل في قضايا الدول العربية، وقد نصّ التفاهم على عدم تدخل اي من مُوقّعَيه في شؤون الدول الاخرى. ففي هذه النقطة، تتابع المصادر، الرياض لا تساوم او تهادن، بدليل انها لا تزال تنتظر وقفا للتدخل والوجود الايرانيين في سوريا كي تعيدها الى جامعة الدول العربية، كما ان تم ارجاء زيارة وفد حماس، احد اذرع ايران في المنطقة، الى السعودية، ربما في انتظار تَقيُّد اكبر من الحركة بالابتعاد عن طهران.. فبحسب المصادر، هناك اولويات لن يتراجع عنها السعوديون وقد وقعوا الاتفاق لتحقيقها، وتتلخّض بمزيد من الاستقرار والهدوء في الشرق الأوسط. فكيف يكون هذا الهدوء اذا استمرت ايران في إقحام نفسها في شؤون دُوَله؟

   ​​***                                                          

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o