Apr 05, 2023 4:51 PM
خاص

أجواء التهدئة في المنطقة فرضت التوقيت ...لهذه الأسباب أقفل ملف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة

خاص- المركزية

المركزية - في حين لم يجف بعد حبر البيان الذي صدر سابقا عن الخارجية الإيرانية حيث أعلنت أن "عملية اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في لبنان رمزٌ للانتهاك الصارخ لمعاهدة فيينا، وبأن القضية لم تشهد التعاون المطلوب من جانب المجتمع الدولي، والجمهورية الإسلامية تحمِّل إسرائيل وداعميها مسؤولية هذا العمل "الإرهابي"، جاء إعلان قائد حرس الثورة في إيران، اللواء حسين سلامي يوم السبت الفائت في الإعلان عن وفاة الديبلوماسيين الأربعة وإقفال الملف.

 قد تكون فترة الأربعة عقود على اختفاء الديبلوماسيين كافية لتبرير أسباب الإعلان عن وفاتهم إلا أن التوقيت يطرح أكثر من علامة إستفهام، وكذلك ظروف الإعلان عنه ،إذ جاء كلام سلامي أمام عوائل الدبلوماسيين الأربعة، الذين التقاهم وتعمّد في خلال اللقاء وصف أحمد متوسليان بأنه "أوّل شهيد إيراني في طريق تحرير القدس وفتوحات محور المقاومة" معتبرا أنه بفضل هؤلاء الشهداء استعادت البلاد أمنها وسلامها وتقدمها".  

أربعة عقود على ملف الديبلوماسيين الإيرانيين، وأربعة أيام مرت على إعلان الخارجية الإيرانية إقفال الملف والصمت لا يزال يلف الرأي العام الذي انشغل بهذا الملف وتحديدا بيئة حزب الله وقيادييه الذين لم يصدر عنهم أي تعليق. 

بعض المحللين أحالوا مسألة التوقيت عن إعلان وفاة الديبلوماسيين الأربعة  "إلى الأوضاع الحساسة في المنطقة التي تتطلب فتح صفحة جديدة مع الدول وطي صفحة المواجهة مع أخرى ومن ضمنها إسرائيل". 

لكن يبدو أنه غاب عن هؤلاء المحللين أخبار الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل يومياً على مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني وأخرى تابعة لحزب الله في سوريا. وآخر الجولات العسكرية ضد المواقع الإيرانية كانت منذ يومين حيث شن طيران الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مناطق نفوذ طهران وميليشياتها بدءاً من الحدود العراقية – السورية وصولاً الى قلب العاصمة دمشق ومحيطها، لاسيما المطارات وآخرها الضبعة في مدينة القصير غربي حمص والذي يبعد عن الحدود اللبنانية حوالي 15 كلم ويخضع لسيطرة حزب الله وميليشيات أخرى تابعة للنظام الإيراني. وباعتراف الأخير فقد أدت الغارات إلى مقتل عدد من المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري إضافة إلى قياديين كانوا قضوا في الغارات التي استهدفت رتلاً من الشاحنات التي كانت في طريقها من الحدود العراقية باتجاه الداخل السوري. 

فهل يمكن قراءة مشهدية مماثلة في سوريا ونقيضها تماما في إيران التي أعلنت "احتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين" بالنسبة إلى ما يمكن تسميته "إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة بين إيران ودول المواجهة وعلى رأسها إسرائيل"؟. 

العميد الركن المتقاعد هشام جابر اعتبر أن توقيت الإعلان رسميا عن مقتل الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة "يأتي في سياق ترتيبات التهدئة في المنطقة وستلي ذلك خطوات لاحقة من قبل إيران سعيا لإقفال ملفات أخرى". ويضيف عبر "المركزية" أن مسألة إقفال الملف طبيعية من الناحية القانونية. إذ بعد مرور مدة زمنية معينة على اختفاء شخص ما، تقر المحكمة بوفاته لإنجاز ترتيبات دينية والصلاة على الغائب، إضافة إلى الترتيبات المدنية المتعلقة بالورثة. من هنا يعتبر إقفال الملف بعد مرور 41 عاما أكثر من طبيعي. 

وإذا يكرر بأن التوقيت مرتبط "بأجواء التهدئة" التي تخيم على المنطقة بعد توقيع الإتفاق السعودي-الإيراني برعاية بكين، يشير العميد جابر إلى ضرورة عدم ربط مسالة اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين بالسعودية، ويشدد على القول "بأن لا علاقة للسعودية في هذه المسألة ، ولا صحة للكلام عن ترطيب للأجواء بين إيران وإسرائيل كما تحاول بعض الأقلام توصيف الإعلان عن مقتل الديبلوماسيين الإيرانيين، خصوصا أن أصابع الإتهام وجهت آنذاك لإسرائيل وتم تنفيذها عبر مجموعات موالية لها بحسب ما ورد في الصحف والنصوص التي جاءت على سرد وقائع عملية الإختطاف في إحدى الكتب" .

ويختم مؤكدا أن لا مصلحة مطلقا لإيران بإعطاء رصيد لإسرائيل في هذا التوقيت. ولا إضافات على ما سبق "فالملف كان يجب أن يُقفل نظرا إلى المفاعيل القانونية والإدارية والدينية المترتبة عليه،وكان من المنتظر أن يحصل ذلك".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o