Mar 22, 2023 5:14 PM
خاص

المتقاعدون العسكريون جددوا مشهدية 17 تشرين...لا مهادنة ولا ديبلوماسية والإثنين لناظره قريب!

جوانا فرحات

المركزية – "لقد بلغ السيل الزبى، ولا حياة لمن تنادي مع هذه السلطة الظالمة والمستهترة بحياة المواطنين وخصوصاً الموظفين. ... وبدلاً من أن تعمد هذه السلطة إلى تصحيح سريع للأجور بما يتناسب مع فقدان قيمتها الشرائية عمدت إلى رفع الرسوم والضرائب عشرات الأضعاف، ومن بينها رفع الدولار الجمركي ٣٠ ضعفاً بحجة ضرورة زيادة الأجور لموظفي القطاع العام، وبلغ سعر الدولار على منصة صيرفة 90 ألفا حتى اليوم وتخطى سعر صرف الدولار الـ140 ألفا وكل ذلك من دون أي زيادة في الرواتب ولا من يحزنون، والغاية الوحيدة على ما يبدو هي تضليل الرأي العام والموظفين معاً".

ذاك النداء الذي وجهه العسكريون المتقاعدون من ضباط ورتباء يمثلون الأسلاك العسكرية منذ أيام للإعتصام في ساحة رياض الصلح كان كافيا إلى حد ما  لتحريك حوالى 3000 بين مواطنين عاديين ومتقاعدين في الأسلاك العسكرية وموظفين في القطاعين العام والخاص.نعم 3000، والملايين الباقية مخدرة مجمدة في شرنقة همومها المعيشية.

مع ذلك قد تكون المرة الأولى التي يستعيد فيها اللبنانيون مشهدية ساحات 17 تشرين بنزول الـ3000 متظاهر اليوم، هذا إذا استثنينا التحركات والتظاهرات التي نزل فيها اللبنانيون تضامنا مع أهالي ضحايا المرفأ. فهل نقول أبشروا؟

لا يبدو كذلك لأن كل هذا الحراك واهتزاز الأسلاك الشائكة أمام السراي الحكومي وتخطيها من قبل بعض المتظاهرين وصولا إلى إلقاء القنابل المسيلة للدموع من قبل عناصر قوى الأمن وإصابة عدد من المتظاهرين بحالات إغماء...كل ذلك ولم تهتز شباك الدولة وضمائر المسؤولين فيها  أو على الأقل وعودهم الكاذبة التي ما عادت تمر على متسول لقمة خبز لأولاده فكيف بالحري على شعب بكامله؟

يعترف العميد المتقاعد جورج نادر الذي كان في صفوف المتظاهرين اليوم أن التظاهرة حملت القليل من الأمل، ولو على خلفية ظلامية المسؤولين"فهذا التحرك أعادنا في الذاكرة والواقع إلى مشهدية 17 تشرين خصوصا أن الدعوة للنزول إلى الشارع لم تقتصر على العسكريين المتقاعدين لأن مطاليبنا تشمل أيضا موظفي القطاعين العام والخاص".

القراءة في المطالب تشمل كل لبناني استودع ماله وجنى عمره أمانة في المصارف فطارت. كل لبناني بات يشحذ لقمة خبز لأولاده ويستبدل اللحم والدجاج بمرقة اللحم وعظام الحيوان ليبلل فيها ريق أولاده. كل لبناني تخطت فواتير الديون المكدسة عليه في السوبر ماركت والمدارس والجامعات أضعاف عمره وحتى لو ولد من جديد لن يتمكن من تسديدها. كل لبناني باع قطعة أرض ليشتري بطاقة هجرة لأولاده وكل لبناني جلس في بيته بعدما عجز عن تعبئة خزان سيارته بكم ليتر بنزين! وتسألون بعد لماذا دخل اللبناني في غيبوبة؟ ولماذا ارتفعت نسبة السرقات والجرائم والإنتحار؟

في قراءة العميد نادر لا مكان للإستسلام"ومشهد اليوم خير دليل على ذلك ، لكن كيف يمكن للمواطن الذي يقطن في بعلبك أو الجنوب أو الشمال أن ينزل إلى ساحات الشرف في بيروت للإعتصام وكلفة صفيحة البنزين تخطت المليونين و300 ألف ليرة؟. ويستشهد بمثل الباصات التي جاءت من عكار اليوم وتضم مجموعات من المتظاهرين ويقول كلفة الباص الواحد 80 دولارا جمعها المتظاهرون من بعضهم وساعدنا بالقدر الممكن الباصات التي لم يستوف سائقها حقه من الركاب. لكن هل يمكن أن نلوم الناس الذين لم يتمكنوا من المشاركة؟ أكثر من ذلك يقول نادر" هناك من يطالبنا بنصب الخيم في الساحات والإعتصام في داخلها. نفعلها . لكن من سيؤمن المأكل والشرب والتدفئة للمعتصمين؟ عندما نصبنا الخيم في ال2019 كان سعر صرف الدولار لا يزال يتربع على 1500 ليرة..هيهات من ذاك الزمن!".

أمام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كان الكلام هذه المرة بالمباشر"قلنا له هذه المرة الأخيرة التي نتكلم فيها بلغة الديبلوماسية وهناك كلام آخر وتصرف مغاير في حال لم يصر إلى وضع مطالبنا على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة الإثنين المقبل .ويضيف نادر"بعد اليوم لا مهادنة ولا سلمية، نريد حقنا والحل عند رئيس الحكومة وليس عندنا علما أنه حاول إفهامنا أن لا أموال والعين بصيرة وهو يتحسس أوجاع الناس ولكن..."

أمام هذه اللكنة، يستشف العميد نادر أن الأمل مقطوع من أية حلول "كلها وعود كاذبة والإثنين لناظره قريب وإذا ما استمرت سياسة تهميش أوجاع الناس والترقيع المعتمد فنحن حتما ذاهبون إلى فوضى تامة وصدامات قد لا تحمد عقباها" يختم العميد نادر متوقعا ومتأملا أن يكون عدد المتظاهرين الإثنين المقبل أضعاف أضعاف ما شهدته ساحة رياض الصلح بعدما طفح الكيل .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o