Mar 10, 2023 4:32 PM
اقتصاد

الهيئات الاقتصادية تطالب القضاء بقواعد واضحة ووحدة المعايير في القضايا المصرفية
وتلوّح بالتصعيد إن لم تعالج الأمور بما يضمن استدامة العمل الاقتصادي والمصرفي


المركزية- عقدت الهيئات الاقتصادية اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير وبحضور الأعضاء، في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، خصصته لمناقشة قرار جمعية المصارف بالعودة الى الإضراب إعتباراً من الثلاثاء المقبل ودوافعه وتداعياته والخطوات الممكن إتخاذها في هذا الإطار.
بعد نقاش مطول حول موضوع الإجتماع، أصدرت الهيئات الاقتصادية بياناً عبرت فيه عن بالغ أسفها لوصول الأمور في البلاد الى هذا الدرك في ظل فراغ قاتل يتحكم بمفاصل البلاد ويحول دون إحقاق الحق ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
وقال البيان "إن الهيئات الاقتصادية وبناء على دورها الوطني، لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين وهي ترى بأم العين "خراب البصرة" وخصوصاً في موضوع بالغ الدقة والأهمية مثل موضوع المصارف المثار حالياً، والذي يشكل قضية حياة وموت لآلاف المودعين وللمصارف وللاقتصاد الوطني".
وعبرت الهيئات عن ذهولها الشديد حيال الأحكام القضائية الصادرة بحق المصارف والمتعلقة بإلزامها بدفع الودائع بالدولار النقدي، وذلك ليس لأن الهيئات لا قدر الله ضد مصلحة بعض المودعين الذين ربحوا أحكاماً قضائية، إنما لأن هذه الأحكام تنصف عدداً قليلاً من المودعين وستوقع الظلم الشديد على الأغلبية الساحقة من المودعين، فيما المطلوب التعاطي بمسؤولية عالية مع هذه القضية الوطنية والوصول الى حلول شاملة وعادلة ومنصفة للجميع من دون إستثناء.
وحذرت الهيئات في بيانها من أن إعتماد هذه الأحكام القضائية لإسترداد الودائع، ستؤدي حتماً الى إعطاء أفضلية للمودعين المقتدرين والمحظيين على حساب معظم المودعين، وهذا أمر معيب وغير مقبول على الإطلاق.
وقالت الهيئات الإقتصادية "على هذا الأساس، ومن أجل الحفاظ على القطاع المصرفي وعلى ما تبقى من ودائع التي من الممكن في حال تم إقرار خطة تعافي إقتصادي ومالي موثوقة وعادلة، إعادة تكوينها وإعادتها للمودعين،
ومن أجل تفادي تداعيات إضراب القطاع المصرفي الكبيرة والباهظة الثمن والكلفة على كافة المستويات لا سيما نقدياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً،
فإنها تطالب المرجعيات القضائية، التي تحترم وتجل، بعقد اجتماعات طارئة تخصص للبحث في هذا الموضوع ووضع قواعد واضحة للتعاطي مع هذا الملف الشائك على أن يستجيب للمصلحة الوطنية العليا التي تمثلها مصلحة المودعين كل المودعين وليس أفراداً أو فئة منهم فقط.
كما تطالب باعتماد وحدة المعايير في إصدار الأحكام القضائية، إ"ذ لا يجوز على الإطلاق أن تصدر أحكاماً قضائية من نفس القضاة، تحكم بموجبها للمقترضين بدفع ديونهم للمصارف بالشيك دولار أو بالعملة الوطنية (دولار بـ1500 ليرة)، في المقابل تصدر أحكاماً أخرى تلزم المصارف بدفع الودائع بالدولار النقدي للمودعين"، محذرة من أن الاختلال في المعايير هو وصفة أكيدة للإفلاس. 
ونبّهت إلى أن "هذه الأزمة هي أزمة نظامية ووجودية"، مناشدة كافة السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، التعامل معها على هذا الأساس واجتراح الحلول المناسبة التي تكفل وقف الانهيار الشامل.
وإذ لوّحت الهيئات بالتصعيد في حال لم تعالج الأمور بما يضمن استدامة العمل الاقتصادي والمصرفي، أعلنت أنها ستترك اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات الحاصلة على هذا المستوى واتخاذ القرارات المناسبة منها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o