Feb 28, 2023 12:55 PM
خاص

سوريا قد تُدعى الى القمة العربية.. في هذه الحال!

لورا يمين

المركزية- في سياق الحركة الاقليمية المستجدة التي تحمل مرونة عربية - خليجية تجاه النظام السوري، نقل وزير الخارجية المصري سامح شكري للرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه به امس رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، وأبلغ الأسد تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين سوريا ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين. بدوره شكر الأسد ما قدمته جمهورية مصر العربية من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، وأكّد أنّ سورية حريصة أيضاً على العلاقات التي تربطها مع مصر، مشيراً إلى أنّه يجب النظر دائماً إلى العلاقات السورية المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات. واعتبر الأسد أنّ العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام. ونوّه بأنّ مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الحرب على سوريا كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.

واعتبر الوزير شكري أنّ العلاقة السورية-المصرية ركن أساسي في حماية الأقطار العربية، مؤكداً أن مصر ستكون دائماً مع كلّ ما يمكن أن يساعد سوريا، وستسير قُدماً في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق. وأشار إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، ولفت إلى أنّ السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحاً كبيراً في أعمالهم في مختلف المجالات.

هذه الزيارة المصرية تأتي في اعقاب زيارة لافتة قام بها الاسد الى مسقط منذ ايام، علما ان عمان تلعب دورا كبيرا في التوفيق بين المتخاصمين اقليميا ودوليا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". كما ان اللقاء يأتي في اعقاب اعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، في منتدى ميونيخ، أن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وأن الحوار مع دمشق مطلوب "في وقت ما"، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين... ولا يمكن فصلها ايضا عن الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الى العاصمة السورية دمشق، واخرى قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في 12 شباط الجاري.

كل هذه الاتصالات تمهّد لاحتضان عربي لدمشق في المرحلة المقبلة، بعد ان لمس العرب سلبيةَ ابتعادهم عن سوريا اذ جعلها ساحة لنفوذ ايراني اوسع واكبر. غير ان البارز في زيارة شكري تحديدا يتمثل في ان لمصر دورا كبيرا في جامعة الدول العربية. وعلى الارجح، فإن الدبلوماسي بحث مع الاسد في امكانية مشاركة الشام في القمة العربية المرتقبة في الرياض في آذار، للمرة الاولى بعد سنوات من عزل النظام. فاذا ابدى الرئيس السوري بعض المرونة والتجاوب مع مطالب العرب ومنها العودة الآمنة للاجئين ووقف تحويل بلاده أرضا مباحة لايران وأذرعها واسلحتها، واذا لم يرفع سقفه متمسّكا بانتمائه الى محور الممانعة، فإنه من غير المستبعد ان تتم دعوة سوريا الى الاجتماع العتيد...

*** 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o