Feb 27, 2023 4:11 PM
خاص

اجتماع العقبة... إقفال بؤر التوتر للتركيز على المعركة الاساس

خاص - المركزية

تعهد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون في ختام اجتماع عقد أمس في مدينة العقبة الساحلية جنوب الأردن، في حضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، بـ"خفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف"، على ما جاء في البيان الختامي للاجتماع. 

وأكدت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية في البيان استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر، على أن يشمل ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر. 

واتفق المشاركون في الاجتماع على عقد اجتماع آخر في شرم الشيخ في آذار المقبل، لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها في العقبة. فما أبعاد هذا اللقاء؟ 

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "هذا الاجتماع هدفه المحافظة على الاستقرار ومنع تردي الانفلات الأمني، أقله لسببين اساسيين، الأول ان واشنطن لا تريد أن تشتت الأنظار عن المهمّة الأساسية بالنسبة لها ألا وهي المواجهة مع روسيا، خاصة اليوم مع دخول الصين على الخط، حيث بدأت الأمور تتخذ أبعاداً إضافية، وبالتالي هذه المواجهة تستهلك أكثر فأكثر من طاقات واشنطن. لذلك، فإن إقفال بؤر التوتر والجروح المفتوحة في أماكن أخرى ضروري بالنسبة إليها لعدم تشتيت التركيز عن المعركة الاساسية مع روسيا والصين بعد ان تداخلت الأمور بعضها ببعض. فعندما يصرّح مدير المخابرات الأميركية بأن لدى جهاز المخابرات معلومات بأن الصين تخطط لتزويد روسيا بالأسلحة، هذا الأمر يعطي الصراع الدائر في شرق اوروبا أبعادا جديدة، وبالتالي فإن فتح معارك أخرى غير مستحبّ". 

أما بالنسبة الى السبب الثاني، فيعتبر نادر ان " التصعيد في هذه البقعة سيؤدي الى تحويل الانتباه عن الصراع القائم مع ايران أيضاً، كما أنه سيستهلك من الطاقات، لذلك ضغطت واشنطن على الاسرائيليين، بمعنى "أننا بغنى عن معركة اضافية". وهنا بالطبع تجدر الإشارة الى ان لا شيء مجانيا واسرائيل ستحاول في المقابل ان تحصّل المزيد من الدعم لمطالبها. لذلك اعتقد ان الهدف الاساسي اليوم إقفال بؤر الصراع هنا وهناك من أجل شحذ كل الطاقات باتجاه المعركة الاساس او الاولويات الاساسية".  

إلا ان الرياح لم تجرِ كما تشتهي السفن، ولم تمرّ ساعات على اجتماع العقبة حتى تمّ نقض الوعود، وذلك بعدما قام عشرات من المستوطنين الإسرائيليين بأعمال شغب بشمال الضفة الغربية مساء أمس، حيث أشعلوا النار في السيارات والمنازل بعد مقتل مستوطنين اثنين على يد مسلح فلسطيني. فهل ما حصل سيؤدي إلى مزيد من التأزم أم ان التهدئة ستكون سيدة الموقف؟ ان الأيام القادمة كفيلة بتوضيح الصورة، يختم نادر.
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o