Feb 24, 2023 12:47 PM
خاص

التسوية اليمنية تقترب .. مدخل لانفراج اقليمي؟

لورا يمين

المركزية- وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإيداع مليار دولار وديعة لدى البنك المركزي اليمني، وذلك امتداداً لحرص حكومة السعودية على مساندة اليمن، ودعمها المتواصل تنموياً واقتصادياً، وتأكيداً منها على وقوفها الدائم مع اليمنيين، ومساعدة الحكومة للنهوض بواجباتها في سبيل استعادة أمن واستقرار البلاد. وتُسهم هذه الوديعة في تعزيز القدرات في مجال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لليمن مع صندوق النقد العربي كجهة فنية، لوضع خارطة طريق واضحة، ورؤية تهتم بالإنسان اليمني أولاً وتلامس احتياجاته، بالإضافة إلى تعزيز جهود بناء احتياطيات لدى البنك لتمكينه من تعزيز الاستقرار الاقتصادي.

وأكد رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أن الوديعة ستمثل دفعة قوية لاقتصاد بلاده، واستقرار العملة الوطنية، والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية بدعم من النظام الإيراني. وقال إن خادم الحرمين وولي العهد ضربا مثلاً في التضامن، والدعم للشعب اليمني.

هذه الخطوة السعودية ليست معزولة في الزمان والمكان، بحسب ما توضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، بل تأتي في ظل تسارع المساعي الدولية والاممية للتوصل الى تسوية ما للصراع اليمني بعد سنوات وسنوات من التعثر المترافق مع تصعيد ميداني وعسكري ومع فقر وانهيار مالي واقتصادي. 

في السياق، بحث أنور قرقاش، مستشار رئيس الإمارات الدبلوماسي، وهانس غروندبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، في الساعات الماضية، مستجدات الأزمة اليمنية والجهود الرامية لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار، والمضي نحو حل سياسي مستدام ينهي الأزمة والمعاناة الإنسانية التي يرزح تحتها الشعب اليمني. وأكد قرقاش "وقوف الإمارات مع الشعب اليمني، ودعمها مجلس القيادة الرئاسي والجهود الأممية التي يبذلها المبعوث لإيجاد آلية لوقف دائم لإطلاق النار، والبدء بحوار جاد للتوصل إلى تسوية سياسية مستدامة للأزمة اليمنية، بما يحقق الاستقرار والازدهار لليمن".
وأصدر مكتب غروندبرغ بيانا أوضح فيه أن "المناقشات مع المسؤولين الإماراتيين تناولت أهمية الدعم الإقليمي المتضافر من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة في ‎اليمن، من شأنها تأمين مستقبل يسوده السلام والأمن والتنمية الدائمة". كما التقى غروندبرغ، في الإمارات، عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبحث معه "سُبُل تحسين الظروف المعيشة في ‎اليمن، وتحقيق الاستفادة القصوى من الزخم الحالي، من أجل إحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وبدء حوار يمني - يمني جامع لإنهاء النزاع بشكل مستدام"، حسب المكتب الأممي.
والى لقاءاته في الامارات، التي تلعب دور الوسيط في الصراع اليمني، عقد المبعوث الأممي خلال الفترة القليلة الماضية، مباحثات في روسيا والسعودية وسلطة عمان واليمن، تناولت سبل تمديد الهدنة، وتحقيق السلام في البلاد عبر المفاوضات.

بحسب المصادر، الدفع نحو حوار يمني – يمني سيكون محط تركيز دولي في الفترة المقبلة، بالتزامن مع اتصالات سعودية – ايرانية ستعمل على تزخيمها كل من الامارات والعراق والولايات المتحدة والامم المتحدة، وقد بدأت في مسقط بعيدا من الاضواء، لوضع طبخة التسوية على النار والتي أبدت المملكة حسن نية تجاهها من خلال وديعتها. وفي حال نضج الحل وابصر النور، فإنه سيساعد في حلحلة ملفات اقليمية كثيرة عالقة، ومنها الرئاسة اللبنانية. فلننتظر ونر، تختم المصادر.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o