زيلينسكي في الذكرى الأولى للغزو: لن نستكين طالما لم يعاقَب القتلة الروس

عشيّة الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار أمس، بانسحاب فوري للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام "شامل وعادل ودائم"، فيما حصل القرار على تأييد 141 صوتاً مقابل اعتراض 7 أصوات فقط، بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت، من بينها الصين والهند.

ويُشدّد مشروع القرار غير الملزم على "التمسّك" بـ"وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا"، و"يُطالب" روسيا بـ"الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من الأراضي الأوكرانية داخل حدود البلاد المعترف بها دوليّاً"، في إشارة إلى المناطق التي أعلنت ضمّها.

كما يدعو النصّ، الذي شاركت في رعايته عشرات الدول من أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والأرجنتين واليابان، إلى "وقف الأعمال العدائية"، ويُشدّد على "الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وهذا القرار رمزي قبل كلّ شيء، وفق المحلّل في "مجموعة الأزمات الدولية" ريتشارد غوان، الذي يؤكد في الوقت عينه أنه سيُفاقم عزلة روسيا ويُساهم في "تقويض مزاعم بوتين بأنه يقود تحالفاً واسعاً مناهضاً للغرب".

وفي الغضون، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بثقة عالية أن بلاده ستنتصر على القوات الروسية الغازية، قائلاً: "لم ننكسر، تخطّينا الكثير من المحن وسوف ننتصر. سنُحاسب جميع الذين جلبوا هذا الشر، هذه الحرب إلى أرضنا، كلّ هذا الرعب والقتل والتعذيب والنهب".

ورأى أن روسيا اختارت "طريق المجرم، طريق الإرهابي، طريق الجلّاد، طريق الناهب" بشنّها هذه الحرب، مشدّداً على أن هذا "الخيار الذي أتى على مستوى الدولة" يتطلّب "مسؤولية على مستوى الدولة على الإرهاب المرتكب".

 أعلن زيلينسكي في كلمته عبر الفيديو التي بثتها مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة مرور عام على بدء الحرب الروسية - الاوكرانية، "أن بلاده لن تتوقف "طالما لم يعاقَب القتلة الروس"، بحسب وكالة "فرانس برس".

وقال : "لن نغفر أبدا. لن نستكين طالما لم يعاقَب القتلة الروس. من قبل المحكمة الدولية أو بالعدالة الإلهية أو بأيدي جنودنا".

ولاحقاً، كشف زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في كييف أنه يُريد أن يُناقش مع بكين خطة السلام الصينية لأوكرانيا، معتبراً أن مشاركة هذا الشريك الوثيق لموسكو "إيجابية"، لكنّه أوضح أنه لم يطّلع على الوثيقة بعد، بينما دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إلى عدم "التوهّم" في شأن الصين، "لأنّها حتّى الآن لم تتّخذ موقفاً ضدّ روسيا".

وكان لافتاً بالأمس كلام رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف الذي رأى أن الحرب في بلاده أوشكت على النهاية، معتبراً أن الروس لم تعُد لديهم "إمكانات هجومية"، ما يعني أنهم "سيضطرّون في نهاية المطاف لسحب قوّاتهم"، وهو "ما سيحدث قريباً وإلّا فإنّ النظام الروسي نفسه سينهار"، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية. وعن مستقبل أوكرانيا بعد الحرب، توقّع بودانوف بأن تُصبح بلاده مركزاً جديداً للنفوذ الإقليمي.

في المقابل، توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال خطاب قصير عبر الفيديو بمناسبة "يوم المدافع عن الوطن"، بنشر صواريخ "سارمات" النووية العابرة للقارات، مؤكداً أن بلاده ستولي اهتماماً متزايداً لتعزيز قواتها النووية من خلال نشر صاروخ باليستي عابر للقارات تأخر نشره كثيراً، وصواريخ أسرع من الصوت وغواصات نووية جديدة.

وبالإضافة إلى ذلك، كشف بوتين أن روسيا ستواصل الإنتاج الضخم لأنظمة "كينجال" الجوية الفرط الصوتية، وستبدأ في إنتاج كميات كبيرة من صواريخ "زيركون" الأسرع من الصوت التي تُطلق من البحر، معتبراً أن الجيش هو "ضامن" استقرار الدولة الروسية.

توازياً، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "ستفرض عقوبات واسعة النطاق على قطاعات حيوية تدر عائدات على بوتين"، فيما ستكون الحرب في أوكرانيا أهم عناوين قمة افتراضية لـ"مجموعة السبع" اليوم، والتي سيُشارك فيها الرئيس الأوكراني. وفي هذا الصدد، قالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار خلال مؤتمر صحافي: "سيُناقش القادة كيفية مواصلة دعمنا لأوكرانيا".

وأوضحت جان بيار أن الولايات المتحدة ستستهدف البنوك الروسية وصناعة الدفاع، وكذلك "جهات فاعلة في دول ثالثة تُحاول التهرّب من عقوباتنا"، وتابعت: "سنُعلن أيضاً عن مساعدات اقتصادية جديدة في مجالَي الطاقة والأمن، لمساعدة الأوكرانيين على مواصلة النجاح وحماية الناس من العدوان الروسي، وتمكين الحكومة الأوكرانية من توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والتدفئة".

وفي السياق، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا لها "تأثير سلبي كبير جدّاً" على اقتصاد روسيا، مشيرةً إلى أن "روسيا الآن تُعاني من عجز كبير في الموازنة"، في حين حضّ وزراء مال "مجموعة السبع" صندوق النقد الدولي على تقديم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بحلول نهاية آذار، بحسب بيان مشترك.