Feb 23, 2023 2:56 PM
خاص

السوداني: مصلحة العراق العربية اولاً...شهر العسل مع ايران انتهى

يولا هاشم

المركزية – ينقل زوار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عنه أنه لا ينفك يؤكد في مجالسه أن مصلحة العراق العربية تشكل أولوية بالنسبة إليه. فالسوداني الذي كان يُعتَبر حليف ايران ومنضويا في حزب الدعوة الاسلامي وألّف منذ فترة حزب "الفراتين"، يتابع، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة لـ"المركزية" خطى سلفه مصطفى الكاظمي، ويسعى لعقد جلسة حوار سادسة بين السعودية وايران، وجمع وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والايراني حسين عبد الامير اللهيان في بغداد، لأنه يعتبر ان العلاقة بين السعودية وايران هي اساس متين لترتيب الوضع في المنطقة، انطلاقا من مبدأ ان استقرار الوضع الاقليمي ينعكس ايجاباً على الوضع ككل في المنطقة. فعندما تتحسن العلاقة بين جدة وطهران، يمكن تطويرها باتجاه الولايات المتحدة، رغم ان هذا الأمر بحسب المصادر أكثر تعقيداً. 

وتطالب المملكة، بحسب المصادر، كشرط أساسي لتطوير العلاقة مع ايران، بحلّ مسألة اليمن، الحديقة الخلفية للسعودية، وتسعى للوصول الى اتفاق نهائي للقضية اليمنية عوضاً عن الهدنة الطويلة مع الحوثيين او وقف إطلاق النار بين الطرفين كما هو الحال اليوم. السعودية تريد التوصل الى حل نهائي للقضية اليمنية، وهذا الامر من المفترض ان توافق عليه ايران اذا كانت تنوي تعزيز علاقاتها معها. 

وتلفت المصادر الى ان السوداني يركز على عروبة العراق وعلى تمتين العلاقة مع واشنطن، لهذا السبب مدّد للقوات الاميركية في العراق، وأعلن مراراً وفي أكثر من مناسبة عن حاجته إليها لدحر الارهاب، رغم مطالبة "ائتلاف دولة القانون" برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومن خلفه ايران، المتكررة بخروج القوات الاميركية. رفض السوداني الخضوع لايران ولصنيعتها نوري المالكي والامتثال ايضا للحشد الشعبي الموالي لايران، وأعلن ان العراق بحاجة الى واشنطن والى الجيش الاميركي في العراق لمقاتلة "داعش" والقوى المتطرفة. 

وبعيداً من الوضع السياسي، يعاني العراق من وضع اقتصادي متردّ، لذلك يحاول السوداني انتشال بلاده من أزمته الصعبة عبر التواصل الدائم مع واشنطن والرياض وطهران. وهو أبلغ في هذا الإطار قادة "الإطار التنسيقي" الموالي لايران، ان شهر العسل مع طهران انتهى، وان سطوها على أموال بغداد لا بدّ ان يتوقف، لأنها كانت السبب في انهيار الاقتصاد في البلاد. لذلك، جمع أعضاء حكومته التابعين لـ"الإطار التنسيقي" وأبلغهم "إما أن نقفز من مركب ايران الغارق او نخسر جميعنا كعراقيين وينهار الوضع الاقتصادي نهائيا"، وأكد لهم "ان واشنطن تراقبنا عبر البنك الفيدرالي". وشدّد السوداني على ان الدولارات الأميركية هي للعراق وليست لايران، وكذلك الأمر بالنسبة للنفط الذي تقوم ايران بسرقته وبيعه والاستفادة منه على حساب الشعب العراقي الجائع. صحيح ان الوضع في العراق صعب، إلا ان السوداني يسعى لإحلال مصلحة العراق العربية والاقتصادية والسياسية أولاً فوق أي اعتبار آخر، تختم المصادر. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o