Feb 16, 2023 4:47 PM
خاص

بن فرحان في سوريا قريباً حاملاً رسائل...هل يتلقفها الأسد؟

يولا هاشم

المركزية - أفاد مصدر سوري مطلع لوكالة سبوتنيك بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيزور العاصمة السورية دمشق في الأيام القليلة المقبلة. وأضاف أن "هناك ترتيبات تجري حاليا لزيارة الأمير فيصل بن فرحان خلال أيام". وستكون هذه أول زيارة لمسؤول سعودي إلى سوريا منذ بدء الصراع في البلاد عام 2011. فما هي دلالات هذه الزيارة، وهل سنشهد تغيرات على الساحة السورية وعودة سوريا الى الحضن العربي؟ 

العميد الركن خالد حماده يؤكد لـ"المركزية" ان "من الصعب التكهن بأهداف هذه الزيارة، لشخصية سعودية على هذا المستوى، وزير الخارجية في هرمية  الحكم السعودية، شخصية مرموقة ولها موقعها، وهي مطلعة بملفات هامة على صعيد السياسة الخارجية السعودية والخليجية بشكل عام والمنطقة. لذلك، لا اعتقد ان الزيارة هي فقط لتقديم العزاء او الاعراب عن موقف السعودية الانساني المتضامن مع سوريا بعد هذه القطيعة الطويلة. وقد رأينا زيارات لوزيري الخارجية الاماراتي والاردني أيضاً، لكن وقع زيارة وزير الخارجية السعودي أكبر من ذلك بكثير".  

ويشير حماده الى انه "يجب الا نُسقِط الجانب الانساني للزيارة، لكن من غير الجائز تناسي أنه  منذ العام 2011 مع بدء القطيعة ولغاية الآن انتقلت المملكة العربية السعودية من موقع الى مواقع أخرى اكثر تقدماً على صعيد السياسة الخارجية للمنطقة وعلى صعيد موقع المملكة ودول الخليج في كل الأزمات التي طرأت على العالم ولا سيما آخرها أزمة اوكرانيا والموقف الخليجي الثابت من مجموعة قضايا، أهمها قضية الطاقة والأمن الاقليمي كذلك يجب ألا ننسى مدى التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية وموقعها الجديد على تقاطعات الدول الكبرى كالصين وروسيا الى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. إذا لا يمكن الاكتفاء بالجانب الانساني للزيارة. قد يكون على اجندة وزير الخارجية السعودي وضع الرئيس بشار الاسد في اجواء المستجدات في المنطقة وإعطاء  فرصة لسوريا في اختيار تموضعها وتحالفاتها. ندرك تماما ان الموقف السعودي من الدور الايراني التهديدات الايرانية ثابت ومعروف ، وكانت المواقف الاميركية في البداية  تتناقض  مع الموقف السعودي،لكن في النهاية سجلت زيارات عدة الى المملكة  من دول اوروبية كزيارة المستشار الالماني والاتحاد الاوروبي ومسؤولين أميركيين أمنيين وسياسيين، وأصبح خطابهم متناغماً مع هواجس السعودية لا سيما في موقفها من ايران، وكذلك هناك موقف متميز للاتحاد الاوروبي من طهران". 

ويضيف: "ربما تريد المملكة العربية السعودية ان تعطي هذه الفرصة للرئيس الاسد وان تضعه أمام خيارات جديدة. اذا كان طبعا يؤثر انقاذ سوريا او كان سيختار المضي قدما في هذه الحرب العبثية التي أسقطت سوريا والنظام معها وجعلت منها ساحة لتبادل الرسائل وترسيم خرائط نفوذ تركية وروسية واسرائيلية وايرانية بشكل كبير الى جانب قوى أخرى".  

ويعرب حماده عن اعتقاده بأن "يجب انتظار هذه النتائج وما سيرشح عن الزيارة، واعتقد، بعد تعثر الوضع في لبنان قد يكون هناك أفق لدمج المسألتين او الأزمتين اللبنانية والسورية ومقاربتهما بالتلازم، فلبنان وسوريا في الأزمتين كالأوعية المتصلة، لا يمكن فصلهما والقاسم المشترك الكبير هو النفوذ الايراني والميليشيات المسلحة. لبنان يدفع أثمانا وكذلك سوريا. طبعا لبنان يدفع أثمانا رغما عنه وبقرار من بعض الساسة في لبنان، وسوريا اتخذت هذا القرار وجنحت فيه حتى النهاية وفقدت السيطرة على جزء كبير من أراضيها وعلى قرارها. والمملكة العربية السعودية تحتفظ دائما بهامش للحركة، سواء مع الاميركيين او الروس. الطرفان يؤثران عدم اغضاب المملكة ويأخذان في الاعتبار المصالح المشتركة بينهما، نظرا للموقع الاقتصادي والمالي والطاقوي للمملكة ولدول الخليج". 

ويختم: "ربما تكون هذه مساحة لجولة أفق جديدة وفق القدرات السعودية الجديدة ووفق الخرائط التي تُحضّر للمنطقة، وربما التلازم بين الأزمتين اللبنانية والسورية قد يشكل أحد المخارج لتسوية شاملة تأخذ في الاعتبار النفوذ الايراني في الدولتين وما دفعته الدولتان من اقتصادهما واستقرارهما السياسي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o