دول محور الممانعة تفقر..و"الحرس" ينهبها لتعزيز قدراته

لورا يمين

المركزية- فيما الشعوب في الدول التابعة، طوعا او كرها، لمحور الممانعة، تفقر وتجوع وتتخبط في أزمات معيشية واقتصادية لا تنتهي، النظامُ الإيراني يغذّي نفسَه وأجهزتَه وأذرعَه العسكرية المنتشرة في المنطقة، ويغتني على حساب الناس.

فقد اتُهم "فيلق القدس"، الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري" الإيراني، بتهريب ملايين الدولارات من العراق إلى حسابات "الحرس" في إيران، بالتعاون مع السفارة الإيرانية في بغداد. وكشفت قناة "إيران إنترناشونال" في الساعات الماضية، عن أنها حصلت على معلومات عن شبكة تهريب العملة من مصدرٍ في "فيلق القدس"، المكلف بالعمليات الاستخباراتية والعسكرية العابرة للحدود الإيرانية، بالوكالة عن "الحرس الثوري". وأضافت أن "فيلق القدس" يهرب عشرات الملايين من الدولارات من دور صرافة في بغداد والنجف وكربلاء والسليمانية إلى حسابات "الحرس" في إيران. ويدير الشبكة شخص يدعى محمود حسني زاده من الأعضاء السابقين في "الفيلق"، ومواطنان عراقيان، هما ميثم حمزة قاسم دراجي وميثم صادقي. وأوضحت القناة أن محمد تجن جاري، مسؤول الشؤون المالية في "وحدة 400" في "فيلق القدس"، يودع المبالغ المطلوبة في فرع "بنك أنصار" التابع لـ"الحرس الثوري".

صحيح ان العراق يحاول اليوم لعب دور الوسيط بين المتصارعين في المنطقة ويحتضن حوارا (توقف منذ أشهر) بين الايرانيين والسعوديين، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الا ان اصرار النظام في طهران ليس فقط على التدخل في الشؤون العراقية سياسيا، بل عسكريا عبر دعم متفرعاته في بلاد الرافدين، واقتصاديا عبر نهب ثرواته ومدّه بالكهرباء تارة وقطعها عنه طورا، يتهدد هذا الدور، وسط نقمة شعبية متعاظمة على هذا السلوك الإيراني.

في هذا الاطار، تجمعت مجموعة من المواطنين العراقيين، الأسبوع الماضي، أمام البنك المركزي للبلاد، احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار. وكُتب على إحدى لافتات المتظاهرين: "امنعوا سرقة دولاراتنا من قبل دول الجوار". وفي الموازاة، ذكرت "إيران انترناشونال" منذ ايام، نقلا عن مصدر مطلع في بغداد، قوله، إنه في منتصف شباط الحالي، سيتوجه وفد من الحكومة العراقية إلى واشنطن للمساعدة في التحقيق بشأن تهريب دولارات من العراق إلى إيران، وإطلاع الجانب الأميركي على نتائج الجهود المبذولة في هذا الأمر. وقال المصدر إنه لم يتضح ما إذا كان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سيرأس الوفد أم لا.

هذه الحركة قد تفيد جزئيا في وقف تدخلات ايران في شؤون دول المنطقة ونهبها لثرواتها في شكل أو في آخر، غير ان لا حل جذريا لهذا المسار الا بقرار دولي جامع ومبرم وحازم، بمحاربة النظام الإيراني والإقلاع عن مسايرته والتحاور معه.. وهذا القرار لا يزال بعيد المنال، تختم المصادر.

***

...