بري وعد ويترقب ...المبادرة فور بروز مقاربات جديدة

يوسف فارس

المركزية – يشي المسار الانحداري الذي بدأ يتسارع في الايام الاخيرة بأن يدا خبيثة تسللت من خلف الانسداد السياسي لدفع الواقع اللبناني لمنزلقات دراماتيكية وتداعيات لا حصر لها في كل مفاصل الحياة اللبنانية، ومرادها الاجهاز على اللبنانيين في الواقع المرعب المعاش الذي انحدرت اليه البلاد على كل المستويات خصوصا المعيشية والصحية. فركائز البلد تتهاوى سياسيا وقضائيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا، فيما اطراف المنظومة والانقسام النيابي والحكومي ماضون في التأسيس لمستقبل متهالك وجعله اكثر قتامة ومأسوية ومستمرون ايضا في الخداع والدجل ومحاولة تبرئة انفسهم من هذه الجريمة الفظيعة التي ترتكب في حق لبنان واللبنانيين، علما انهم بأدائهم المتمادي في التعطيل ورهن البلد لحساباتهم ومصالحهم وسدهم لأبواب الانفراج وحرمانهم البلاد، حتى من جرعة مسكنات موضعية على جروح الازمة متهمون الى ان يثبت العكس بأنهم رعاة الجريمة وناسجو خيوطها المؤدية الى اهلاك البلد وأهله. 

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة يأسف للوضع الذي آلت اليه البلاد والمتدحرج في كل يوم الى تفكك المؤسسات اكثر فاكثر، لافتا الى ان حال المراوحة التي تشهدها البلاد على المستويات السياسية والمالية من شأنها ان تزيد الشرخ وان لا حل للازمة اللبنانية على ما اكدته التجارب والايام الا بالتلاقي والحوار الذي بادر رئيس المجلس  النيابي نبيه بري بالدعوة اليه منذ بداية الاستعصاء، ولكن للاسف قوبل بالرفض من بعض الكتل النيابية والمجموعات السياسية علما ان الفرصة متاحة اليوم لانتاج رئيس من صنع لبناني. 

ويقول خواجة لـ"المركزية": "لقد تأكد للجميع ان الخارج على مختلف مواقعه مشغول بمشكلاته وازماته وغير مهتم بما يجري في لبنان. فالحرب الروسية – الاوكرانية تقدمت على ما عداها من مشكلات وازمات، والخطورة في تداعياتها التي تحولت الى ما يشبه الحرب الاقتصادية. في السابق، كان هناك اميركي وروسي يتحكمان بمسار الاوضاع في المنطقة ومن ضمنها لبنان، ولكن ذلك تحول بحيث انحصرت المعالجات الدولية في اطار الملفات الساخنة لكل دولة".

وردا على سؤال يضيف: "ان الرئيس بري راهنا في فترة ترقب وانتظار وعندما يجد فرصة للمقاربات فهو حتما سيبادر الى الجمع والدعوة الى التلاقي، منطلقا الى ذلك من جلسات الانتخاب الرئاسية التي يفترض ان تؤدي الغرض منها بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".