Dec 23, 2022 6:04 AM
صحف

"غيبوبة" داخلية على إيقاع حديث المبادرات الخارجية!

أشارت "النهار" الى ان عشية عيد الميلاد وبدء الأسبوع الأخير من السنة 2022 غلبت على المشهد الداخلي غيبوبة سياسية، يبدو واضحا انها ليست مرشحة “للانعاش” قريبا، ما دامت ازمة الفراغ الرئاسي تراوح مكانها ولا افق جديا او ثابتا لامكان الخروج منها في المدى المنظور. فعلى رغم كل ما يتردد عن تحركات خارجية معينة مخصصة للازمة اللبنانية، لم تتبلور واقعيا أي معطيات جادة في شأن مبادرات مزعومة جديدة كما ان الزيارة التي قام بها امس لبيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط لم تعكس وجود أي تحرك او مبادرة عربية حيال الازمة الرئاسية خلافا لما تردد. ولذا تبدو الساحة الداخلية متروكة لهموم الازمات الاجتماعية المفتوحة على مزيد من التداعيات السلبية لتفلت سعر الدولار في السوق السوداء وسط تصاعد الاستغراب بل الريبة حيال غياب أي تحرك فعال للجم القفزات المطردة التي تشتعل على وقعها أسعار المواد الاستهلاكية والأدوية والمحروقات ولا من صوت او موقف او اجراء تتخذه السلطات المصرفية والسياسية المعنية. وما يزيد الغرابة ان أي جهة معنية لم تصدر أي توضيح نفيا او تاكيدا للتقارير التي تتكاثر حيال تهريب كميات كبيرة من الدولار من لبنان الى سوريا.

وفي السياق عينه، أشارت "نداء الوطن" الى ان كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام "منتدى الاقتصاد العربي"  لم يحمل أي جديد خارج سياق المعروف من القاصي والداني في الشرق والغرب عن الانهيار اللبناني، وخارج ما هو ملموس على أرض الواقع تحت وطأة ما يعايشه ويكابده اللبنانيون في يوميات أزماتهم المذلّة تحت سلطة الفريق الحاكم نفسه الذي يتباكى اليوم على أحوالهم المزرية أمام العالم. فالكل يدرك أنّ لبنان بات على "مفترق طرق بين النهوض والتدهور"، لكن ما لم يقله ميقاتي هو أنّ السلطة التي يتحدث باسمها هي التي تعترض "طريق النهوض" وتواصل تعبيد "منزلقات التدهور" بعيداً عن سبل الإصلاح والإنقاذ.

وبهذا المعنى أتى تحميل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس المسؤولين في لبنان مسؤولية مباشرة عن "الانسداد السياسي والوضع الاقتصادي الصعب والمعقّد للغاية"، باعتبارهم المطالبين قبل سواهم بأن "يبذلوا الجهود في أسرع وقت لإخراج البلد من هذا المأزق"، مؤكداً أنّ خارطة الطريق الإنقاذية تبدأ أولاً من خطوة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وبعدها تأتي عملية "انطلاق آليات الاقتصاد اللبناني".

وإذ أكدت مصادر مواكبة لزيارة الوفد العربي إلى بيروت أنها تأتي ضمن إطار بروتوكولي للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي "من دون أن تكون هناك أي مبادرة عربية محددة خارج إطار التحذير من مغبة استمرار الوضع اللبناني على ما هو عليه من تأزم وانسداد"، لم تستبعد في الوقت عينه أن تشهد المرحلة المقبلة مع انطلاقة العام الجديد "حراكاً معيناً باتجاه تزخيم التواصل العربي – الغربي حول ملف الأزمة اللبنانية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o