Dec 16, 2022 4:43 PM
خاص

تكتل فيصل كرامي الأحادي الإصطفاف... هل يقضي على طموحه برئاسة الحكومة؟

المركزية – على صفيح متحرك تنام مدينة طرابلس لتعود وتصحو على بركان أمني وإجتماعي وإقتصادي أقل ما يقال فيه إنه مستمر في التحرك وقابل للإنفجار في كل لحظة.

وباستثناء الأخبار الأمنية والأحداث التي تصل إلى حد قتل مواطن بريء على خلفية أفضلية مرور وفرار الجاني (المدعوم من جهة سياسية) لا أخبار أو مشاريع إنمائية جديدة كمثل اتخاذ مبادرة من أثرياء عاصمة الشمال وتحديدا بعض نوابها ورئيس الحكومة، ونشدد على عبارة بعض، لأن البقية لا توفر جهدا في تأمين المطلوب للمدينة أو ترد طالب مساعدة.

إلا أن الكلام عن نية النائب العائد إلى مجلس النواب بقرار من المجلس الدستوري فيصل كرامي تشكيل تكتل نيابي وضم عدد من النواب السنة اليه، يرجح أن يصل إلى ستة نواب من طرابلس وخارجها، خلق نوعا من الحركة الجديدة على المشهد السياسي نظرا إلى تداعياته داخل المجلس النيابي وكذلك وعلى خطوط التواصل التي لا تهدأ. وبحسب المراقبين فإن وجود مثل هذا التكتل سيقلب الموازين في مجلس النواب وسيعوّض الفراغ الحاصل الذي فشل النواب السنة الجدد في سدّه. هذا في المجلس لكن على أرض الواقع القراءة تختلف من خلال الوقائع.

النائب السابق مصباح الأحدب يعتبر أن ثمة محاولات لإبقاء الإنقسام العمودي على ما هو عليه في طرابلس بين فريق الممانعة والسياديين والمستقلين، أو بين فريقي 8 و14 آذار، في حين أن المطلوب طروحات جامعة. ويلفت عبر "المركزية" الى أن أول ما يجب أن يطرحه التكتل الجديد في حال قُدر له أن يبصر النور، وقف ممارسات الدولة وعودتها إلى كنف طرابلس وأهلها. أما إذا كان الهدف منه ترسيخ مواقع قوى جديدة، فهذا لن يضيف شيئا على المشهد السياسي العام لا بل قد يزيد الأمور تعقيدا على المشهد الطرابلسي كونه سيزيد من منسوب الإنقسامات.

قد يكون فيصل كرامي والنواب الراغبون في الإنضمام إلى التكتل يستندون إلى كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عند استقباله إياه فور عودته إلى مجلس النواب حيث بادره بالقول:"أنت أعدت التوازن للحياة السياسية في لبنان". وبخلاف المرات السابقة شكلت عودة كرامي البرلمانية محطة يُبنى عليها في السياسة لإعتبارات عديدة. لكن من قال إن الرهان على الإعتبارات يصب في مجرى الإيجابيات؟

"قضية رئاسة الحكومة لها مواصفات أساسية يجب أن يتمتع بها كل من سيصل إلى رئاسة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة". والكلام للمحلل والكاتب السياسي أحمد الأيوبي.وبالمباشر يضيف عبر "المركزية" أن المواصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الحكومة العتيد بعد انتخاب رئيس للجمهورية محدد بنقطتين: عربية وسعودية لأن المملكة ستتولى بشكل فعلي إعادة دعم الإقتصاد اللبناني لإعادته إلى الحياة. فإذا كان النائب فيصل كرامي سيبني تكتله على اصطفاف أحادي الطرف فهذا يعني أنه يدفن طموحه برئاسة الحكومة منذ اللحظة.

في المقابل يضيف الأيوبي، "إذا كان كرامي يبحث بجدية مسألة الوصول إلى رئاسة الحكومة عليه أن يعود إلى المكان الطبيعي لأهل السنة في لبنان أي الإتجاه الوطني العام في البلد أولاً والإتجاه العربي ثانيا وتحديدا نحو المملكة العربية السعودية، مؤكدا "أن الإنفتاح الشكلي لا يكفي. فالترجمة الحقيقية تتظهر في المواقف السياسية.من هنا فإن أي اصطفاف مع حزب الله يعني دفن التكتل في مهده،  وسيقضي على طموح  كرامي قبل أن يبدأ في رسم خارطة الوصول إليه. ويسأل الأيوبي:" هل سيكون التكتل الذي ينوي فيصل كرامي تشكيله واجهة لحزب الله؟هل هذا هو التصنيف الذي يريد أن يتموضع فيه؟ وإلى أي مدى يمكن أن يتطابق هذا التوجه مع المواقف المنفتحة التي يطلقها على السعودية؟".

ربما هو العطش على الساحة السنية الذي جعل الكثيرين من فريقه السياسي يلتقطون أنفاسهم ويعوّلون عليه، أو هو تكوين مجلس النواب التعطيلي بوضعيته القائمة التي جعلت السنّة يتنفسون الصعداء بعودته، هكذا يقرأ البعض هامش المتنفس السياسي الجديد العائد مع كرامي. لكن ما بعد الفراغ والتعطيل لن يكون حتما كما قبله، "ورئاسة الحكومة المقبلة ستكون ضمن سلة متكاملة تضم رئيس الجمهورية والحكومة على يحظيا معا بالدعم السعودي".  لكن هل ثمة خيارات بديلة في ما لو قرر كرامي العودة عن تشكيلة من لون واصطفاف واحد؟

" في الحقيقة لا خيارات. فتكتل الإعتدال الوطني يضم عددا من نواب السنة المستقلين وهو لا يريد أن يكون من أعضائه، كما أنه ليس حليفا للنائبين أشرف ريفي وفؤاد مخزومي. وعليه سيكون في محور تكتل نيابي سني حليف لحزب الله. مما يعني أن حلمه بالوصول إلى رئاسة الحكومة بعيد المنال إن لم نقل مستحيلا" يختم الأيوبي.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o