Dec 09, 2022 8:06 AM
مقالات

لبنان حاضر في أجواء قمم الرياض: برودة روسية ونفط وقمح ورحلات جوية

تتوالى القمم من واشنطن الى الرياض وصولاً الى الحركة الفاعلة في باريس والأمر عينه في الفاتيكان ولبنان "حاضر ناضر"، لا بل مادة أساسية على طاولة الكبار بغية التنقيب عن مخارج قد تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.

ولا يُستبعد من خلال مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في القمة العربية – الصينية، التي ستعقد في الرياض الى جانب القمتين الصينية – السعودية، والخليجية – الصينية، أن يلتقط ميقاتي مؤشرات سعودية وخليجية وعربية حول الشأن اللبناني، ناهيك عن ان مشاركته تحمل أكثر من دلالة بعدما تسلّم الدعوة من السفير السعودي وليد بخاري، بمعنى ان ذلك يثبت الاعتراف الواضح بدستورية حكومته وشرعيتها خارجياً على وقْع المعارك التي خيضت داخلياً ضدها ربطاً بجلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وتحديداً من قِبل "التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب جبران باسيل الذي خسر بهدف موجع اذ لم يستطع أن يطيّر هذه الجلسة.

وبالعودة الى الحراك الدولي والخليجي والعربي وما يمكن أن ينتج عنه بالنسبة الى لبنان في ظل المساعي الآيلة الى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، ثمة سؤال عن الدور الروسي الذي يسجّل برودة تضاهي صقيع موسكو في ظل غياب عن الساحة الداخلية بعدما تفاعل حضوره في أكثر من محطة.

في هذا الإطار، تقول مصادر مقرّبة من موسكو لـــ"النهار"، إن دورها في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان يكمن بالتشدد في شأن ضرورة الإسراع بإنهاء الشغور الرئاسي الذي يعتبر مسألة خطيرة في الظروف الاستثنائية التي يجتازها بلد يمر في أزمات صعبة غير مسبوقة، وبالتالي انها تدعو لإرساء تفاهم بين المكونات اللبنانية، وما يهمها استقرار هذا البلد لأنه مدخل لاستقرار سوريا، وهذه الناحية تعدّ من المسلّمات الروسية.

وتكشف المصادر نفسها عن تحضيرات روسية تجري على قدم وساق لإرسال مساعدات الى لبنان تتمثل بباخرتي نفط وقمح، والمسألة تتصل ببعض الأمور اللوجستية مع الدولة اللبنانية من أجل ارسالهما في أقرب وقت ممكن، في حين أن هناك توجهاً لإعادة فتح الخط الجوي بين موسكو وبيروت عبر إعادة تسيير رحلات Air Float ولكن حصلت مشكلات تتمثل بالعقوبات الدولية المفروضة على روسيا، أي كيفية تزويد الطائرة بالوقود ما استدعى حل هذه المعضلة بأن يكون تزويد الرحلات بالوقود عبر محطة انطاليا بعدما لوّحت شركة "توتال" لوكيل Air Float بمنع تزويدها بالوقود في بيروت، لذا فان معاودة فتح الخط الجوي تسهّل أمور اللبنانيين من رجال أعمال ومقيمين وطلاب وسواهم.

وحول الشأن الرئاسي وموقف موسكو من هذا الاستحقاق، تضيف المصادر أن موسكو لا تتدخل في هذا الأمر وتعتبره لبنانياً بامتياز، ولكن لا يُخفى أنها تحبّذ لا بل تدعم صديقها زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية للرئاسة، لكنها في المقابل لا تقوم بأي خطوات في هذا الصدد وترفض التدخلات الأميركية والفرنسية في الانتخابات الرئاسية، كاشفة أن موفداً لبنانياً زار موسكو مؤخراً لتسويق مرشح بارز للرئاسة ولم تكن الزيارة ذات مردود إيجابي.

وعن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف الى بيروت، ترى المصادر إياها أن ظروف الزيارة في الوقت الراهن غير مؤاتية، وكان بوغدانوف بصدد القيام بها منذ فترة، الا أن الحرب الروسية – الأوكرانية ومسائل أخرى صرفت النظر عنها في الوقت الراهن وهي واردة في حال انتُخب رئيس للجمهورية وتشكلت حكومة كي لا يقال بأن موسكو تتدخل بالاستحقاق الرئاسي وتعمل على إيصال مرشح مقرب منها.

في غضون ذلك، فان المطلعين على بواطن الأمور يؤكدون أن الحرب بين موسكو وكييف والقطيعة الدولية لروسيا والعلاقات المتوترة بينها وبين كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، كل ذلك أثّر الى حد كبير على حضورها لبنانياً، إضافة أنها غير ممتنة من موقف لبنان تجاه هذه الحرب في وقت ثمة تواصل لم ينقطع بين موسكو والرياض من خلال الدور الانساني الذي قام به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول أسرى الحرب الروسية – الأوكرانية.

ويبقى أخيراً أنه في موازاة التراجع الواضح في الدور الروسي، فإن حلّ المعضلة اللبنانية بات ضمن مثلث واشنطن وباريس والرياض، ولكن الى الآن يتبدى بشكل قاطع ان ليس ثمة ما يشي بأن التسوية آتية مع "بابا نويل" الى لبنان كهدية الأعياد، وكل الاحتمالات واردة وفق ما يتردد في المجالس السياسية الضيقة.

وجدي العريضي - النهار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o