Dec 05, 2022 3:48 PM
خاص

هل يتوسط رئيس حكومة العراق لاحياء المباحثات الايرانية -السعودية؟

يولا هاشم

المركزية – تعتبر زيارة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوادني الى ايران بالغة الأهمية لما تحمله من أبعاد سياسية خصوصا اجتماعه مع الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي والمرشد علي خامنئي، وتأكيده بأنه لن يسمح باستخدام أراضي العراق لتهديد أمن إيران، مشيراً إلى أنّ "العراق لا ينسى دعم طهران له منذ العام 2003 والحرب ضد عصابات داعش الإرهابية"، لافتاً إلى أنّ "الزيارات واللقاءات ضرورية للدفع بتفعيل الأنشطة في جميع المجالات". 

ويرى المحللون ان زيارة السوداني الى ايران تدخل في إطار محاولته احتواء القصف الذي ينفذه الحرس الثوري الايراني على مواقع ومقرات لأحزاب كردية ايرانية ناشطة في اقليم كردستان العراق، بالاضافة الى وقف أي عملية عسكرية للحرس الثوري على أراضي إقليم كردستان التي أكد قادة عسكريون أنها ستكون برية أو عبر صواريخ باليستية او حتى عمليات انزال عسكرية لاعتقال معارضين عراقيين. إلا ان قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني نفى ما قاله عن هذه العملية العسكرية، مؤكداً انه لم يهدد بغداد بشن هجوم عسكري بري للقضاء على فصائل كردية ايرانية معارضة تتخذ من العراق مقرا لها.  

 إلا ان التوتر الحدودي بين العراق وايران وصل الى حدّ تغيير عدد من قادة المناصب العليا في وزارة الداخلية العراقية شملت قائد حرس الحدود ليتسلم اللواء محمد سكر هذا المنصب بدلا من الفريق حامد الحسيني مع انتشار القوات الأمنية الرسمية على حدود إقليم كردستان مع ايران وذلك لأول مرة منذ 2003 بإشراف الحكومة الاتحادية على الحدود من خلال عمل مشترك لقوات الحكومة الاتحادية وقوات البشماركة الكردية. 

من جهة أخرى، يعطي المحللون الزيارة أهمية، كونها أتت بعد لقاءات متكررة بين السوداني والمسؤولين الأميركيين، حين التقت سفيرة الولايات المتحدة آلينـا رومانوسكي السوداني في 17 و25 و29 تشرين الثاني. وتساءل البعض عمّأ إذا كانت طهران قلقة من تقارب واشطن من حكومة السوداني بعد زيارته الى الاردن والكويت. 

في المقابل، تكشف مصادر عربية مطلعة ان ايران طلبت من العراق التوسّط لاحياء الاجتماعات بينها وبين السعودية والتي توقفت عند الجولة الخامسة، في نيسان من العام الحالي، مشيرة الى ان السوداني قد يزور السعودية لهذه الغاية. إلا ان اوساطا مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان لا يمكن للسوداني ان يقوم بدور بين ايران والسعودية لأنه غير موثوق به، باعتباره وصل الى رئاسة الحكومة بصفته مرشح رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الايراني الهوى وتحالف "الإطار التنسيقي" المدعوم من ايران والمقرّب من الحشد الشعبي وصنيعة ايران في العراق. وتستبعد المصادر ان يلعب السوداني دوراً كالذي لعبه رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي الذي كان له دور أساسي في العلاقات الايرانية -السعودية لتطويرها وانفتح على العرب والغرب وبقي على علاقة جيدة مع ايران، وحاول ان يلعب دوراً اساسياً على صعيد تطوير العلاقات العربية لأن العراقيين يعتبرون العراق عربياً وليس ايرانياً. كما ان العراقيين لا يعارضون قيام علاقة جيدة مع ايران، فهي تبقى جارة للعراق رغم كل شيء.  

وتؤكد المصادر ان السوداني ليس الكاظمي ولا يمكن ان يلعب دوره لا عربيا ولا دوليا، لأنه صنيعة ايرانية. كما ان السعودية لا تثق به ولا تعتبر أنه قادر على لعب هذا الدور لأنه منحاز تماما لايران كما ان ايران تعلم حدود قدرة السوداني على التواصل مع السعوديين، وبالتالي لن تحمّله فوق طاقته لأنها تعرف ان العرب خاصة السعودية لن تثق بموقفه لأنه ايراني الهوى.  

من جهة أخرى، تنقل اوساط سياسية عن مسؤولين سعوديين قولهم ان السعودية مع الحوار بالمطلق وانها تتحاور مع ايران انطلاقا من حسن الجوار، بمعنى ان توقف ايران تدخلها في شؤون الدول العربية، فللمملكة شروطها للحوار مع ايران بعد اخلت هذه الأخيرة بما سبق وتم الاتفاق عليه. 

الى ذلك، يتردد ان ايران لن تشارك في قمة بغداد 2 التي ستعقد في الأردن بين 20 كانون الأول الحالي و22 منه، (يشارك فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الى جانب كل من العراق، ومصر، والاردن، وقطر، والكويت، والامارات العربية، والسعودية، وايران، وتركيا) بسبب مشاركة السعودية فيهاويضع المحللون عدم مشاركتها في خانة محاولتها استخدام هذه التسريبات للضغط لاسيما على فرنسا لاستئناف الحوار مع السعودية وتخفيف الضغط الاميركي عليها. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o