Nov 25, 2022 10:42 PM
اقليميات

"معايير مزدوجة".. كيف يرى القطريون الانتقادات الموجهة لبلادهم؟

يشعر الكثير من القطريين بالقلق والاستياء إزاء ما يرون أنه معايير مزدوجة ترافقت مع انطلاق المونديال، حيث يقول كثيرون إن حملة الانتقادات لسجل البلاد في مجال حقوق الإنسان واستغلال العمال المهاجرين فيها الكثير من "التمييز والنفاق"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة إن القطريين يعتقدون أن إقامة البطولة في بلدهم جلبت موجة غير متكافئة من التغطية الإعلامية السلبية، كما يقولون، وأوصافا لبلدهم وشعبهم يشعرون بأنهم نمطية وعفا عليها الزمن وكذلك رسمت صورة غير معروفة عن قطر بالنسبة لهم.

وأضافت أن القطريين يرون أن التغطية كانت تتضمن ازدواجية في المعايير، وتساءلوا لماذا يشتري الأوروبيون الغاز الطبيعي من قطر إذا كانت البلاد بغيضة برأيهم لدرجة أنهم لا يستطيعون مشاهدة كرة القدم هناك؟

كذلك أشارت الصحيفة إلى أن القطريين تساءلوا أيضا عن سبب عدم قيام بعض الشخصيات العالمية المشهورة التي تحدثت بالسوء ضد قطر بفعل نفس الشيء عندما يتحدثون مثلا عن الإمارات العربية المتحدة؟

ومن هؤلاء ذكرت الصحيفة مغني الروك البريطاني رود ستيوارت الذي رفض مبلغا ضخما قدره مليون دولار لمجرد الغناء في قطر، وفقا للصحيفة.

ونقلت عن الصحيفة عن ستيوارت القول لصحيفة صنداي تايمز اللندنية مؤخرا: "ليس من الصواب الذهاب"، مبينة أنه انضم بذلك إلى سلسلة من الشخصيات العامة التي أعلنت مقاطعتها أو التعبير عن إدانتها لقطر.

وذكرت الصحيفة أن القطريين يقارنون أفعال المطرب البريطاني السابقة مع جارتهم الإمارات حيث كان قد قدم عرضا في دبي عام 2010 وأبوظبي في 2017، وهي دولة "تتمتع أيضا بنظام استبدادي وواجهت مزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنها تمكنت بشكل أكبر من عكس صورة صديقة للغرب مقارنة بقطر" وفقا للصحيفة.

ولفتت إلى أن ستيوارت رفض طلبا للتعليق من خلال شركة العلاقات العامة الخاصة به.

كما قال القطريون، بحسب نيويورك تايمز، إنهم يأملون في أن تغير بطولة كأس العالم الأولى التي تقام في دولة عربية الصور النمطية المأخوذة عن القطريين والعرب والمسلمين.

الصحيفة ذكرت أنه حتى بعض القطريين الذين يرحبون بالنقد كدعوة لتحسين ظروف البلاد يقولون إنهم استاءوا من التغطية الإعلامية، التي يعتقدون أنها مدعومة بأفكار مسبقة قائمة على العنصرية وكراهية الإسلام.

وقال خليفة الهارون، الذي يدير دليلا للزوار على الإنترنت بعنوان "أحب قطر" إن "أكثر ما يقلقني هو بسبب كل العنصرية أو ما يُنظر إليه على أنه مقالات تغذيها العنصرية، هو أنها تبتعد عن مناقشة القضايا الحرجة". 

وأضاف للصحيفة أن محبة بلاده تعني إصلاح مشاكلها، ويعتقد أن الاهتمام بحقوق العمال ساعد في إحداث تغيير إيجابي، لكنه قال إنه انزعج من التمييز ضد بلاده.

وقال أستاذ الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا جاستن مارتن إنه يعتقد أن "جزءا من سبب كون التغطية هجومية للغاية كان إقامة البطولة في نوفمبر بدلا من الصيف كما جرت العادة وهو أثار غضب المشجعين والصحفيين الرياضيين من خلال تعطيل دوريات كرة القدم في البلدان الأخرى".

وأشار إلى أن سبب الهجوم يعود أيضا للتوفر المحدود للكحول في قطر.

وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو وجه الأسبوع الماضي انتقادات شديدة اللهجة للدول الأوروبية، واصفا الدروس الأخلاقية التي تحاول تسويقها باسم حقوق الانسان بـ"النفاق".

وتواجه قطر منذ 12 عاما عندما حصلت على حق استضافة جدلي للمونديال، حملة انتقادات شرسة لسجلها في مجال حقوق الانسان والتعامل مع العمال المهاجرين ومجتمع الميم.

وكان فيفا أعلن، الجمعة، الماضية بشكل مفاجئ حظر بيع المشروبات الكحولية للمشجعين في محيط الملاعب، بعد "مناقشات" مع الدولة المضيفة. 

ولم يشر فيفا إلى السبب وراء هذا القرار المفاجئ، لافتا في بيان إلى أن بيع المشروبات الكحولية سيكون محصورا فقط بمناطق المشجعين.

وستبقى الجعة متاحة في أجنحة الشخصيات الكبرى في الملاعب، ومنطقة المشجعين الرئيسية في الدوحة التابعة لفيفا وبعض مناطق المشجعين الخاصة ونحو 35 فندقا وحانات في المطاعم.

وأثارت مسألة تناول المشروبات الكحولية خلال مونديال 2022، جدلا في هذه الدولة المسلمة المحافظة بعد نيلها شرف التنظيم في ديسمبر عام 2010، لا سيما بان استهلاك الكحول في الأماكن العامة ممنوع فيها، كما لا يُسمح للزوار بإحضارها إلى البلاد، لكن يمكنهم الحصول عليها فقط في بعض حانات الفنادق والمطاعم. ويمكن للمغتربين غير المسلمين شراءها من متجر مخصص يتطلب تصريحا خاصا. 
 

المصدر: الحرة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o