Nov 18, 2022 4:23 PM
خاص

حرب الظلال بين ايران واسرائيل... ضربات متبادلة الى ما لا نهاية!

يولا هاشم

المركزية - تتكرّر، منذ أشهر، استهدافات متبادلة بين إيران وإسرائيل مسرحها البحر، وأحدثها الهجوم الذي تعرّضت له الناقلة "باسيفيك زيركون"، التي يُقال إنها مملوكة للملياردير الإسرائيلي، إيدان عوفر، في بحر عُمان، واتّهمت طهران بالوقوف وراءه. والبعض اعتبر أن الهجوم جاء ردّاً على الضربة التي سددها التحالف لقافلة شاحنات في منطقة البوكمال الحدودية بين العراق وسوريا، وهي منطقة نفوذ ايراني، كانت تنقل نفطا ايرانيا الى لبنان، حيث طاول القصف شحنتين دخلتا بشكل متزامن من الأراضي العراقية، الشحنة الأولى كانت عبارة عن صهاريج تنقل نفطا، بينما الثانية مكونة من برادات نقل خضار وسط توقع أنها تحمل أسلحة لميليشيا "فاطميون" المدعومة من إيران. تلاها بعد أيام استهداف مطار الشعيرات في حمص والذي طاول مواقع عسكرية لايران وحزب الله. فما هي أبعاد هذه الضربات؟ 

مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان استهداف الشعيرات مستمر لأنه يقع في حمص، التي هي مجال حيوي ايراني في هذه المنطقة بسبب جغرافيتها ويستخدمه الايرانيون في عملية التخزين والنقل. أما الشاحنات فكان هدفها الصواريخ التي تحملها، والغريب كيف انه تم استهداف الشاحنات التي تحمل الاسلحة وحدها من بين قافلة تضم أكثر من 15 صهريجاً. وهذا يدل على قوة الاجهزة الاستخباراتية في المنطقة.  

في المقابل، تضع المصادر ضربة السفينة في بحر عمان ضمن خانة عودة حرب الظلال بين اسرائيل وايران في المضائق. وهي حرب إما ان تؤدي الى تسوية معينة وإما ان تفلت الامور حسب الظروف الاقليمية والدولية، ولكن هذه الضربة تدل على عودة حرب الظلال، حيث يُلَمَّح الى الجاني ولا يُتَّهم. 

وترى المصادر ان الصراع مستمر، وتحاول اسرائيل ان تحد من  امرين: اولا من تهريب النفط الايراني حتى تزيد من الضغوط الاقتصادية الداخلية، وثانياً ضرب اي محاولة خلل في التوازنات الاستراتيجية التي تراها محركة في سوريا. 

وتعتبر المصادر ان لا الاتفاق النووي ولا اتفاق الترسيم ولا العلاقة الروسية -الايرانية ستمنع القيادة الاسرائيلية، من اي طرف كانت، ان تقوم بهذه العملية. ما يعني ان اتفاق الترسيم ليس له في السياسة اية اتفاقات خفية، ولم يُلزم أحدا من الاطراف، لذلك العملية العسكرية الاسرائيلية في سوريا مستمرة، كما ان العملية الاسرائيلية الايرانية في حرب الظلال مستمرة، أمام مرأى الاميركيين والروس.  

فالروس في سوريا يغضون الطرف عن العمل الاسرائيلي وفي الخليج، الاميركيون يغضون الطرف عن الاثنين معا، وحتى روسيا في سوريا تغض الطرف عن تمرير السلاح الايراني وفي الوقت نفسه تغض الطرف عن ضرب السلاح الايراني، لأن ليس لديها قدرة على وضع حد للضربات الاسرائيلية في سوريا ولا على لجم النفوذ الايراني فيها. 

في المقابل، تؤكد اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" ان "الرسالة من القصف كانت واضحة وهي موجهة الى ايران لابلاغها ان الطريق من ايران الى لبنان عبر العراق وسوريا غير سالكة وغير آمنة، ولا بد لايران من ان تحترم حدود الدول".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o