Nov 17, 2022 1:12 PM
خاص

طهران المخنوقة بالاحتجاجات تقصف كردستان.. لإفهام الرياض؟!

لينا يونس

المركزية- في جديد فصول انتهاك ايران، سياسيا او عسكريا، سيادة جيرانها ودول المنطقة، يأتي القصف الإيراني لمناطق في كردستان – العراق في الايام الماضية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فقد قتل شخص وأصيب 8 على الأقل في قصف صاروخي إيراني استهدف، الاثنين، مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة في إقليم كردستان العراق الشمالي، حسبما افادت مصادر رسمية. وقال قائم مقام قضاء كويسنجق طارق الحيدري لفرانس برس ان "5 صواريخ استهدفت مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني" يقع في محافظة أربيل".  كما تعرضت مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة بينها "كومالا" والحزب الشيوعي الإيراني، لقصف طائرة مسيرة... وفي المقلب الإيراني، أكد مصدر عسكري وقوع هجمات بـ"صواريخ وطائرات مسيرة" على "مقار جماعات إرهابية في المنطقة الشمالية من العراق".

وفي وقت استهدفت ضربات إيرانية مرارا مواقع حدودية شمال أربيل، في الأيام الماضية، في عمليات تضعها الجمهورية الاسلامية في اطار مواجهة الجماعات التي تزعزع الاستقرار على أراضيها في ظل الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ مقتل الشابة مهسا اميني، أصدرت وزارة الخارجية العراقية، بيانا شديد اللهجة، معلنة أنها "ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى ضد هذا النهج العدائي". وقالت: ندين بعبارات شديدة ومكررة، ما أقدم عليه الجانب الإيراني صباح الإثنين. هذا النهج الأُحادي، العدائي لن يكون عاملا للدفع بحلول تفضي للاستقرار، وسبقت مواقفنا لتؤشر خطر هذا التجاوز السافر على سيادة العراق وأمن مواطنيه، وما يعكسه من تهديد مستمر سيتسبب بإرباك المنطقة ويرفع مستوى التوتر فيها".

من جانبه، اشار رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني، إلى أنه "لا يجد مبررا للقصف الصاروخي وإطلاق المسيرات لضرب كردستان العراق". ودعا الى "ضرورة وضع حد لهذه الهجمات، وأن تتعامل معها بغداد كقضية تمس سيادة الأراضي العراقية".

هذا السلوك الايراني، بحسب المصادر، ليس الا دليلا على ان النظام الايراني مخنوق فعلا في الداخل، وأن موجة التظاهرات في الشارع والتي طال أمدها كثيرا هذه المرة، باتت خارجة عن سيطرته، رغم القمع العنيف للمنتفضين من قِبل الاجهزة الامنية ورجال الحرس الثوري الايراني... فالجدير ذكره ان أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية تتخذ من إقليم كردستان مقرا لها، من أبرزها الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب كادحي كردستان كومله. ومع ان لا وجود لأي مظاهر تسلّح في صفوف المتظاهرين في ايران اليوم، بل مجرد تحركات على الارض، الا ان طهران تبدو منزعجة جدا مما يحصل، فقررت التصعيد "العشوائي" من خلال قصف جارتها كردستان، علّ ذلك يفيد في تخفيف وهج التحركات، ويُظهرها وكأنها تملك خطة للمواجهة. وتريد طهران أيضا إفهام العرب والغرب عبر هذا السلوك، وانطلاقا من قاعدة "عم احكيكي يا كنة لتسمعي يا جارة"، ان اذا واصل تضييقه على النظام ومساندته للتحركات، فإن ايران مستعدة لخربطة الامن الإقليمي وزرع الفوضى في المنطقة من خلال ليس فقط استهداف العراق بل ايضا السعودية كما سبق وهددت، خاصة وانها كانت اتهمت الرياض بدعم الثوار...

لكن هذا الاداء لن ينفع تتابع المصادر، ولن يدفع الغرب الى التراجع ولا المتظاهرين إلى الانكفاء، بل على العكس، سيزيدهما استشراسا في وجه النظام.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o