Nov 17, 2022 6:10 AM
صحف

باريس لتذليل "عقبة باسيل": لا "مقايضة" على الرئاسة!

لا شك أنّ "متلازمة العرقلة والتعطيل" ستكون السمة الأبرز لحيثية استقبال رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في باريس، حيث كشفت مصادر مواكبة لأجواء الزيارة أنّ المسؤولين الفرنسيين يسعون لإنضاج "تسوية رئاسية عاجلة قبل نهاية العام وكان لا بد بالتالي من محاولة إقناع باسيل بالسير بها بوصفه يجسد العقبة الأكبر أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، نظراً لكونه يمنع حتى حلفاءه من ترشيح سليمان فرنجية علناً للرئاسة"، موضحةً أنّه بحسب تقدير المسؤولين في باريس "نتيجة مشاوراتهم الدائمة مع كل الأطراف اللبنانية بما يشمل "الثنائي الشيعي" فإنّ تقصير عمر الشغور مرتبط عضوياً بتذليل هذه العقبة الأساسية".

وبعيد وصوله إلى باريس، نقلت المصادر معلومات تفيد بأنّ رئيس "التيار الوطني الحر" حمل معه إلى العاصمة الفرنسية "طرحاً يقوم على إنتاج سلة متكاملة لإنهاء الشغور الرئاسي، تشمل الاتفاق المسبق على اسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وتشكيلتها وأجندة عملها في المرحلة المقبلة"، غير أنّ المصادر أكدت في المقابل على كون المسؤولين الفرنسيين ليسوا في وارد الخوض في أي "مقايضة" على رئاسة الجمهورية مع باسيل أو سواه "فالمطلوب اليوم إنهاء الشغور أولاً عبر انتخاب رئيس جديد من ضمن سلة أسماء مطروحة قادرة على إحداث التوافق اللبناني – اللبناني وإعادة التواصل العربي والدولي مع لبنان، ثم تشكيل حكومة جديدة تستطيع الشروع فوراً في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ البلد".

وفي هذا الإطار، كشفت المصادر المواكبة لـ"نداء الوطن" أن "الفرنسيين أبلغوا باسيل منذ لحظة وصوله أنّ إطالة أمد الشغور قد يؤدي الى تفاقم الأزمات وتدهور الأمن الاجتماعي في لبنان ما سيرتد عليه عكسياً من خلال تعزيز حظوظ وصول مرشحين يرفض وصولهم إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي كانت النصيحة الفرنسية له أنّ يقبل بأن يكون ناخباً فاعلاً في الاستحقاق الرئاسي بدل أن يفوته قطار التسوية الرئاسية الذي يجري التحضير جدياً لانطلاقه في وقت قريب"، مشيرةً إلى أنّ "قنوات التواصل الديبلوماسية مستمرة بين باريس و"حزب الله" في هذا الصدد والأمور تسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء الشغور في أسرع وقت ممكن".

وعن الظروف المحيطة بالزيارة، أفادت المصادر أنّ تحديد موعدها أتى "بوساطة قطرية" نتيجة المحادثات التي كان قد أجراها باسيل مع المسؤولين في الدوحة، بحيث استفاد من عنصر دخول قطر الفاعل في ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل وعملية التنقيب عن النفط والغاز "لشبك الملفات ببعضها عبر طلبه من المسؤولين القطريين لعب دور إيجابي في تقريب وجهات النظر بينه وبين الفرنسيين في الملف الرئاسي".

لكن وبخلاف ما كان يطمح إليه أتى جدول لقاءاته في باريس "تحت سقف هذه الطموحات" خصوصاً بعدما لم يتمكن من الاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والاكتفاء بتحديد مواعيد له مع عدد من النواب الفرنسيين بالإضافة إلى المستشار الرئاسي باتريك دوريل ومسؤولين آخرين في "خلية الأزمة اللبنانية".

وكان باسيل قد التقى في يوم زيارته الأول أمس مجموعة من الصحافيين اللبنانيين والفرنسيين والأجانب، ونقل إعلاميون شاركوا في اللقاء أنه كان شديد الحرص على "رفض تسجيل حديثه ورفض الخوض في أي أسماء مرشحة للرئاسة"، بينما لفت انتباههم أنه عندما سئل من أحد الصحافيين عن احتمال وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، آثر عدم الإجابة مباشرةً على السؤال مكتفياً بـ"حركة إيمائية برأسه" تدل على "تهميش هذا الاحتمال والاستهزاء به".

من جهة أخرى، نقل مراسل “النهار” في باريس سمير تويني عن مصدر متابع لزيارة باسيل “انها تدخل في اطار متابعة الجهود التي يقوم بها مع الاطراف الخارجية وعرضه تصورا لحل الازمة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والقيام بالاصلاحات الضرورية”. وأفاد ان “باسيل ينطلق من فكرة ان التصرف ليس على المستوى المطلوب نظرا للوضع الذي يعيشه لبنان ويعتبر ان رغم ما قيل عن الانتخابات النيابية فانها لم تشكل الحل المطلوب، وانتخاب رئيس لن يكون الحل اذا لم يقترن بتوافق حول الحكومة والاصلاحات ودور لبنان”. واعتبر “اننا نعيش ازمة نظام سياسي ومالي ولبنان يحتاج الى مظلة دولية تحيد لبنان عن كل ما يعاني من أزمات”.

واعتبر المصدر “ان التوافق حول الانتخابات الرئاسية ليس بهذه السهولة لتعدد مواقف الاطراف وان يجتمع ٨٦ نائبا على مرشحا غير متيسر حاليا لان هناك جمودا داخليا ويعول على حوار ليس فقط لانتخاب رئيس بل ايضا لتنفيذ برنامج محدد للاصلاحات يكون مدعوما خارجيا ويتفق عليه اللبنانيين. فالبلد لا يمكنه تحمل فراغين فراغ رئاسي وفراغ حكومي وهذا الانسداد يحتاج الى حوار داخلي والحوار لا يعني تغيير النظام بل التوافق على قواسم مشتركة تؤمن انطلاق البلد. ولا خيار امام الطبقة السياسية سوى التواصل فيما بينها”.

واشار المصدر الى ان باسيل “غير مقتنع بالمرشحين الحاليين لذلك يتم التصويت بالاوراق البيضاء. وان لا مصلحة للبنان اليوم بانتخاب سليمان فرنجيه وباسيل غير مرشح ولم نتفق على المرشح الثالث، ويمكن ان نختلف مع “حزب الله” . واعتبر ان وضع عقوبات لن ينفع واقترح باسيل امام الفرنسيين تقديم دعمهم وضمانات وتطمينات وقدم تصوره امام الفريق المكلف عن الملف اللبناني في قصر الاليزيه، موضحا ان التصور والعرض الذي قدمه باسيل لا علاقة له بخريطة الطريق التي قدمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الاولى للبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o