وليد فارس في المؤتمر المشرقي المسيحي: التعددية الحل والحرية الوسيلة
واشنطن - خاص
المركزية – خلال مشاركته في المؤتمر المشرقي المسيحي الذي انعقد في بيروت بدعوة من الجبهة المسيحية في لبنان، وجّه الدكتور وليد فارس، الامين العام للمجموعة الاطلسية النيابية ومستشار السياسة الخارجية لمرشحين رئاسيين اميركيين، عبر تقنية "الفيديو" من واشنطن، ثلاث رسائل الى ممثلي الجمعيات غير الحكومية NGOs العاملة مع مجموعات اثنية مسيحية في مختلف انحاء المنطقة من سوريا و العراق و مصر والسودان وايران وصولاً الى لبنان، طالباً من المشاركين في المؤتمر، التركيز على ثلاثة محاور لحماية حقوق هذه الاقليات بالتحالف مع القوى الاصلاحية في دول الشرق الاوسط.
وبعد توجيه شكره لمنظمي المؤتمر ورئيسه ابراهيم مراد، وصف فارس هذا الحدث بأنه جزء مهم من سلسلة تحركات توالت لعقود من لبنان الى العواصم العالمية، لتعبر عن رفض الاقليات المشرقية، من مسيحية وغير مسيحية، لقمع هذه الشعوب على ايدي الجهاديين والاسلاميين المتطرفين والخمينيين، بالتحالف مع العرب والمسلمين الاصلاحيين والمعتدلين. وذكر بالجهود الطويلة التي بذلها المشرقيون على مدى السنوات، بما في ذلك معاينته لبعضها منذ العام ١٩٨١ حيث تم تأسيس اول لجنة مشرقية في لبنان، تلتها مؤتمرات وخلوات ومن اهمها مؤتمرات واشنطن عام ٢٠٠٠ في الكونغرس، والمؤتمرات الاشورية، والسريانية والكلدانية والمارونية والقبطية والايرانية المسيحية والسودانية وغيرها في اميركا والسويد وكندا ودول اخرى.
وتوقف فارس عند المؤتمر المشرقي الذي انعقد في بروكسل في البرلمان الاوروبي عام ٢٠١٣، و الذي "دوّل" القضايا المشرقية فانتشرت على شطري المحيط وبات لها مؤيدون في الكونغرس والبرلمان الاوروبي.
وطرح فارس اربع نقاط اساسية معتبرا أولاً ان لكل شعب او مجتمع مشرقي قضيته القومية الوطنية المحلية، وخياراته ضمن الدول التي يعيش فيها، واحيانا الظروف التي تتحكم ببلاده. ففي سوريا والعراق، قرر جزء من هذه المجتمعات المشرقية الانضمام الى مناطق حماية ذاتية، في حين استحصل جزء آخر في المدن على حماية الحكومات في المدن الكبرى، مشيرا الى ان في مصر اندمج الاقباط مع مجتمعهم الوطني الاوسع وكانوا في طليعة الثورة ضد نظام الاخوان. اما في لبنان، فالمعادلات مختلفة تاريخيا، والازمة مرتبطة بايران.
وثانياً يجب فهم الموقف الاميركي من قضايا الاقليات المشرقية. فاكثرية المواطنين يدعمونها كمسألة حقوق انسان، الا ان سياسة الادارات واكثريات الكونغرس تختلف عن بعضها البعض. و بالتالي على فعاليات المشرقيين ان تعمل مع جالياتها في الدياسبورا (الاغتراب) لتتواصل مع البرلمانات لتضغط على الحكومات الغربية لرفع تلك القضايا لدى المؤسسات الدولية، لا سيما امام هجمة الميليشيات الارهابية على هذه المجتمعات. لكن في المقابل طلب فارس من الهيئات والجمعيات ان ترفع مذكراتها مباشرة الى عواصم القرار. فالقضايا لا تسير بمفردها، بل على اصحاب القضايا ان يطالبوا بها.
وثالثا، مع بزوغ حركات الاصلاح في وجه التطرف، لا سيما في المملكة العربية السعودية والامارات ومصر، ولأن هذه الموجة مهمة وتاريخية، لا بد للمشرقيين ان يتواصلوا ويتحالفوا معها، ويتحولوا الى جزء فعال فيها، في مواجهة الارهاب والتطرف في المنطقة، وهو خطر مشترك ضد الشعوب العربية والاسلامية والشعوب المشرقية. وذلك عبر الاعتراف المتبادل بين هوية الاكثريات والاقليات، في معادلة تعددية ثابتة. فما تقوم به قيادة المملكة العربية السعودية وقيادات التحالف العربي ظاهرة تاريخية لا بد للمجتمعات المشرقية ان تدعمها و تتحاور معها.
أما رابعاً، في ما يتعلق بلبنان، وهو بلد التعددية المشرقية المتواصلة، فالازمة الحالية التي انتجها الاحتلال الايراني عبر ميليشياته وخاصة حزب الله، لا بد من حلها عبر تنفيذ القرارات الدولية، خاصة القرار ١٥٥٩ لناحية حل الميليشيات، عبر مرحلة اولى تتكون من منطقة حرة. فلبنان يواجه خطرين ايراني وداعشي، وعلى كل مكوناته المسيحية والسنية والدرزية والشيعية المعتدلة، ان توحد جهودها لتحرير البلاد واقامة دولة حرة سيدة تعددية.
ودعا فارس المشاركين لعقد مؤتمر آت في بروكسيل العاصمة الاوروبية، وبعدها في واشنطن للمطالبة بدعم دولي لقضاياهم.