Nov 09, 2022 8:10 PM
صحة

وزير الصحة يجول جنوبا: لتحسين البنى التحتية وتجهيز المستشفيات لمواجهة الـ"كوليرا"

المركزية- زار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض "مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي" في النبطية ، وكان في استقباله الطاقم الطبي والاداري والموظفون والعاملون في المستشفى.

وبعد جولة في اقسام المستشفى، عقد  الابيض مؤتمرا صحافيا اعلن فيه "ان جولتنا هي للاطلاع على جهوزية المستشفيات في الجنوب لاستقبال مرضى الكوليرا. وان شاء الله لا نرى أي مصاب، ولكن على الاقل علينا ان نكون جاهزين وحاضرين".

وأكد "ان الجهد الاساسي يكون عبر طريق الوقاية"، وقال: "ان شاء الله يوم السبت القادم سنبدأ حملة لقاح الكوليرا في مناطق الشمال والبقاع  والبقاع الاوسط، والهدف ليس الحماية فقط انما وقف انتشاره والتخلص منه"..

وسئل هل تدقون ناقوس الخطر من انتشار هذا الوباء على مختلف الاراضي اللبنانيه؟ أجاب: اكيد لأننا نعتبر ان وباء الكوليرا خطير  على صعد عدة، فعلى الصعيد الصحي، نرى ان  المستشفيات الحكومية هي دائما السباقة وفي الواجهة، ان في موضوع الكورونا او الكوليرا ، كذلك هي  سباقة مع المريض حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة. لذلك نعول عليها كثيرا ان تكون دائما في جهوزية عالية.

واشار الى ان "الاوبئة لا نستطيع الانتصار عليها في المستشفى فقط، وان هناك امورا يجب ان تنفذ خارجها، ان على صعيد البنية التحتية او على صعيد اللقاح والوقاية".

وقال: بالنسبة لحملة اللقاح، فان المرحلة الاولى ستشمل الاماكن الاكثر عرضة لانتشار الكوليرا والتي تسجل عددا مرتفعا من الاصابات خصوصا في الاماكن التي ثبت ان البنية التحتية فيها مهترئة جدا ودرجة التلوث فيها مرتفعة. لذلك يجب ان نعمل على الوقايه في هذه المناطق التي تشهد انتشارا للمرض وفي المناطق الاخرى. سنعمل على نشر اللقاح ميدانيا، بمعنى ان نجري مسحا للمنطقة لكل حي وشارع وبيت ومؤسسات ومدارس، لنصل الى 70 % من القاطنين في هذه المناطق  لتأمين الحماية للمجتمع.

وردا على سؤال عن مصدر الوباء والطرق التي ستقوم بها الوزارة  للوقاية منه والحد من انتشاره،  أجاب الابيض: هناك تعاون ما بين وزارة الصحة والبلديات والبلديات المشاركة في موضوع فحص المياه . فقد تم تجهيز خمسة مختبرات في المستشفيات الحكومية لفحص المياه، بدعم من منظمة الصحة العالمية، وهي تقدم الفحوصات مجانا للبلديات والمدارس للتأكد من خلوها من الجراثيم.

أضاف: وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، فقد لاحظنا انتشار الوباء اولا في سوريا ، وقد سجلت اول اصابة في لبنان لنازح سوري كان عائدا من سوريا. ونحن نعتبر ان الاماكن المكتظة بالنازحين السوريين هي اكثر عرضة لانتشار الكوليرا. كذلك شهدنا قبل ثلاثة اشهر انتشارا لاوبئة اخرى في طرابلس مثل وباء الكبد  في منطقة بسير الضنيه. ومنذ اسبوعين كان هناك انتشار للسليمونيلا في منطقة البقاع الاوسط. حين تكون البنى التحتية الاساسية في اي منطقة مهترئة من الممكن ان تنتشر فيها الأوبئة ، وليس من الضروري ان تبدأ بالنازحين. لذلك نطلق صرخة تحذير وندق ناقوس الخطر  من الاهتراء في شبكة الخدمات الصحية الاساسية،  نحن بحاجة الى ان تكون هذه الخدمات آمنة للشعب اللبناني.

وتابع: ان النازحين السوريين يشكون من عدم توافر هذه الخدمات الاساسية، وبرأيي هناك دور مهم وواجب على المنظمات الدولية،التي ترعى النازحين كما المفوضيه السامية لشؤون النازحين وغيرها، ان تكثف من جهودها لتخلق بيئة آمنة ليس فقط للنازحين وانما للبلد الحاضن. فلبنان الذي حضن تقريبا ما يعادل ثلث سكانه من النازحين، وهو اعلى رقم للنازحين في العالم،  يحمل هذا العبء وليست الدولة اللبنانية وحدها عليها القيام بهذا الواجب بل يجب على المنظمات الدولية ان تقوم بواجباتها ايضا. لذلك كان الاجتماع الاسبوع الماضي مع المنظمات الدولية والدول المانحة التي تؤمن الدعم لهذا الموضوع، في حضور رئيس الحكومة والوزراء. وكانت رسالة لبنان واضحة بان تقوم هذه الدول بواجباتها تجاه الازمة التي يمر بها لبنان وتدعم ليس فقط النازحين وانما الشعب اللبناني المضيف.

مستشفى بنت جبيل:

وضمن جولته على مستشفيات الجنوب الحكومية، وصل وزير الصحة إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي، للاطلاع على جهوزيته في مواجهة وباء الكوليرا.

وكان في استقباله قائمقام قضاء بنت جبيل شربل العلم، رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل رضا عاشور، رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، ومدير المستشفى الدكتور توفيق فرج. ثم توجه الجميع إلى قاعة الخطابات.

فرج

وألقى فرج كلمة أثنى فيها على "حركة الوزير الدؤوبة في مواجهة الأوبئة"، مطالبا ب"دعم المستشفى بجهار السكانر، الذي هو في أمس الحاجة إليه في هذه المرحلة".

ودعا إلى "حلحلة موضوع العاملين في المستشفى لتمكينهم من القيام بمهامهم في هذه الظروف الصعبة إن على مستوى تعديل الرواتب أو تقديم المساعدات وبدل النقل"، مطالبا ب"تأمين مستلزمات فحوص وباء الكوليرا، التي تكلف أكثر من مليون ليرة، ولا يستطيع المواطن تحمل أعباؤه".

الأبيض

وتحدث الأبيض عن "دور المستشفيات الحكومية في مواجهة الأوبئة منذ جائحة كورونا إلى وباء الكوليرا"، وقال: "هناك أمران أساسيان نعمل عليهما، هما جهود ما قبل العلاج وتتعلق بالوقاية من خلال معالجة البنى التحتية من مياه ونفايات وغيرها. وثبت في دراسة أجريت في بلدية الغبيري أن ٨٠ في المئة من الصهاريج التي تنقل المياه إلى البيوت ملوثة بالجراثيم. ولذلك، وزعنا مادة الكلور على أصحاب الصهاريج".

أضاف: "نعمل على تأمين الفحوص واللقاحات وتتبع الانتشار ليبقى تحت السيطرة، وما حصل من انتشار في البداية في عكار والبقاع سببه عدم جهوزية المستشفيات، الأمر الذي جعل دخول المصابين إليها ينشر المرض فيها. كما أعددنا برامج للتدريب والتجهيز لإجراء فحوصrapid test  وpcr  علنا نستطيع السيطرة على الوضع".

وتابع: "نعمل على تأمين حقوق العاملين في المستشفيات الحكومية، الذين ستسوى رواتبهم بعد نشر الموازنة في الجريدة الرسمية، والتي ستصبح ثلاثة أضعاف كباقي موظفي القطاع العام . وبالنسبة للمساعدات المدرسية، تحولت من وزارة المال إلى المصرف المركزي، وهي في مستوى ما تقدمه تعاونية الدولة، وستوزع قريبا على المستشفيات".

وأردف: "وقعنا عقود ٢٠٢٣ لتسريع الحلحلة. ولأجل دعم هذا المستشفى الحكومي، ضاعفنا الميزانية المعطاة له  4 أضعاف، وهذا الأمر سيسمح للمستشفيات مع زيادة التعرفة الاستشفائية القيام بواجبها".

 ووعد ب"تأمين جهاز سكانر لمستشفى بنت جبيل من خلال قرض البنك الإسلامي".

ثم تفقد القسم المعد لاستقبال إصابات الكوليرا في حال حدوثها.

مستشفى تبنين الحكومي

وزار الأبيض مستشفى تبنين الحكومي، حيث كان في استقباله مدير المستشفى محمد حمادة، الذي تفقد مع الوزير القسم المجهز لاستقبال المصابين بوباء الكوليرا في حال حصولها.

وتوجها إلى قاعة المحاضرات، حيث قال حمادة: "نحن في أتم الجهوزية لمواجهة الوباء".

وطالب ب"تحسين أوضاع العاملين في المستشفى ورفع ميزانيات المستشفيات الحكومية وبدلات الاستشفاء".

من جهته، قال الأبيض: "نرفع الصوت وننبه إلى ضرورة تحسين البنى التحتية من تعقيم المياه ورفع النفايات وتجهيز المستشفيات بالوسائل اللازمة لمواجهة الوباء".

في "صيدا الحكومي":

واختتم وزير الصحة جولته التي بدأها صباح اليوم، بتفقد مستشفى صيدا الحكومي لمتابعة استعداداته وجهوزيته والعمل على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمكافحة وباء الكوليرا.

ولدى وصول الابيض الى مستشفى صيدا الحكومي عصرا،  يرافقه مستشاره طارق فواز، كان في استقباله مدير المستشفى الدكتور أحمد الصمدي، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية المستدامة السيدة بهية الحريري ، رئيسة طبابة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود ، المدير الطبي للمستشفى  الدكتور هلال شعبان ومسؤول  الجهاز  التمريضي فرانسوا باسيل.

واستهل الابيض زيارته بلقاء مع الصمدي والحريري وعبود وشعبان وباسيل تناولوا فيه مجريات مكافحة الوباء في المناطق التي تسجل ارتفاعا في اعداد الإصابات والمساعي التي تبذل بهدف تطويقها. كما تطرق المجتمعون الى الإجراءات التي يعمل المستشفى على تأمينها لجهة كيفية استقبال المرضى وعملية عزلهم في الطبقة الثانية من المبنى التي سبق وخصصت لاستقبال مرضى وباء كورونا. كذلك يجري العمل على إنشاء مصرف صحي خاص بمرضى الوباء لتفادي العدوى لا سيما مع الاكتظاظ السكاني في محيط منطقة المستشفى. وأبلغ وزير الصحة الصمدي بأنه تم تأمين دفعات مالية للمستشفى تسهيلا لتمكينه من القيام بدوره في مكافحة الوباء. وشدد المجتمعون على ضرورة دعم الدول المانحة والمنظمات للبنان لتجاوز هذه الأزمة.

وقال الابيض اثر اللقاء: "في ختام جولتنا التي قمنا بها على مستشفيات الجنوب والنبطية وصولا إلى مستشفى صيدا الحكومي، رأينا ان هذه المستشفيات الحكومية تقوم بواجباتها لجهة تأمين الجهوزية العالية، وأثناء زيارتنا للمستشفيات الأربعة في تبنين، بنت جبيل، النبطية وصيدا وتفقدنا أقسامها التي تم تجهيزها بهدف مواجهة حالات تفشي وباء الكوليرا، أهم الأمور بالنسبة لنا كان التركيز على كيفية السيطرة على عملية انتقال عدوى الوباء وتأمين العزل في حال تسجيل إصابات، كي نحمي المرضى الباقين في المستشفيات حيث المكان والعلاج المطلوب. ووجدنا فعلا أن اجراءات العزل لحالات الكوليرا تتم بشكل مدروس، وكذلك موضوع الصرف الصحي للمياه المبتذلة في المستشفيات".

أضاف: "ما رأيناه من جهوزية عالية للمستشفيات الحكومية اليوم يشعرنا بالفخر والاعتزاز كوزارة صحة بما لدينا من مستشفيات وعاملين فيها على درجة جيدة من الحرفية وتلبية حاجات المواطنين، والركن الأساسي في هذه العملية يكمن بتأمين الدعم المطلوب لها. كما هو واجب علينا كوزارة صحة أيضاً وعلى المنظمات الدولية خاصة منظمة الصحة العالمية، اليونيسيف والمفوضية العليا للاجئين، تأمين متطلبات واحتياجات المستشفيات سواء على صعيد المستلزمات الطبية او الامصال ودعم الكوادر العاملة في هذا المجال، وتأمين بعض الاجهزة الخاصة بمرضى الكوليرا لنساعدهم في مواجهة  الوباء في حال ارتفع عدد الاصابات".

وعن دعم الاتحاد الاوروبي للبنان لمكافحة الكوليرا، قال: "في الاجتماع الذي عقد مع رئيس الحكومة ومع الدول المانحة ومن ضمنها الاتحاد الاوروبي وتخلله طرح هذا الموضوع، أكدوا لنا وقوف المجتمع الدولي الى جانب لبنان والعمل لتأمين كل الدعم له. وكنا تسلمنا صباحاً دعم مرسلاً من  الشقيقة مصر والمتضمن مستلزمات وامصالا".

أضاف: "إننا متأكدون من قيام المجتمع الدولي بواجباته والتزاماته خاصة واننا في لبنان نحمل اعباء النازحين عن كل دول العالم، في حين الموضوع مسؤولية عالمية وليس فقط على البلد المضيف. لبنان خلال 12 عاما قام بواجباته كاملة تجاه النازحين ويستحق ان تقف دول العالم الى جانبه في هذه الازمة". 

وعن إشراك المستشفيات الخاصة في مواجهة الأزمة، قال الابيض: "نحن على تواصل مع المستشفيات الخاصة بهذا الموضوع ونرحب بتعاونها معنا ضمن البروتوكلات التي نسير بها مع منظمة الصحة العالمية. واليوم زرت مستشفيي الشيخ راغب حرب ودار الامل الجامعي، ولدينا مستشفى عين وزين والحبتور ايضا. هذا الوباء يعم كل المجتمع، ونرحب بأي مشاركة لمواجهته من جميع القادرين والقطاع الصحي تحديدا".

جولة

وفي الختام، جال الابيض والصمدي وعبود وشعبان وباسيل على الطبقة الثانية في مبنى المستشفى، حيث اطلعوا على الغرف التي تم تجهيزها استعدادا لاستقبال المصابين.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o