Nov 04, 2022 6:44 PM
مقالات

ذهب عون وبقي سلامة... ماذا عن نهاية الكيدية؟

رغم كل المظاهر الشعبوية التي رافقت خروج ميشال عون من بعبدا فقد اثبت الرجل انه ليس زعيما كما يريد أن يوهم الناس فالزعامة لها مستلزمات اخلاقية وتضحيات تاريخية وتخلي عن الخاص في سبيل العام وهذا ليس من صفات عون، اين هذه الزعامة من زعامة كميل شمعون وبشير الجميل وريمون اده وكمال جنبلاط وصائب سلام ورفيق الحريري وغيرهم الذين طبعوا سياساتهم في سبيل الوطن ومنهم من دفع دمائه ثمنا لتفانيه في اصراره على وحدة الوطن واستقلاله وسيادته. 
لن اطيل الخوض في هذا المجال مايهمني هو الوضع الاقتصادي والمالي الذي وصل اليه البلد في العهد البائد ولا بد هنا من الاشارة الى الكيدية السياسية والحقد الذي يتحلى بهما تيار عون، واريد هنا ان اوضح انني من اللبنانيين المتضررين من الوضع المالي والمصرفي وليس لي اي علاقة او معرفة بحاكم البنك المركزي رياض سلامه ولكن من خلال متابعتي لما يجري في لبنان لابد من ايضاح بعض الحقائق حتى لاتضيع الحقيقة والحقوق. 
لماذا هذا الاصرار على تحميل سلامه كل ماحصل، هو موظف برتبة حاكم البنك المركزي الذي تملكه الدولة وينفذ القوانين التي تصدر عن الحكومات ومجلس النواب ولم يتصرف الا بطلبات رسمية صادرة عن مراجع رسمية في الدولة، لماذا هذا الاستشراس العوني لتنحية رياض سلامه الا يدرك هؤلاء ان ازاحة سلامه ستنهي هذا المركز الماروني لمصلحة آخرين كما حدث في الامن العام؟ وهل حقوق المسيحيين تتوقف عند المناصفة في حراس الاحراش؟عذرا ان اشرت طائفيا الى هذا  وانا العلماني المعروف ولكن لا بد من المرور على هذه الوقائع في بلد طائفي تنخره الطائفية. في السنوات الأخيرة كان سلامه يزور عون اسبوعيا ويطلعه على كافة الحقائق وكان جواب عون انا لايهمني عليك ان تفعل كل شيء حتى نهاية عهدي ولديك موجودات ذهب استعملها ورفض سلامه هذا المنطق ورغم كل الازمات بقيت الاوضاع المالية ممسوكة لحين توقف الدولة عن سداد قسط من الديون كان يومها مليار ومئتا مليون دولار صرح سلامه بانها حاضرة للسداد هذا التوقف عن الدفع بالشكل المفاجيء بامر من حكومة حسان ذياب كلف البنك المركزي تسعة مليار دولار خلال ايام ذهبت للدعم الذي ذهب بدوره الى جيوب المهربين. 

في مداخلة له على تلفزيون فرانس 24  بعد ساعتين من اتخاذ القرار المشؤوم بالتوقف عن الدفع ،حذر رجل الاعمال اللبناني انطوان منسى رئيس جمعية رجال الاعمال الفرنسيين-اللبنانيين  "هلفا"من المفاعيل السلبية التي سيؤدي اليها هذا القرار على مستوى الاستثمار وفقدان الثقة في لبنان  وأن هناك من كان لديهم معلومات داخلية عما سيحصل وقاموا باعمال مالية ربحوا من خلالها  الملايين من الدولارات مما استدعى البنك المركزي بطلب التحقيق في هذا الموضوع اذ أن هذا العمل يُعتبر من الجرائم المالية وستظهر نتيجة هذه التحقيقات الدولية قريبا. 
 ذهب العهد وبقي سلامه وما تبقى ليس سوى مهازل سيكملها وديع عقل ورفاقه والمهزلة الكبرى هي اقامة الدعاوى على سلامه في فرنسا  واوروبا التي لن تصل الى مكان ويقوم الآن القضاء الفرنسي بالاستعلام عن خلفية الذين اقاموا الدعوى ضد سلامه وهل هي من منطلق سياسي ام لا.
هذا غيض من فيض ولا بد من الاشارة أن غضب عون بدأ عند استثناء بنك سيدروس من الهندسات المالية بسبب عدم المعلومات الكافية لدى المركزي عن هذا المصرف وبعد ان استفاد سيدروس من الهندسات اصر ميشال عون على طرح التجديد ل رياض سلامه في اجتماع لمجلس الوزراء وفرض طرح التجديد من خارج جدول الاعمال . 
في السنوات الاخيرة وقبل الانهيار كان سلامه يجتمع برئيس الجمهورية اسبوعيا ويطلعه على الوضع المالي بالتفصيل وكان عون يُصر ان يُعلن سلامه ان الليرة بخير ولا خوف عليها لكنه في المقابل رفض طلبات عون بالعمل على الاستمرار في الوضع القائم والطلب الى سلامه استعمال الذهب اذا اقتضت المصلحة في وقف الانهيار حتى نهاية عهده، وهكذا بدأت الحرب العونية من جديد  على الحاكم بعد رفضه المساس بالذهب. 
ذهب عون واعوانه وبقي سلامه والآن سننتظر نهاية الكيدية التي اودت بالبلاد الى جهنم. 

علي آل ناصر الدين
كاتب صحفي-باريس

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o