Nov 03, 2022 12:59 PM
خاص

التخلي عن الحوار دون الدعوة الى جلسة انتخاب مفتوحة: 8 آذار مأزومة

لارا يزبك

المركزية- في خطوة كانت توقّعتها مصادر سياسية عبر "المركزية" الاثنين الماضي، ألغى رئيس مجلس النواب نبيه بري، دعوته الكتل النيابية إلى الحوار للوصول إلى رئيس توافقي، بسبب "الاعتراض والتحفّظ" الذي قوبلت به من قبل "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". وقال المكتب الإعلامي لبري، في بيان امس، إنّ "بعد استمزاج الآراء حول الدعوة إلى الحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس توافقي، يعتذر الرئيس نبيه بري عن السير قدماً بهذا التوجّه نتيجة الاعتراض والتحفّظ لا سيّما من كتلتي القوات والتيار".

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن ما فعله "الاستيذ" صائب، لان الوقت اليوم ليس وقت حوار بل وقت انتخاب. هذا ما أعلنه بوضوح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته الاحد، وتكتل الجمهورية القوية اثر اجتماعه الاسبوع الماضي في معراب ايضا. وقد انضم اليهما في هذا التوجّه، النواب الـ27 الذين اجتمعوا في الصيفي مساء الاثنين حيث شددوا في بيانهم على ان "الاولوية التي أكد عليها الدستور هي الشروع فوراً في انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدين أن على المجلس الالتئام اليوم قبل الغد، لانتخاب رئيس الجمهورية لأن هذا وحده من شأنه أن يعيد الانتظام لعمل المؤسسات"... الى ذلك، بدّل التيار الوطني الحر سلبا، موقفَه من الحوار المُفترض، علما ان كان رحّب به الثلثاء الماضي رئيسُه النائب جبران باسيل، قبل ان يعود ويرفضه لان الرئيس السابق ميشال عون رأى فيه تعديا على صلاحيات رئيس الجمهورية.

غير ان موقف بري وفق المصادر، كان ناقصا، اذ لم يقرنه بإعلانه العزمَ على عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية في ساحة النجمة، لن تنتهي الا بانتخاب رئيس. فاذا لم يتخذ بري هذا القرار، فإن البلاد ستبقى غارقة في فراغ رئاسي لن ينتهي قريبا وقد يطول اشهرا طويلة. والخوف كبير من ان يكون رئيس المجلس تخلّى عن الحوار لكنه أبقى على تمسّكه بضرورة التوافق المسبق على اسم الرئيس المقبل، اي انه لم يقتنع بضرورة ترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها الطبيعي.

على الارجح، تتابع المصادر، هذا النَفَس المتريّث الذي سيترافق مع تعطيلٍ مستمر للنصاب في جلسات الانتخاب، لا يزال الطاغي في صف 8 آذار، وهو محط تنسيق بين حزب الله وحركة امل. فحتى الساعة، لا اتفاق بين مكونات هذا الفريق على اسم مرشح سيما في ظل تأكيد باسيل الثلثاء انه ليس في صدد انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وبحسب المصادر، فإن هذه الوضعية ستُبقي المماطلة سيدة الساحة الرئاسية، الى ان يجد الثنائي الشيعي الحلَ الذي سيُقنع من خلاله حليفيه بأن حظوظهما بالوصول الى بعبدا ضئيلة جدا، او سيرضي من خلاله احدَ الرجلين بالتراجع للثاني اذا كانت المناخات الدولية والاقليمية تتيح انتخابَ رئيسٍ من صلب 8 آذار...

على اي حال، كان هذا الملف مدار تنسيق بين الضاحية وعين التينة في الاجتماع الذي ضم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل مطلع الاسبوع، حيث جرى نقاش مطوّل في استحقاق انتخابات رئيس الجمهورية وموقف الرئيس بري منه والتصور للمرحلة المقبلة.
وافادت المعلومات انه جرى خلال اللقاء التأكيد على ان التفاهم كامل بين حركة امل وحزب الله في مقاربة الاستحقاق الرئاسي والتحديات المقبلة حكومياً وبرلمانياً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o