تحية الى روح فريد الديب... المدافع عن مبارك وحامل القضايا الأكثر جدلاً

يولا هاشم

المركزية – انطفأت شعلة فريد الديب أمس عن عمر يناهز الـ79 عاماً، بعد صراع مع المرض دام سنوات، وذلك قبل أن ينهي مرافعته الأخيرة. لمع اسمه في عالم المحاماة في مصر، بعد توليه الكثير من القضايا المثيرة للجدل والتي شغلت الرأي العام المصري، أبرزها محاكمة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وعائلته في القضايا التي أعقبت أحداث 25 كانون الثاني 2011، والتي عُرفت إعلامياً بــ"قضية القرن". إضافة الى الدفاع عن حبيب العادلي، وزير الداخلية في عهد مبارك. 

والى جانب كونه محامي "المشاهير"، تولّى الديب قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، التي كانت واحدة من أبرز القضايا التي ارتبط بها اسم الديب وشهرته عام 1996، لا سيما مع حالة الغضب الشعبي التي أثارها قراره بتولي الدفاع عن جاسوس إسرائيلي. كما تولى الديب قضايا أخرى مثيرة للجدل، من بينها الدفاع عن رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى في اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، واستطاع تخفيف الحكم على مصطفى من الإعدام إلى السجن 15 عاما. 

وكانت آخر القضايا المثيرة للجدل التي تطوع الديب للدفاع عن المتهم فيها هي قضية قتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، والتي ذبحها زميلها وقضت المحكمة بإعدامه، لكن الديب طعن بالحكم، مؤكدا أن هناك أخطاء شابته مما تسبب في موجة كبيرة من الجدل. وتوفي الديب قبل تحديد جلسة لنظر الطعن وتقديم مرافعته في القضية. 

المحامي أكرم عازوري يؤكد لـ"المركزية" ان فريد الديب يُعتَبر، في دول الشرق الاوسط، مثال الشجاعة والمناقبية، لسببين: الأول ان مبدأ فصل السلطات في دول الشرق الاوسط هو مبدأ نسبي ونسبي جدا، والثاني ان الرأي العام في دول الشرق الاوسط، يمزج بين المحامي والشخص الذي يمثله هذا المحامي. من هنا فإن الاستاذ فريد الديب تمتّع بأهمية قصوى ويمثل قدوة للشرق الاوسط"، مشيرا الى ان "رغم الاستقلالية النسبية للقضاء عن السلطة السياسية، ورغم مزج الرأي العام بين رسالة المحامي السامية وشخصية المحامي من جهة والشخص الذي يدافع عنه من جهة أخرى، تمكّن من الدفاع بشجاعة، رغم هذين المعطيين، عن الرئيس مبارك، وكذلك عن الكثير من الاشخاص الذين توكّل عنهم، في ظل أجواء سياسية ضاغطة"، لافتاً الى ان "رغم الاستقلالية النسبية للقضاء في دول الشرق الاوسط، يبقى دائما قضاة مستقلون بشخصهم، وهم الذين يعطون للمحامي الذي يُقدِم حقّه".