Oct 21, 2022 3:06 PM
خاص

الحكومة قبل 30 تشرين بصيغة لا رابح ولا خاسر...هل ينسحب التوافق رئاسيا؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- من يعرف حزب الله وايديولوجياته وكيفية مقاربته لمعطيات الميدان اللبناني واستحقاقاته عن كثب، لا يشك لحظة انه، وبالاستناد الى تجارب العقد الماضي، لطالما نال ما كان يصبو اليه، ليس بفائض قوته وسطوة سلاحه فحسب انما لكثرة ما اخفق الآخرون، لا سيما الفريق السيادي المعارض المنتشي بالدعم الغربي الكلامي، مع انه لم يترجم على ارض الواقع الا نادرا وحينما تستوجب مصالحه، وليس اتفاق ترسيم الحدود الا الاثبات الدامغ.

يريد حزب الله اليوم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات لادارة مرحلة الفراغ الرئاسي، وهو على يقين انه آت لا محالة، وان الظرف الداخلي والخارجي لم ينضج الى درجة انتخاب رئيس جمهورية في الايام العشرة المتبقية من عهد حليفه الرئيس ميشال عون. عهد علّمت الحزب تجاربه المريرة على لبنان واللبنانيين وبيئة الحزب في شكل خاص على مدى السنوات الست، انه لم يكن على قدر الآمال وانه لم يفلح في مواجهة جبال عراقيل رُفعت في وجهه فكانت مقولته الشهيرة وشعاره الاوحد "ما خلونا"، وهم لن "يُخَلوا غيره" من مرشحي التحدي، ان حاول الحزب فرض احدهم، فكان توجهه نحو الرئيس التوافقي غير الاستفزازي.

صحيح ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يصعّب على الحزب المهمة وتسهيل الدرب الميقاتي في التشكيل ان لم يحصل هو على حصة الاسد لتكون له الكلمة في حقبة الفراغ ، فيبتدع كل يوم طرحا جديدا، آخره تعليق عمل وزرائه في حكومة تصريف الاعمال ومنع ميقاتي من تسلم الصلاحيات الرئاسية، كما سرب عبر الاعلام، الا ان معلومات "المركزية" تشير الى ان ميقاتي سيشكل حكومته قبل 30 الجاري وان حزب الله ما زال ينّقب عن صيغ ويجترح حلول ليرضي الطرفين فتتشكل حكومة لا غالب فيها ولا مغلوب، لا ربح لباسيل ولا خسارة لميقاتي، حكومة اصيلة ولو في ربع الساعة الاخير. 

وتستشهد مصادر المعلومات المطّلعة على اجواء مفاوضات التشكيل، بكمّ الليونة الذي ميّز موقف  باسيل من عين التينة ابّان زيارته الاخيرة اليها وتركيزه على أهمية التوافق والتفاهم مع الرئيس نبيه بري "بلطجي" الامس. ما ينّم عن شبه قناعة لا بدّ تولدت لدى النائب البتروني بأن استمرار العداء مع بري ينعكس عليه سلبا ولا يمكن ان يحقق له المبتغى لا سيما في ملف تشكيل الحكومة المُتَهم فيه بري بالوقوف خلف الرئيس ميقاتي، وان طروحاته الاخيرة مجرد تهويل لتحصيل القدر الاكبر من المكاسب الحكومية ليس الا، ذلك ان تعنته في ملف التشكيل تحديدا وتنفيذ تهديداته ، ، سيفتح البلاد على ايام سوداء صدامية ،يعرف كيف تبدأ، لكنه يجهل الثمن الذي يدفعه باسيل قبل غيره حيث ستنتهي، بحيث يتحمل مسؤولية اي فوضى امنية يجرّ اليها الفراغ الرئاسي والحكومي. فلا يجني الا المزيد من الفشل المتراكم من عهد التيار الرئاسي، الموّصف بأفشل العهود في لبنان على الاطلاق.

الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك طالب في خطبة الجمعة بالاسراع في تشكيل حكومة ذات صلاحيات تخولها القيام بالمهام إذا لم يتم التوصل إلى انتخاب رئيس. واكد أن "المطلوب من نواب الشعب أن "يتحاوروا ويتفاهموا على اختيار رئيس يمثل اللبنانيين". ويبدو بحسب المصادر، ان شخصية واحدة تنطبق عليها المواصفات هذه، لا بدّ من انتظار ثاني التشارين لانتخابها، ان استوت الطبخة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o