Oct 05, 2022 6:37 PM
اقتصاد

"أوبك+" تقرر خفض إنتاج النفط بمليوني برميل يومياً

قالت مصادر لوكالة رويترز، إن مجموعة "أوبك+" قررت خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل، في خطوة تستهدف دعم الأسعار التي شهدت في الربع الثالث أول خسارة فصلية منذ عامين.

التخفيضات الكبيرة التي أقرتها مجموعة "أوبك+" تعد الأكبر من 2020، جاءت على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول المستهلكة لضخ المزيد من النفط في سوق يراها الغرب بإنه تعاني بالفعل من "شح الإمدادات".

وتشير التقارير إلى أن خفض "أوبك+" سيؤدي إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا بعدما كانت 120 دولارا قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.

وبعد القرار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من واحد دولار أو 1.2 بالمئة إلى 92.91 دولار للبرميل، كما زادت كذلك العقود الآجلة للخام الأميركي 88 سنتا، أو 1 بالمئة إلى 87.40 دولار للبرميل.

وفي أول رد من الولايات المتحدة على قرار "أوبك+"، قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض، إن "أميركا بحاجة إلى أن تكون أقل اعتمادا على أوبك+ والمنتجين الأجانب للنفط".

وفي وقت سابق، اعتبر محللو مجموعة يو.بي.إس، أن قيام "أوبك+" بخفض إنتاج النفط أمر ضروري لوقف تراجع الأسعار في ظل المخاوف من الركود وارتفاع الدولار.

وقالت "يو.بي.إس" في مذكرة "من المرجح أن يؤدي غياب تحرك من جانب التحالف لسحب براميل من السوق إلى مزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط".

وأضافت "يتعين على التحالف أن يعلن خفضا للإنتاج بما لا يقل عن نصف مليون برميل في اليوم خلال الأيام المقبلة".

وفي نفس السياق، عبر "جيه بي مورغان" في وقت سابق من الشهر الجاري عن اعتقاده بأن "أوبك+" قد تحتاج إلى التدخل بخفض ما يصل إلى مليون برميل يوميا "لوقف هبوط الأسعار وإعادة تنظيم الأسواق الفعلية والورقية التي يبدو أنها منفصلة".

وفي مطلع سبتمبر، قرر تحالف "أوبك+"، خفض إنتاج النفط بنحو 100 ألف برميل يوميا، في شهر أكتوبر المقبل، والعودة إلى مستويات إنتاج شهر أغسطس.

يذكر أن إنتاج دول مجموعة "أوبك+" لم يصل لأهدافه الخاصة بإنتاج النفط بفارق حوالي 3.6 مليون برميل يوميا، في آب الماضي.

وتعليقاً على القرار، اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أنّ الولايات المتحدة بحاجة لخفض الاعتماد على أوبك+ ومنتجي النفط الأجانب.

 

وقال كيربي، في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، إنّ التخفيضات تعني أن أوبك+ "تعدل أرقامها بالخفض قليلا" بعد زيادة الإنتاج خلال الصيف.

 

وأضاف: "كانت أوبك+ تقول للعالم إنهم ينتجون ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل أكثر مما ينتجون بالفعل... لذلك، من بعض النواحي، فإن هذا الخفض المعلن يعيدهم فقط إلى أن يكونوا أكثر توافقا مع الإنتاج الفعلي".

 

وجاء إنتاج أوبك+ في آب (أغسطس) دون المستهدف بنحو 3.6 مليون برميل يوميا.

 

وقال محللو "سيتي" في مذكرة: "إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية".

 

وأضافوا: "قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية".

 

كما توقع "جيه.بي مورغان" أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.

ارتفاع أسعار النفط

تقول السعودية وأعضاء آخرون في أوبك+، إنهم يسعون لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط.

وارتفع خام برنت القياسي العالمي اليوم صوب 93 دولارا للبرميل، بعد ارتفاعه أمس.

ويتهم الغرب روسيا باستغلال الطاقة كسلاح، وخلق أزمة في أوروبا قد تضطر معها إلى تقنين الغاز والكهرباء هذا الشتاء.

وفي المقابل تتهم موسكو الغرب باتخاذ الدولار والأنظمة المالية مثل "سويفت" سلاحا، ردا على إرسال روسيا قوات إلى أوكرانيا في شباط (فبراير). ويتهم الغرب موسكو بغزو أوكرانيا بينما تصفها روسيا بأنها عملية عسكرية خاصة.

ومن بين الأسباب التي تجعل واشنطن ترغب في أسعار نفط منخفضة هو سعيها لحرمان موسكو من عائدات بيع النفط. ولم تستنكر السعودية تصرفات موسكو.

والعلاقات متوترة بين المملكة وإدارة بايدن، الذي زار الرياض هذا العام لكنه فشل في الحصول على أي التزامات تعاون مؤكدة في مجال الطاقة.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للصحافيين قبل الاجتماع إنّ "القرار سيكون فنياً، وليس سياسياً".

وأضاف: "لن نحولها لمنظمة سياسية"، موضحا أن المخاوف من حدوث ركود عالمي ستكون من بين الموضوعات الرئيسية المطروحة على طاولة النقاش.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o