مسودة الحريري التشكيلية على مشرحة بعبدا وعقدة التمثيل الدرزي الاصعب!
الاصلاحات والنزوح في صلب لقاءات ميركل: العودة حيــن توافر الظروف
صراع "الخارجية"- "المفوضية" الى تهدئة: تقسيم النازحين والقبول بـ"الطوعية"
المركزية- على اهمية الزيارة الالمانية الرفيعة لبيروت، اتجهت العين اللبنانية اليوم الى بعبدا. هناك، حيث يعقد اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي يحمل المسودة التي وضعها لحكومته الثالثة والتي تبلورت في ضوء اتصالاته المكوكية مع القوى السياسية امس في بيت الوسط. واللقاء الثنائي يفترض ان يفرز في اعقابه الخيط الابيض من الاسود على مستوى موعد تأليف الحكومة، فإذا ما سارت رياح قبول عرض التأليف بحسب ما تشتهي سفن الحريري يخرج الدخان الابيض من قصر بعبدا، والا فإنه سيُرجأ الى ما بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى بيروت التي يغادرها وفق معلومات "المركزية" في 25 الجاري ويعود في 7 تموز في اجازة عائلية الى سردينيا.
الحريري الى بعبدا: وفي انتظار ما سيفرزه اجتماع بعبدا، لفتت مصادر سياسية متابعة عبر "المركزية"، الى أن أبرز النقاط التي يجب رصد الموقف الرئاسي و"البرتقالي" في شأنها، تتمثل في التمثيل القواتي في الحكومة "كمّا" ونوعا، على رغم انه لم يعد يشكل عقدة كأداء تماما كما السنّي المفترض ان يشق طريقه الى الحل، في حين ان العقدة ما زالت كامنة في التمثيل الدرزي الذي يريده النائب السابق وليد جنبلاط "اشتراكيا" محض.
رصد نقطتين: وفي وقت يبدو الرئيس المكلف ذاهبا في اتجاه تلبية رغبات معراب وكليمنصو، الاولى لناحية الحصول على حصة تناسب حجمها النيابي اضافة الى حقيبة "سيادية" او وازنة، والثاني لناحية "حصر" التمثيل الدرزي بها، قد لا تحصل توجّهاتُ "بيت الوسط" على "رضى" بعبدا وميرنا الشالوحي. وفي الحالة هذه، اضافت المصادر، قد تكون عمليّة التأليف بحاجة الى جولة اتصالات جديدة، ما يطيح المعطيات التي تحدثت في الساعات الماضية عن ولادة "وشيكة" للحكومة قد تحصل مطلع الاسبوع المقبل، وتسبق سفر الرئيس بري الى الخارج في إجازة. أما اذا اجتازت "المسودة" الحريرية، "محطة" الرئيس عون و"مختبر" الوزير جبران باسيل بنجاح، وصدقت الأجواء الايجابية التي عممّها "التيار الوطني الحر" في الساعات الماضية، عن عدم اعتراضه على اي حصة قد تُعطى للقوات أو على إسنادها حقيبة "سيادية"، فإن الحكومة قد تبصر النور فعلا، قريبا.
صورة مشرقة: أما في المواقف، فأكد رئيس الجمهورية "أنني سأسعى مع الجميع إلى ولادة حكومة تعكس رغبات الشعب اللبناني، وتوازناته، وتوصل صورة مشرقة إلى العالم عن عزمنا على السير قدماً في مشروع النهوض بالوطن، والاصلاح، والشفافية، ومواجهة الفساد والمفسدين". واذ اشار الى "أنني لطالما سعيت لكي يكون للسريان ولسائر المكونات الموضوعة في خانة الأقليات حضورهم في السلطة وسأستمر في هذا المسعى كي لا يبقى أي مكون من مكونات مجتمعنا يشعر بالغبن"، قال بعيد مشاركته في قداس الهي رأسه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني لمناسبة تدشين المقر الجديد لبطريركية السريان الارثوذكس في كنيسة السيدة العذراء في العطشانة -المتن، "علّمتنا التجارب أن الشعور بالقوة أو بالاستقواء من قبل طرف، أو مذهب، أو حزب في لبنان، يخلق عاجلاً أم آجلاً، عدم توازن واستقرار في الحياة السياسية، لا بل أحياناً اضطرابات أمنية".
ميركل في لبنان: في الاثناء، أنهت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل زيارتها الى لبنان بعد الظهر، بلقاء ضمها الى رئيس الجمهورية في بعبدا، تركز خلاله البحث على الوضع الاقتصادي وملف النزوح السوري. وكانت ميركل استهلت اليوم الثاني والاخير لها في لبنان، بزيارة الى عين التينة حيث استقبلها رئيس مجلس النواب الذي شكر المانيا على مشاركتها في القوة البحرية لقوات "اليونيفيل"، مشددا على "اهمية دور هذه القوات في حفظ السلام في لبنان من خلال تطبيق القرار 1701"، ومؤكدا "تمسك لبنان بحقوقه وحدوده البرية والبحرية"، عارضا "الجهود في هذا الاطار لتثبيت الحقوق اللبنانية". كما استعرض الرئيس بري ، مع ميركل "الوضع الاقتصادي المأزوم في لبنان والضاغط، نتيجة ما يجري في سوريا وثقل النزوح السوري على لبنان واللبنانيين"، لافتا الى "دور لبنان وما انجزه على هذا الصعيد"، ومشددا على "رفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة هذه القضية" واكدت ميركل "التعاون البرلماني المشترك بين البلدين وتعزيز مساهمة المانيا في سيدر ومؤازرة لبنان لتطبيق توصيات المؤتمر".
في السراي: ومن عين التينة انتقلت ميركل الى السراي. وبعد لقاء بين رجال الاعمال اللبنانيين والالمان في حضورها والرئيس سعد الحريري، عقد المسؤولان مؤتمرا صحافيا مشتركا. أكد الرئيس الحريري خلاله أن "النزوح السوري هو أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل"، موضحاً أن "الحل الدائم والوحيد للنازحين هو في عودتهم الكريمة والآمنة إلى سوريا"، ومؤكدا ان لا يمكن فرض توطين اي سوري في لبنان بموجب الدستور. وأضاف "أعدت التأكيد لميركل على التزام الحكومة اللبنانية بكل الإصلاحات التي وردت في مؤتمر "سادر"، وعلى أهمية وضع آلية متابعة مع المجتمع الدولي، وأعربت لها عن أملي في أن تكون ألمانيا عضوا في لجنة المتابعة"، مشيرا الى "إجماع داخلي على النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون العربية وهو التزام ستتابعه الحكومة المقبلة، كما اننا ملتزمون القرار 1701". بدورها، لفتت ميركل إلى أن "المانيا التزمت تقديم الاغاثة الانسانية في لبنان، وستساعد في المضي قدما في الاصلاحات"، مشددة على أن "عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا بد ان تحدث عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم". وأوضحت أن "ألمانيا التزمت دعم لبنان ومساعدته، ونريد أن نساعد في الوصول إلى حل سياسي في سوريا لتأمين عودة النازحين". وقالت "هدفنا تعزيز العلاقات الاقتصاية بين لبنان وألمانيا، ومؤتمر "سيدر" يقدم أرضية لهذا التعاون ويجب الإيفاء بالاصلاحات الموعودة".
جواب المفوضية: على صعيد آخر، وعلى خط المواجهة بين وزارة الخارجية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، سجل اليوم تطور يدل الى تهدئة مرتقبة بين الجانبين. فقد أعلنت "الخارجية" أنها تلقّت كتاباً جوابياً من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، تضمن جملة أمور منها أنها مستعدة لعقد سلسلة اجتماعات مع وزارة الخارجية والوزارات والإدارات والهيئات المعنية للتشاور بموضوع النازحين وعودتهم الى سوريا، كما أنها وافقت على اقتراح وزير الخارجية والمغتربين القاضي بتقسيم النازحين لفئات تمهيداً لتنظيم عودتهم، وأكدت على عملها الدائم داخل سوريا لإزالة العوائق أمام العودة الكريمة والآمنة، مشدّدة على أنها ليست بوارد تشجيع العودة الآن، ولكن لن تقف بوجه من يريد العودة الطوعية افراداً او جماعات، كما أنها وافقت على مشاركة وزارة الخارجية والمغتربين بداتا المعلومات التي بحوزتها والتي كانت تتشاركها مع وزارة الشؤون الاجتماعية منذ سنة ٢٠١٥. واشارت الى ان "الدوائر المختصة في وزارة الخارجية والمغتربين تعمل على تحضير رد على كتاب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، للتأكيد على ترجمة هذه السياسة إلى خطوات عملية تؤدي إلى تأمين عودة كريمة وآمنة على مراحل للنازحين السوريين في لبنان".
زياردة الانتاج: دوليا، اشارت "رويترز" الى ان منظمة أوبيك توصلت إلى اتفاق لزيادة إنتاج النفط بنحو مليون برميل يوميا بدءا من الشهر المقبل.