Sep 15, 2022 2:08 PM
خاص

قدك "المياس" يا لبنان...

يارا أبي عقل

المركزية- 36 فتاة، موهبة كبيرة، شاب مؤمن برسالة الفن والحضارة وفي كون الموسيقى الرقص لغة عالمية، ومسرح عالمي. إنها المكونات البسيطة لوصفة فرح وأمل قدمت إلى الشعب اللبناني فجر اليوم على طبق "أميركي " بنكهة عالمية. لم نكن نحتاج أكثر من هذا لنبتسم في لحظة خاطفة نادرة ونتأكد مجددا أن في هذا الوطن ما يستحق الحياة والنضال في سبيل غد أفضل.

هذه هي الرسالة الكبيرة والمهمة التي أرادت فرقة "مياس" للرقص التعبيري إيصالها إلى اللبنانيين من خلال المشاركة في برنامج إكتشاف المواهب الأشهر في العالم .  America’s got Talent   من دون أدنى شك ولا أي مفاجأة وقعت لجنة تحكيم البرنامج، ومعها الجمهور الأميركي والعالمي الذي يتابعه تحت سحر الراقصات اللبنانيات الموهوبات من جهة، وإبداع مصمم الرقص نديم شرفان، مع العلم أن إدارة البرنامج هي التي اتصلت بالفرقة ودعتها إلى المشاركة في تجارب الأداء تمهيدا للظهور في العروض المباشرة التي يتابعها الملايين في كل أصقاع الأرض. وفي ذلك اعتراف واضح وصريح بأن "مياس" ليست فرقة عادية، بل إن أعضاءها والقيميين عليها سفراء للمواهب اللبنانية في دنيا الاغتراب.

ومن شدة يقينهن برسالة لبنان التي يختصرنها في أجسادهن ذات الحركة المتناسقة، وموهبتهن المصقولة بتدريب مكثف من جانب شرفان، رفعت الراقصات الـ 36 شعار "كرمالك يا لبنان" في فضاء الشهرة الأميركي، حيث الأفق مفتوح على كل أنواع الفرص وأسباب النجاح. في لحظة نادرة وخاطفة ، اجتمع اللبنانيون المختلفون على كل شيء من السياسة إلى الإقتصاد على دعم "مياس" وتشجيعها لتربح المسابقة الأشهر عالميا وترفع إسم لبنان ورايته عاليا في سماء بلاد العم سام. 

قد يقول قائل إن هذا الموقف المشرّف ليس غريبا على الجمهور اللبناني الذي لا يبخل بدعمه على كل المواهب الشابة التي تقتنص فرص القفز إلى العالمية. قد يكون في ذلك كثير من الحقيقة الجميلة. لكن لانتصار "مياس" نكهة أخرى. إنه تجسيد لفرح يتعطش إليه الناس يوما بعد يوم في بلد تنهشه الأزمات والسواد والحداد والحزن، والتغييب المتعمّد للحلول الناجعة المعروفة والضرورية. لكن بعض القيمين على حياتنا ويطلقون على أنفسهم صفة "مسؤولين" لا يفقهون ما في الفرح من حياة ولا ما في الفن من رقي، ولا ما في النصر من ابتسامات تبدو سلاحنا الوحيد للصمود في وجه الامعان في إغراقنا في قعر بحر الأزمات الذي لا يبدو الخروج منه قريبا.

على أي حال، فإن رسالة "مياس" (التي سارع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى منحها وسام الاستحقاق اللبناني المذهب) وقبلها المنتخب اللبناني لكرة السلة للرجال، ومعهم اللبنانيون جميعا، إلى هؤلاء واضحة لا تحمل لبسا ولا تحتاج تفسيرا: "لا نريد منكم شيئا.  فقط دعونا نعيش واعطونا مقومات الحياة الكريمة، التي لا يجوز أن نتوسلها منكم. فهذا حقنا عليكم وواجبكم تجاهنا. ابتعدوا عن مساحات فرحنا وخذوا من إبداعنا وبطولاتنا وشبابنا ما يدهش العالم...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o