Jun 19, 2018 4:37 PM
تحليل سياسي

التشكيل السريع مطلب داخلي وخارجي... ووزير المال يحذر
"لبنان القوي" يجول بـ"مقاربة" للنازحين وخليل سيوقع "المرسوم"
اليمن: سيطرة كاملة على مطار الحديدة وسوريا نحو الدستور الجديد

المركزية- على رغم بدء ارتفاع اصوات خارجية تنادي بوجوب الاسراع في تشكيل الحكومة، لا تحمل المعطيات الميدانية على الضفة التشكيلية مؤشرات جدية تشي باحتمال الولادة قريباً، وأقصى ما يمكن توقعه استئناف الحوار بين الرئيس المكلف سعد الحريري وسائر القوى السياسية، بحثا عن "خلطة سحرية" توفّق بين السقوف المتباينة للأفرقاء المعنيين، قد تفضي اذا ما نضجت طبختها الى تشكيل مطلع الشهر المقبل. وينتظر أن تشهد المرحلة، مع عودة الحريري الى بيروت غدا، بعد اجازة بدأها من موسكو مرورا بالمملكة العربية السعودية وينهيها في باريس حيث هو راهنا، جولة جديدة من المشاروات بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاطلاعه على خارطة توزيع الحصص والحقائب على المكونات الحكومية، بعدما اسهمت اتصالاته في عطلة الفطر في تهدئة الاجواء المتشنجة التي تسببت بها السجالات العقيمة بين الاطراف السياسية على خلفية ملفات، لا يمكن ان تجد لها حلا الا داخل المؤسسات الدستورية، وعلى الطاولة الحكومية.

خليل يحذر: فبعيد  مواقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي الحكومية أمام زواره أمس، عن "ان الامور لا تزال تراوح مكانها. بل على العكس، فهي بدلاً من أن تتقّدم تتراجع إلى الوراء... والحكومة en arrière ولا نعرف السبب". اوضح وزير المال علي حسن خليل ان "لا جديد حتى الساعة في عملية التأليف، نحن بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري لمتابعة النقاش في الموضوع". وقال "نحن معنيون بإنجاح هذه العملية في تسهيل التشكيل، لكني مضطر إلى القول للأسف، أن لم نشهد حراكاً جدياً في عملية التشكيل الحكومي حتى الآن. هذا الأمر من موقعي كوزير مال أجدد التحذير منه، وأؤكد ضرورة الإسراع فيه كي يتسنى للحكومة الجديدة أن تضع يدها على مَواطن الخلل وتعمل على تصحيحها".

الغرب...شكلوا الحكومة: في الموازاة، حذرت مصادر دبلوماسية غربية لبنان من مغبّة المماطلة في تشكيل الحكومة ودعت الى وعي خطورة الوضع وتحديدا على الصعيدين الامني والاقتصادي في ما لو لم يستدركه المسؤولون سريعا باطلاق ورشة اصلاحات مالية وادارية وإعادة امساك زمام الامن الذي شهد انتكاسات متتالية اخيرا، لا سيما بقاعا. واكدت ان المطلوب، ان يعمد الرئيس المُكلف فور عودته الى بيروت، الى انجاز ما يلزم من خطوات واتخاذ الواجب من قرارات بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومته الثانية، فإذا تعذرت الولادة الطبيعية فلتكن قيصرية بمن حضر، لان الوضع لا يحتمل مراعاة "الدلع السياسي" لتلبية حزم المطالب والشروط والا فإن المساعدات الدولية الموعودة قد تتبخر.

خريطة الطريق: ويأتي التحذير الغربي، بعدما ترجمت مجموعة الدعم الدولية رغبتها بالاسراع في التشكيل، بالمذكّرة التي سلّمها سفراؤها لرئيس الجمهورية خلال لقائه الاسبوع الفائت وهي اشبه بـ"خريطة طريق" دولية تتضمّن المبادئ الاساسية غير الرسمية التي تُشجّع الحكومة العتيدة على سلوكها والمرتكزة الى الالتزام بالقرارات الدولية والى اتفاق الشراكة الذي تم التأكيد عليه في مختلف المؤتمرات الدولية التي عقدت من اجل لبنان اخيراً". واشارت اوساط مراقبة عبر "المركزية" الى "ان المذكرة ركّزت على ماورد في مقررات اجتماع مجموعة الدعم في 8 كانون الاول العام الماضي في باريس، حيث شدد المجتمعون يومها في بيانهم الختامي على فقرة اثارت جدلا واعتراضا من قبل بعض الاطراف اللبنانين الذين حاولوا "حذفها" فلم يفلحوا، وهي تنصّ على " ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتقيّد بها على نحو تام، خصوصاً الـ1559 و1701.

عون والنزوح: في الاثناء، اغتنم رئيس الجمهورية زيارة وفد من المطارنة الكاثوليك في الولايات المتحدة الاميركية قصر بعبدا، ليثير امامهم همّ النزوح السوري. اذ دعاهم الى دعم موقف لبنان من اعادة النازحين الى بلادهم والتحرك لدى الادارة الاميركية لدعم موقف لبنان، لافتا الى العراقيل التي تضعها بعض الجهات الخارجية في طريق السعي اللبناني.

لورقة موحدة: في الموازاة، حضر الملف نفسه في الزيارة التي قام بها وفد من تكتل "لبنان القوي" الى بكركي اليوم. اذ أعلن الوفد بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "اننا اكدنا للبطريرك اننا نريد عودة امنة ومتدرّجة للاجئين السوريين، وهذا يقتضي تصنيفهم وفق فئات معينة". وقال باسمه النائب جورج عطاالله "الزيارة اليوم باكورة للتحرك الذي نقوم به الى القيادات الروحية ورؤساء التيارات والاحزاب والكتل النيابية لطرح مقاربة حقيقية وطنية لموضوع النازحين السوريين، والامر الاساسي في هذا الموضوع كان التشديد على ابعاد هذه المسألة الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية والامنية على ان نؤكد ضرورة توحيد اللبنانيين حول مشروع سياسي موحد لمقاربة هذه الازمة، وبالتالي يجب التعاطي مع هذا الموضوع، على اساس سيادي وطني وليس اقل من ذلك ويجب اخراجه من الزواريب والتجاذبات السياسية، لان اي مقاربة اقل من هذا الموضوع تشكل خطرا يقارب الخطر الوجودي على المستوى اللبناني بشكل عام".

خليل سيوقع: أما على خط مرسوم القناصل الفخريين، فلا يزال يسلك الطريق الصحيح نحو "التسوية". وفي هذا الاطار، أعلن نائب رئيس مجلس النواب ايلي فرزلي من عين التينة ان "قضية مراسيم القناصل على طريق الحل الحتمي". أما وزير المالية فأشار الى أنه لم يوقع بعد على مراسيم القناصل الفخريين التي أحيلت إليه من الخارجية، قائلا: "لكنني سأوقعها والمراسيم التي سبقتها يجب ان تحال ايضاً للتوقيع عليها عملاً بالاتفاق". وقال حسن خليل: "ليس صحيحا ما يقال عن ربط التوقيع على هذه المراسيم والناجحين في مجلس الخدمة المدنية ولا علاقة بينهما على الإطلاق".

جوازات الايرانيين: اما اشكالية ختم جوازات سفر الايرانيين التي ذكرت معلومات صحافية امس ان وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق، سيصدر قرارا بتوقيف قرار الامن العام السماح بالدخول الى لبنان من دون ختم جوازاتهم لان " قرارا كهذا يجب ان يتخذ في مجلس الوزراء، فلم تشهد جديدا ولم يصدر اي موقف رسمي عن الوزير المشنوق الموجود في الخارج، ما يعني ان الامور ستبقى على حالها راهنا والاجراء ساري المفعول.

في مطار الحديدة: اقليميا، أعلن القائد العام لجبهة الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي، اليوم أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بإسناد التحالف العربي، فرضت سيطرتها الكاملة على مطار الحديدة. وأضاف أن قوات المقاومة المشتركة اقتحمت المطار برغم المواجهات القوية مع ‎الحوثيين، وتتم الآن ملاحقة الجيوب المتبقية من الحوثيين داخل المطار. وقطعت القوات المشتركة الإمدادات عن الحوثيين من الجهة الشرقية لمطار الحديدة، وفر المتمردون إثر ذلك إلى البوابة الشمالية. من جانبها، فخخت جماعات الحوثي أجزاء كبيرة من مطار الحديدة، وقصفت أحياء مدينة الحديدة المجاورة له.

أرضية مشتركة: أما سوريا، وفي وقت تنهي اليوم المشاورات التي يجريها المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا مع ممثلين عن رعاة استانة في جنيف حول الدستور السوري العتيد، أفادت "رويترز" عن بروز ارضية مشتركة حول كيفية تشكيل لجنة دستورية لسوريا ووظيفتها، مشيرة الى ان دي ميستورا يعتزم دعوة مسؤولين من ايران وروسيا وتركيا للعودة الى جنيف خلال اسابيع بعد مناقشات بناءة اليوم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o