Aug 02, 2022 6:35 AM
دوليات

التفاصيل الكاملة لمقتل الظواهري... ومفاجأة

على مدى أسابيع، وبدقة فائقة خطط جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية لعملية قتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في أفغانستان من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.

الدقة في العملية تترجمها لحظة التنفيذ حين استهدف صاروخان من نوع هيلفاير شرفة المنزل الذي كان الظواهري يقيم فيه في العاصمة الأفغانية كابل. 

المعلومات تشير إلى أن الصاروخين قتلا الظواهري، السبت، من دون حتى تدمير المنزل، وهو ما يشير إلى مستوى الدقة في الاستهداف الذي يراعي عدم التعرض للمدنيين ووضع حياتهم في خطر.

وهيلفاير هو صاروخ جو-أرض، موجه بالليزر، من دون سرعة الصوت مع قدرة كبيرة مضادة للدبابات. كما يمكن استخدامه كسلاح جو-جو ضد طائرات الهليكوبتر أو الطائرات ذات الأجنحة الثابتة بطيئة الحركة.

يمكن استخدام Hellfire كصاروخ جو - جو أو صاروخ جو - أرض. يوفر Air-to-Ground (AGM) -114 قوة ضرب دقيقة ضد الدبابات والهياكل والمخابئ وطائرات الهليكوبتر.



وصاروخ هيلفاير قادر على هزيمة أي دبابة معروفة في العالم اليوم. يمكن توجيهه إلى الهدف إما من داخل الطائرة أو بواسطة الليزر خارج الطائرة.

وقال محلل لصحيفة نيويورك تايمز إن صور الغارة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي توحي بضربة صاروخية من طراز هيلفاير مسلحة بشفرات طويلة تهدف إلى قتل أهداف بطاقة حركية لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة.

لكن المفاجأة الأخرى التي كشفتها مسؤولة في البيت الأبيض، هي أن الظواهري كان موجودا في العاصمة كابل بعلم شبكة حقاني وقادة طالبان.

وأكدت المسؤولة في البيت الأبيض أن استهداف الظواهري في أفغانستان ليس خرقا للقانون الدولي.

وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أن بايدن أراد معرفة تأثير هذه العملية على فرص دخول أفغانستان في عميلة مكافحة الإرهاب في المستقبل.

ومع إعلان بايدن مقتل الظواهري، في غارة بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية، قال المسؤول الرفيع في الإدارة الأميركية "نتوقع منهم الالتزام ببنود اتفاق الدوحة. ووجود الظواهري في وسط كابول كان انتهاكا واضحا لذلك".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمنزل الذي استهدفته الغارة الأميركية التي قتلت الظواهري في كابل.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد في كلمة له أن هذه المهمة أعدت بعناية لتجنب سقوط مدنيين، وأكد أن واشنطن " لن تسمح أبدا بأن تكون أفغانستان ملاذا آمنا للإرهاب".

وقال بايدن إن الظواهري قتل بغارة من طائرة مسيرة "دون وجود قوات أميركية على الأرض"، مضيفا أن العملية "تم الإعداد لها وتنفيذها بدقة عالية".

وأضاف قوله: " أعطيت التصريح بقتل الظواهري بعد أن تمكنت استخباراتنا من تحديد موقعه، حيث انتقل إلى وسط كابل (العاصمة الأفغانية) للقاء أفراد من عائلته".

رواية الواشنطن بوست: من جهتها، كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الثلاثاء، تفاصيل مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في غارة نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالعاصمة الأفغانية كابل، نهاية الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، أن الغارة التي أودت بحياة الظواهري جرى تنفيذها يوم السبت، عند الساعة التاسعة و48 دقيقة مساءً بتوقيت غرينتش.

وبحسب المصدر، فإن زعيم تنظيم القاعدة خرج إلى شرفة البيت في كابل، فتم قصفه بصاروخين من طراز "هيلفاير"، فيما لم تسفر العملية عن إصابة أفراد عائلته الذين كانوا في البيت بدورهم.

وقال خبراء إن هذا النوع من الصواريخ يتيح دقة أكبر في بلوغ الهدف، بينما يساعد على تفادي ما يعرف بالأضرار الجانبية إلى حد كبير.

وجرى سماع دوي انفجار بعد قصف الظواهري في البيت الواقع بمنطقة "شربور" التي تعد من المناطق الراقية في العاصمة الأفغانية.

وهذه المنطقة المملوكة لوزارة الدفاع الأفغانية من ذي قبل جرى تحويلها منذ سنوات إلى مكان لبناء بيوت فخمة يسكنها كبار المسؤولين في الدولة.

خطة محكمة

وكانت الاستخبارات الأميركية قد رصدت الظواهري في وقت سابق من العام الجاري، ثم ظلت تعكف طيلة أشهر على التحقق من هويته، من خلال رصد تحركاته وسلوكه.

وجرى إخطار مسؤولين أمنيين كبار في الولايات المتحدة، في أبريل الماضي، بوجود الظواهري، في بيت بالعاصمة الأفغانية.

ولم يكن أيمن الظواهري يخرج من المسكن، فيما كان بايدن يتلقى إيجازات استخباراتية مستمرة بشأن زعيم تنظيم القاعدة، على مدى أشهر.

وإثر ذلك، عرضت الاستخبارات خطتها على بايدن، موضحة أنها رتبت طريقة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين في الهجوم.

وفي مطلع تموز الماضي، التقى بايدن بمسؤولي المخابرات، بمن فيهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بورنز.

وفي الخامس والعشرين من تموز الماضي، اجتمع الرئيس الأميركي بكبار مستشاريه وسألهم مرارا عن طريقة التنفيذ وما إذا كانت ستودي بحياة مدنيين، وعندما نصحه المستشارون بمواقف مؤيدة، أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.

وهذه العملية التي أنهت حياة واحد من كبار المطلوبين لدى الولايات المتحدة، هي أول غارة تنفذها الولايات المتحدة في أفغانستان منذ انسحابها من هناك في آب 2021.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o