Jul 29, 2022 6:13 AM
صحف

مشاورات مكثفة قبيل زيارة هوكشتاين لتنسيق موقف رسمي موحّد

ينتظر ان يعود ملف ترسيم الحدود البحرية إلى صدارة الاهتمامات مع وصول الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين بعد غد الأحد إلى بيروت ناقلاً الجواب الاسرائيلي على آخر اقتراحات لبنان حول خطوطه وحقوقه الغازية والنفطية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وفي ضوء هذا الجواب سيتحدّد مسار ومصير هذا الملف الذي يبدو أن معالجته باتت محكومة بالمهلة التي تنتهي في أيلول والتي تحدث عنها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في حوار الأربعين المُتلفز قبل إيام. وفيما عبّرت بعض الاوساط المعنية وغير المعنية عن «تفاؤل» حذر، داعية الى انتظار ما سيحمله الوسيط الاميركي، عكفت الدوائر المختصة امس على التحضير لزيارته وبدأت اتصالات بين المراجع المسؤولة لتحديد الخيارات التي يمكن اتخاذها في ضوء ما سيحمله هذا الوسيط الذي لم يعرف ما إذا كان سيزور اسرائيل مجدداً قبل توجّهه إلى لبنان.

وقالت مصادر رفيعة المستوى مطلعة على حركة هوكشتاين لـ»الجمهورية»: «ان ما أبلغته السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى الرؤساء الثلاثة هو العامل الاساس في عودة الوسيط الاميركي». وأضافت: «حتى اذا لم يتوصل لبنان خلال وساطة هوكشتاين الى الحل النهائي فلا شك في اننا اصبحنا اقرب الى تقريب وجهات». واعتبرت ان الوسيط الاميركي «آت بشيء زائد اقرب الى الحل، لكن يبقى ان الشيطان يكمن في التفاصيل». واكدت ان «لبنان سيستمع الى هوكشتاين قبل تقرير الخطوة التالية».

وبثّت قناة OTV نقلاً عن مصادر قصر بعبدا، قولها «اننا ننتظر سماع ما سيحمله الوسيط الأميركي في عملية الترسيم آموس هوكشتاين، عن موقف إسرائيل». وأوضحت أن «الإنطباع العام هو أن هناك رغبةً في تحريك ملف ترسيم الحدود البحرية والإنتهاء منه قبل أيلول».

أما "نداء الوطن" فأشارت الى ان على الأرجح فإنّ أجواء زيارة هوكشتاين بيروت بعد غد الأحد واستئناف محادثاته مع المسؤولين الاثنين المقبل سيطغيان على ما عداهما من ملفات حكومية وغير حكومية، سيّما وأنّ التحضيرات والمشاورات الرئاسية والسياسية تكثفت خلال الساعات الأخيرة لتنسيق "الموقف الرسمي الموحّد" حيال ما سيحمله هوكشتاين معه من جواب إسرائيلي على الطرح اللبناني الأخير، في ظل المعلومات التي نقلتها مصادر مواكبة وكشفت من خلالها لـ"نداء الوطن" أنّ ما تسرّب من معطيات حول طبيعة الجواب الإسرائيلي يفيد بأنّ "إسرائيل ترحب باعتماد لبنان إحداثيات الخط 23 لحدوده البحرية الجنوبية لكنها تطرح مقابل القبول بحصوله على حقل قانا كاملاً اعتماد خط متعرّج نزولاً باتجاه هوف، أي أنّ الإسرائيلي يريد مقابل المساحة التي سينالها لبنان من حصوله على حقل قانا أن يحصل على المساحة ذاتها شمال الخط 23 من خلال اعتماد الخط المتعرج الذي يتيح لإسرائيل قضم جزء من البلوك رقم 8 بما يمنحها المساحة اللازمة لتسهيل مد أنبوب تصدير الغاز إلى أوروبا".

وفي المقابل، كشفت المصادر المواكبة أنّ "الجواب اللبناني على هذا الطرح سيبقى متمسكاً بوجوب العودة إلى المفاوضات غير المباشرة في الناقورة للاتفاق على تفاصيل الخط الحدودي التقنية مع إسرائيل بموجب اتفاق الإطار الذي سبق أن تم التوصل إليه على أن يصار إلى عقد جولات متلاحقة من المفاوضات للوصول إلى الاتفاق النهائي بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة"، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ "الاتجاه اللبناني هو نحو التأكيد أمام الوسيط الأميركي على استمرار التعاطي الايجابي في ملف الترسيم مع تسجيل تحفظات يُفترض أن تحسمها المفاوضات غير المباشرة التي يجب أن تكون العودة إليها سريعة بنيّة الوصول إلى حل نهائي، بعيداً عن المناورات التي سبق أن لجأ إليها الجانب الاسرائيلي في المرحلة السابقة حين استغل المفاوضات لتضييع الوقت حتى تمكّن من الانتهاء من عملية الاستكشاف والحفر في حقل كاريش ليصبح حالياً على عتبة الاستخراج".

ولفتت "اللواء" الى ان هوكشتاين سيلتقي بشكل منفصل كلا من  رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال. وتحدثت مصادر مطلعة عن ضخ معلومات كثيرة  قبيل زيارة الوسيط  الاميركي الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري الا ان لا يمكن اعتبارها دقيقة قبل الاستماع الى ما يحمله هوكشتاين من أجوبة من الجانب الاسرائيلي، لكن المؤكد  ان للبنان ثوابت لا يمكن التنازل عنها. فلبنان لا يمكن أن  يوافق  على استثمار مشترك مع الاسرائيليين لحقل قانا، وتلفت الى أن  ما ورد من معلومات يؤكد ان الجانب الإسرائيلي وافق على مطلب لبنان بالخط 23، الا ان زيارة هوكشتاين من شأنها أن  تعزز هذه المعلومة.

أما بالنسبة الى امكانية وجود شركات تستثمر في حقل قانا وتمنح ما ينتج عنها الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي، فذاك غير واضح بعد، كما تقول المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o