Jul 26, 2022 4:01 PM
خاص

هل تعقد المباحثات السعودية الايرانية في طهران او الرياض واين رئاسة لبنان منها؟

المركزية – بعد عام كامل من المفاوضات غير المعلنة بين ايران والسعودية، وخمس جولات من المحادثات بين البلدين بدأت منذ نيسان 2021 واحتضنتها العراق، أعلنت الحكومة الإيرانية إنها تلقّت طلباً سعودياً لنقل المفاوضات بين البلدين إلى العلن، وتجاوز النقاشات الأمنية إلى السياسية، وهو ما يعني تحقيق تقدم خلال الفترة الماضية. 

وتشير المعلومات الى ان اللقاء سيعقد في بغداد بين كل من وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان والايراني حسين أمير عبداللهيان وقد يكون موعده قريبا قبل نهاية الاسبوع. وترجمة للاجواء الايجابية اعلنت دولتا الكويت والامارات عن الاستعداد لاعادة التمثيل الدبلوماسي مع ايران عبر تبادل السفراء في خطوة عكست اجواء الارتياح خصوصا بعد قمة جدة. فهل تنعكس أجواء اللقاء ايجابا على لبنان؟ 

العميد الركن هشام جابر يؤكد لـ"المركزية" ان المباحثات بين ايران والسعودية، عندما تصل الى مستوى وزراء الخارجية فحتما ستكون تداعياتها ايجابية على لبنان، ولكن السؤال أين سيعقد اللقاء؟ في طهران ام الرياض؟ اعتقد ان وزير الخارجية الايراني مستعد للذهاب الى الرياض اكثر من استعداد السعودي التوجه الى طهران"، مشيرا الى ان "المكان لم يتحدد بعد، لكن برأيي، تكون نتائجها أفضل اذا قفزنا فوق بغداد، وحصل اللقاء في الرياض أو طهران، لأن حصوله في بلد ثالث يعني ان ما زال هناك بعض من الحذر، كأنهما بلدان متخاصمان لا يزوران بعضهما البعض. ولكن في حال لم يتفقا على هذا الامر، فمن المرجح أن يعقد اللقاء في بغداد. طبعا البلدان يقرران، ولكن عندما نرى ان المفاوضات عقدت في طهران يمكن عندها القول انها حُلت، وفي الرياض اقول اقتربت من الحل، بينما حصولها في بغداد قد لا يؤدي الى نتائج فورية، بل الى نتائج ايجابية خطوة تلو الأخرى وقد يصار الى تأجيل الامر الى موعد آخر. ولكن بما ان المنطقة على كف عفريت وتواجه استحقاقات كثيرة واهمها اليمن ولبنان والعراق، اعتقد ان عقده في طهران او الرياض افضل، اما اذا انعقد في بغداد فيكون جيدا وافضل من عدم انعقاده، ولكن المفاوضات ما زالت تجري في العراق منذ مدة وتتقاطع، لذلك اخشى ان يكون الاجتماع، رغم ان مستوى التمثيل اعلى، على غرار الاجتماعات السابقة". 

ويضيف: "هذا من حيث الجغرافيا. أما من ناحية المواضيع التي سيتم بحثها، بالطبع سيتصدر الملف اليمني الذي يقلق السعودية الى حد بعيد، ما عداه من الملفات. فالجميع يعلم مدى تأثير ايران في اليمن. وايران ستتبنى برأيي وجهة نظر الحوثيين وتستطيع ان تتفاوض مع السعوديين على ايجاد حلّ، واذا لم يكن حلا نهائياً فعلى الاقل قد يتوصل الفريقان  الى وقف المعارك العسكرية". 

ويعتبر جابر ان "الملف الثاني الذي سيتم بحثه هو حتما ملف حزب الله ولبنان، لأن الطرفين معنيان بهذا الامر، ولكن لا يمكن لي او لغيري ان يعرف ما ستكون نتيجة الاجتماع ولكن سيكون في أغلب الظن ايجابيا، وحتما لو لم يؤد الى نتيجة انقلاب في المواقف لكنه حتما سيؤدي الى التهدئة على المستوى السياسي وستكون انعكاساته جيدة على لبنان الذي يعاني فعلا من مشكلة اساسية وهي ايران وحلفاؤها من جهة والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى"، لافتا الى ان "بما ان معركة الرئاسة اقتربت، فسيتم برأيي البحث ببعض الاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية". 

ويتابع: "ومن المتوقع خلال اللقاء ان يسأل الايرانيون السعوديين عن مخاوفهم وما الذي يزعجهم. صحيح ان ملف اليمن سيكون في المرتبة الاولى على طاولة المباحثات، لكن الى جانبها تأتي شؤون المنطقة، وأهمها لبنان وخاصة ان هناك استحقاقا رئاسيا"، مشيرا الى ان في حال عدم حصول توافق اميركي سعودي حول الموضوع من جهة، وايراني من جهة اخرى على رئيس للبنان فلا انتخابات رئاسية. إذ من المفترض ان يتم انتخاب الرئيس في ايلول، وبتنا على مسافة قريبة من انتهاء ولاية الرئيس، شهر او شهر ونصف، وهي مدة تمر بسرعة ومن المفترض ان يتم التوافق على شخص قادر على حل الأزمة في لبنان ولكنه لن يأتي إلا بتوافق اميركي سعودي ايراني واستطرادا سوري. هذا موضوع آني لا يمكن تأجيله وإلا لن يكون لدينا رئيس"، معتبرا ان للسعودية وايران دورا اساسيا في لبنان، بالطبع بعد الولايات المتحدة. واذا اتفق السعودي والايراني على شخصية ومواصفات الرئيس المقبل في لبنان عندها يمكن تسويقه من قبل السعودية مع الولايات المتحدة وفرنسا والغرب، وايران تسوقه مع سوريا وجماعتها في ايران "حزب الله" الذي هو الناخب الاول". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o