Jul 18, 2022 1:54 PM
خاص

ايران تميّز بين الرياض وواشنطن.. هل تلاقي يد المملكة الممدودة؟

المركزية- يدل اول موقف ايراني صدر عقب المحادثات الخليجية - العربية - الاميركية التي استضافتها السعودية السبت، على مرونة وعقلانية وتروّ. فبعد فترة من التصعيد الكلامي الذي استبق به الايرانيون وصول الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة، كانت ايجابيةٌ تطبع تعليقَ الجمهورية الاسلامية على البيان الختامي لقمة جدة.

فقد أبدى مسؤول إيراني بارز ترحيب بلاده بتصريحات السعودية حول التزام المملكة بإيجاد تفاهم إيجابي مع طهران، داعيا إلى تأسيس حوار إقليمي. وأعلن مستشار المرشد الإيراني، كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أن بلاده ترحب بتصريحات وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان التي أكد فيها أن المملكة ملتزمة بإيجاد تفاهم إيجابي مع إيران. وقال خرازي في مقابلة صحفية نشرتها وسائل إعلام رسمية إيرانية امس، إن "استعداد السعوديين لإعادة العلاقات إلى حالتها الطبيعية محط ترحيب من قبل طهران"، ووصف إيران والسعودية بأنهما دولتان مهمتان في المنطقة. وأضاف رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية أن حل الخلافات بين إيران والسعودية سيؤدي إلى تحول المنطقة. ودعا مستشار خامنئي إلى حوار إقليمي بحضور دول مهمة مثل السعودية وتركيا ومصر وقطر ودولاً أخرى بالمنطقة، مشدداً على أن "الحل الوحيد للأزمات الإقليمية هو تشكيل منتدى حوار إقليمي لحل الخلافات السياسية والأمنية". وأضاف "إيران ترحب بتصريح المملكة العربية السعودية بمد يد الصداقة ومستعدون للحوار وإعادة العلاقات معهم إلى حالتها الطبيعية".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن طهران ستحاول في الفترة المقبلة الفصلَ بين علاقاتها مع واشنطن والغرب، من جهة، وعلاقاتها مع السعودية من جهة اخرى. هي ستسعى ايضا الى تجاهل عودةِ الدفء الى الاجواء السعودية - الاميركية، والتقاربِ الخليجي - الاسرائيلي، لتمضي قدما في حوارها الاقليمي مع الرياض، علّها بموقفها هذا، "الاستيعابي" للمملكة، تمنع الاخيرةَ من الانخراط كليا في عملية تضييق الطوق حول عنق ايران، الى جانب واشنطن وتل ابيب.

لكن بحسب المصادر، اذا لم تمتثل ايران، التي تستقبل قمة روسية – تركية – ايرانية خلال ساعات، لقواعد حسن الجوار وتوقف تهديد امن المنطقة وجيرانها عبر "النووي" و"المسيّرات" وأذرعها العسكرية، فان الرياض ستعدل عن سياسة اليد الممدودة التي أبدتها تجاه طهران- والتي تقتضيها اوضاع المنطقة أولا ومصالح الرياض الاقتصادية وغير الاقتصادية مع روسيا والصين ايضا- وذلك في مهلة غير طويلة. فهل تفهم طهران هذه المعادلة ام تبقى تراوغ فتطيّر حظوظ الحوار مع المملكة كما فعلت في فيينا؟ 

تبلور الصورة على هذه الضفة قد يحصل خلال الاجتماع الحواري المقبل بين الطرفين والذي يحكى ان بغداد قد تستضيفه قريبا، وفي حال انعقاده، فانه سيكون على مستوى دبلوماسي رفيع وليس امنيا، بعد ان انتهت الاجتماعات الامنية الى اتفاق من عشر نقاط. 

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o