الترسيم البحري ينتظر هوكشتاين أم نتائج جولة بايدن؟
أبي حيدر: المقايضات غير مسموحة اليوم...

المركزية- تُقدَر ثروة لبنان النفطية براً وبحراً بـ500 مليار دولار في زمن أحوج فيه إلى القلة القليلة من الطاقة والمازوت... ورزمة من الدولارات لتأمينهما. فهل سينجح في الاستفادة من ثروته هذه لينعَم اللبنانيون والأجيال المقبلة بما أغدق الله على هذا البلد في الأرض والبحر؟!

هذا النجاح محفوف بمخاطر تهدّد لبنان بتوترات وربما حروب قد تحرمه من هذه الثروة أو قد تؤتيه "اللقمة بالعرَض" حاملة مصاعب تقف حجر عثرة أمام الاغتناء بالمليارات الـ500.

بعد تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله ووعيده، هل تستعجل إسرائيل مجيء الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لفَض ما هو عالق من ترسيم للحدود البحرية للبنان؟ وهل زيارته ستعقب انتهاء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط؟

"ننتظر نتائج جولة الرئيس الأميركي الشرق أوسطية"... تقول الخبيرة القانونية في مجال الطاقة المحامية كريستينا أبي حيدر "لمعرفة ما سيحمله هوكشتاين من إملاءات على الجانب اللبناني لاستكمال التفاوض غير المباشَر". وتتابع: هذه المرة سيقول هوكشتاين للمسؤولين اللبنانيين كما سبق وأعلن بوضوح في زيارته الأخيرة إلى لبنان، "Take it or Leave it" فلا يوجد لدى لبنان شيء للتفاوض في شأنه، فإما نأخذ ما يريد هو إعطاءه للبنان أو لا نأخذ شيئاً..

وتُلفت إلى أن "لبنان تخطى موضوع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بل أصبح ورقة ضغط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية مرتبطة بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية والسعودية – الإيرانية..."، وتشدد في السياق أنه "من غير المسموح اليوم إجراء مقايضات في عملية الترسيم البحري، غير مبنيّة على ركائز علمية وداتا وإحداثيات ملموسة...".

وتعليقاً على كلام نصرالله، تسأل "لقد شاركتم كحزب في الحكومة اللبنانية، كيف حافظتم على حقوق لبنان النفطية؟ لماذا لم تقرّوا التعديل على الخط 29؟ لو فعلتم ذلك هل كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم؟".

وتستغرب أنه "حتى اليوم لا تعلم الدولة اللبنانية ماذا تريد في هذا الملف!"، وتسأل "هل صدر قرار موحّد عن الحكومة اللبنانبة حول موقفها من الملف وما هي رسالتها الواضحة إلى إسرائيل؟".

وتعتبر أن "الترسيم يُفيد لبنان اليوم أكثر من إسرائيل كونها متقدّمة على لبنان في مجال التنقيب والاستكشاف، وبالتالي تهتم إسرائيل ملياً بإنجاز هذا الملف سريعاً لأنه يؤمّن لها الاستقرار المالي والأمني لعمل الشركات التي تتولى مهام الحَفر".  

وأعربت أبي حيدر رداً على سؤال، أنها ضدّ مقولة أن هناك مؤامرة خارجية تمنع لبنان من تحصيل الطاقة والنفط لتأمين الكهرباء وغيرها، وتتساءل "إذا أنجز لبنان ترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل فهل هو مهيّأ للاستكشاف واستخراج النفط؟ هل أنجزت الحكومة الإصلاحات المطلوبة وتحديداً في قطاع الكهرباء؟ هل أمّنت أموال عقد الكهرباء العراقي؟ من هنا فالمؤامرة داخلية قبل أن تكون خارجية أقله في اعتقادي".

* * *