Jun 29, 2022 3:37 PM
خاص

العراق يتخلى عن سياسة المحاور... ولبنان بين فكي كماشة ايران!

المركزية - أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سعي بلاده للتهدئة في المنطقة، وذلك في زيارة لإيران بعد يوم من زيارته للسعودية. ووفق مصادر عراقية، فإن المباحثات تناولت عدة قضايا، أبرزها سبل إحراز تقدم في المفاوضات بين السعودية وإيران، بما يؤدي إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين. 

ويلعب الكاظمي دورا بين الدولتين باستضافة بغداد اجتماعات سعودية- ايرانية جرت في اجواء ايجابية ما سمح لها بالانتقال الى مستوى وزراء الخارجية، مع إعلان وزير الخارجية الايراني حسين اميرعبد اللهيان عن امكان افتتاح السفارات بين السعودية وايران، والذي سبقه إعلانه عن استئناف مفاوضات فيينا هذا الاسبوع. 

وجاءت جولة الكاظمي على السعودية وايران قبل انعقاد قمة الرياض الخليجية العربية الاميركية بغياب سوريا ولبنان وطبعا دول المغرب العربي. فهل تنجح بغداد التي تحافظ على علاقات جيدة مع البلدين الخصمين، في إحياء المحادثات بينهما؟ 

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "الكاظمي يحاول منذ فترة، إعادة العراق إلى حيث يجب أن يكون، بمعنى رده الى الاسرة العربية، والدليل الى ذلك، العلاقات التي يعيد الكاظمي توثيقها مع الدول العربية، والتي كانت قد انقطعت في عهد سلفه نوري المالكي، حيث كانت العلاقات شبه معدومة ومنقطعة، وكان الاصطفاف تاما إلى المحور الايراني. اليوم، مع الكاظمي اتجهت الامور إلى مكان آخر، إلى تأكيد انتماء العراق العربي، وبالتالي اخذ مسافة من سياسة المحاور، الأمر الذي تجلّى في مؤتمر بغداد الذي عقد العام الماضي. الكاظمي أعاد العراق الى الواجهة كساحة للتواصل بدل التصادم والمواجهة". 

ويرى نادر "ان رغبة العراق بذلك لا تكفي، بل يحتاج الى الافرقاء الآخرين في الداخل كي يبادروا الى مساندته، لكن ما نراه في الداخل العراقي مؤسف، حيث لا أفق، وحيث ما زالت القوى مستمرة في لعبة التعطيل وما زال النفوذ الايراني قائما بالرغم من تراجعه، ولديه قدرة على التعطيل". 

ويشير الى ان "ايران اليوم تواجه تحديات كثيرة، وأهمها تصلّب الطرف المفاوض بشأن الاتفاق النووي في فيينا، ورفضه الرضوخ لشروط طهران وضغوطها لسحب الحرس الثوري من لائحة العقوبات او إعطائها الضمانات التي تسعى للحصول عليها، ويصرّ على العودة الى الاتفاق الذي وقَّع عام 2015 كما كان بدون زيادة أو نقصان وتفكيك كل ما توصلت إليه في البرنامج النووي والصواريخ الباليستية". 

ويتابع: "أضف الى ذلك، أولاً، أن الطرف المناوئ لايران في المنطقة قوي ومتقدم، فاسرائيل لم تعد في المكان الذي كانت فيه عام 2015 عندما وقَّع الاتفاق، واصبحت اليوم على رأس تكتل، وتم توقيع اتفاق ابراهيم وهناك تكتلات قائمة. 

ثانياً الطرف العربي الذي كان ممتعضا من سياسة الانفتاح على ايران كما تمّت، اصبح اليوم أيضا حاجة اميركية، وهذا ما تعبّر عنه زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن المقبلة الى دول الخليج. ولم يعد بالإمكان تجاهل المملكة العربية السعودية، التي أصبحت حاجة لاحتواء التضخم العالمي ولمواجهة الازمة الاقتصادية المالية العالمية غير المسبوقة.  

ثالثاً، انشغال روسيا على الساحة الاوكرانية أدى الى تراجع دورها في المنطقة لمصلحة دول أخرى كتركيا ودول الخليج واسرائيل التي هي بمواجهة مع ايران، لذلك يعتبر العراق ان لا بد من المحاولة، ويرى ان اللحظة مناسبة لايران كي تقدّم بعض التنازلات. وقد رأينا ان الجمهورية الاسلامية بدأت تعطي إشارات انها مستعدة للذهاب الى قطر اي الى الساحة العربية لمعاودة المفاوضات بشأن الملف النووي حيث توقفت في فيينا. ومن اللافت أن تأتي عودة المحادثات النووية من الباب الشرق اوسطي او من البوابة القطرية ولافت أيضا أن تسعى بغداد إلى تهدئة وتسوية وحوار على ساحة عربية اسمها العراق بين ايران واطراف عربية. 

رابعاً، الحديث عن "ناتو" عربي، هناك مواجهات وتحديات كبيرة على المستوى الامني تدفع دول المنطقة بالنظر الى تركيبة مشتركة للدفاع عن أمنها". 

ماذا عن لبنان المستبعد؟ يجيب نادر: "لبنان مغلوب على أمره، وتبين انه لم يتمكن من استعادة موقعه والعودة الى سابق عهده داخل الاسرة العربية، واستعادة مقومات سيادته واستعادة المشروع الذي يؤمّن استقراره السياسي والاقتصادي، ألا وهو الحياد. هذا البلد، بسبب تعدديته وتركيبته، لا يمكنه ان يكون تابعا لمحور لأنه يتمزق ويتعطل ولا يستقيم، واذا تم حشره في محور سيفرط. لبنان فشل في التخلص من القبضة الايرانية واسترجاع دوره كساحة للحوار وكبلد محايد واستعادة موقعه في الاسرة العربية. لبنان المحايد كان له دور مهم في الاسرة العربية تماما كما يسعى العراق اليوم. العراقي يريد ان يكون محايدا والا يعادي العرب وان يكون في المقابل على علاقة جيدة مع ايران والدول المجاورة". 

ويختم نادر: "لا حل الا بعودة لبنان الى المبادئ المؤسسة لكيانه والتي تؤمن استقراره الذي هو الحياد. هذا البلد اذا اخذناه الى المحور الايراني سيفرط ويفلس وحتى لو اخذناه معاديا لايران فلن تقف المشاكل. عليه ان يسترجع موقعه كبلد حيادي فقط لا غير". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o