Jun 28, 2022 4:12 PM
خاص

العلاقات التركية -الإيرانية على المحك...المُضمَر غير المعلن

المركزية – عبر وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان الإثنين خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو خلال زيارته لأنقرة، عن "تفهم" بلاده لضرورة تنفيذ القوات التركية عملية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.  

وتأتي هذه الزيارة بينما تقول إسرائيل إنها أحبطت هجمات إيرانية على رعايا إسرائيليين في اسطنبول منذ أيام وحذرت مواطنيها من احتمال تعرضهم لعمليات خطف أو اغتيال ينفذها عملاء إيرانيون. فما مصير العلاقات التركية – الايرانية، التي يبدو أنها ليست في أفضل أحوالها، في ظل شرق أوسط بات متغيّراً؟ 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "الخلاف التركي الايراني واضح، وبدأت ملامحه تظهر إلى العلن. صحيح ان البلدين منضويان معا في اتفاقية استانا لحل الازمة السورية برعاية روسيا، لكن التوافق بينهما بدأ بالانهيار التدريجي غير الواضح، لان المصالح التركية باتت تختلف كليا عن تلك الايرانية، رغم ان تركيا هي مفتاح العبور للتهريب والتهرب المالي والاقتصادي والدعم لايران، كما هي البوابة المتروكة لروسيا للخروج من أزمة العقوبات"، مشيرا إلى ان "تركيا اليوم تصوغ سياسة تصفير المشاكل مع الجوار، والتي تتمحور حول ثلاث نقاط: اولا، تحديد دور الاخوان في تركيا وتحجيمهم، وثانيا، تحجيم دور تركيا، هي حجمت دورها من خلال الانفتاح على العالم العربي وتحديدا العالم المعتدل (الامارات، السعودية، الاردن ومصر)، وثالثاً العودة الى احياء العلاقات الاسرائيلية -التركية التي شهدت نوعا من الخلافات والتدهور منذ الربيع العربي"، لافتا الى ان "احتضان تركيا لجماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس أدى إلى توتير علاقاتها مع كل الاطراف". 

ويعتبر العزي ان "العلاقة في سوريا بين ايران وتركيا، لم تكن ايجابية بكل معنى الكلمة لاستمرار ما تمّ التفاهم عليه في استانا، لأن التوسع الايراني في سوريا ودعم الميليشيات التي تهدد الاتراك، إضافة الى الصواريخ التي اطلقت على اربيل وتحديدا على مقر الشركة التي تعمل على نقل خط الغاز باتجاه تركيا، كانت مثابة إشارة بأن الصراع بدأ بينهما، في ظل التغير والانفتاح الذي بدأ يظهر على مصراعيه، وان المصالح التركية –الايرانية باتت في تموضع مختلف لكل دولة من الدول". 

ويضيف: "في ظل الانهيار الاقتصادي الذي عانته تركيا، حاولت ايران استغلال الظرف والاستثمار في محاولة لفك العقوبات عنها من خلال تهريب الذهب والدولار والمواد، لكن عمليا العرب هم من ساعدوا على صمود وإعادة تنشيط الاقتصاد التركي، تحديدا الامارات والسعودية، من خلال الودائع الكبيرة التي ضختها. لذلك، فإن العرب معنيون أيضاً بتهدئة المنطقة وبايجاد تحالفات جديدة، وهذا ما شهدناه في تحالف الشام الجديد وزيارة ولي العهد محمد بن سلمان الى تركيا، والتحضير غير المعلن لزيارة الى مصر من تركيا مهد لها تحديدا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني"، لافتا الى "ان الايرانيين باتوا يدركون ان موقف تركيا بات يقترب أكثر نحو العرب، عرب الاعتدال، وهذا يعني ان العلاقات سوف تعود الى الافضل وان تركيا عرفت موقعها ليس كقائد في المنطقة العربية بل كعنصر مساعد لهذا المشروع".  

اما الموضوع السوري، فالخلاف مرتبط، بحسب العزي، بالمصالح وبايران التي تريد ملء الفراغات التي ستتركها روسيا بانسحابها، من خلال دعمها لتنظيم حزب العمال الكردستاني في سنجار العراق وفي سوريا والذي ترى تركيا أنه عامل مؤثر على أمنها القومي، وبالتالي فهي تعتبر ان وجود ايران وتمددها في سوريا سيكون اكبر واكثر احتضانا لهذا التنظيم، حتى ان روسيا لا تمانع هذا التمدد أيضاً". 

أما عن استهداف الاسرائيليين في تركيا، فيعتبر العزي ان هذا الامر أدى الى توتير العلاقات الايرانية التركية، لأن تركيا اعتبرتها رسائل تهديد غير مباشرة لها، لأن مصالح اسرائيل موجودة في بلدان مختلفة، حتى ان أكبر قاعدة اسرائيلية موجودة في أذربيجان، فلماذا لا تتعرض لها ايران وتهاجمها اذا كانت فعلا تريد ان تقضي على اسرائيل؟ وهنا يمكن القول ان ايران تريد ان تحاسب اسرائيل، التي لها يد بالاغتيالات التي حصلت لعلماء ايرانيين، ليس في اسرائيل نفسها وانما في دول اخرى كتركيا لزعزعة الامن في داخلها وبالتالي من اجل ايجاد خلافات وتأليب الرأي العام الاسلامي بالدرجة الاولى على ان ايران تقاتل اسرائيل والعالم كله خونة، حتى تركيا".  

ويرى العزي أن "بالرغم من نفي عبداللهيان وإصراره على ان العلاقات جيدة بين تركيا وايران، يبدو أنه آن الاوان للرئيس التركي رجب طيب اردوغان للضغط والسيطرة على الحدود الامنية والقومية في سوريا ولعب اللعبة الاخيرة التي ستضايق الروس والايرانيين، بمباركة وموافقة من الغرب خاصة الاميركيين".  

ويختم: "الجميع اليوم يتحسب ويحشد لما بعد انتخابات الكونغرس وكيف ستتعامل ادارة بايدن الضعيفة مع كل الملفات التي فرضت عليها، من الملف النووي الى ملف الشرق الاوسط والملف الاكبر اوكرانيا وطموح روسيا، ولكن الأكيد ان روسيا لن تبقى كثيرا في سوريا لأن الاستنزاف في العتاد والعديد سيفرض عليها الرحيل بطريقة ناعمة تخطط لها وربما هنا السؤال "كيف سيخرج الروس من سوريا"؟ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o