Jun 20, 2022 4:28 PM
خاص

بن سلمان يحسّن علاقاته الخارجية ويتوجه الى تركيا...الدول مصالح لا عواطف

المركزية – يعتزم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القيام بجولة إلى مصر والأردن وتركيا هذا الأسبوع. تبدأ جولته اليوم من مصر، ومن المقرر أن يزور الأردن الثلاثاء لإجراء مشاورات مع الملك عبدالله الثاني، وذلك بعد عام على ما عٌرف بـ"قضية الفتنة" التي ذكرت تقارير أن أحد المشاركين فيها كان قريب الصلة بولي العهد السعودي. ويغادر بن سلمان في اليوم التالي إلى تركيا لمناقشة دفع العلاقات الثنائية إلى "درجة أعلى بكثير"، وفق ما كان أكّده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هذه الزيارة أيضاً تأتي بعد زيارة أردوغان إلى السعودية في نيسان الماضي للمرة الأولى منذ خمس سنوات بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول ما أدى إلى تأزّم العلاقات بين البلدين. 

واللافت أن جولة ولي العهد السعودي تأتي قبل نحو أقل من شهر على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية. فما الهدف من برنامج الزيارات هذا لا سيما إلى تركيا؟ 

رئيس مركز "الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة" العميد الركن الدكتور هشام جابر يرى عبر "المركزية" أن "الزيارة لتركيا تأتي في سياق تعزيز العلاقة بعد أن ساءت نتيجة مقتل خاشقجي واتهام بن سلمان شخصياً بالضلوع في الجريمة. بعد الموقف التركي السلبي جدّاً من المملكة تحسّنت العلاقة بين البلدين تدريجاً، وتأتي هذه الزيارة لتتويجها خصوصاً أن الدول تهمها مصالحها وفي هذه الحالة مصحالهما المشتركة كبيرة". 

ويتابع: "دور اسطنبول محوري في المنطقة وليس فقط في الملف السوري، ففي أوروبا هي عضو في الحلف الأطلسي، ولم تدخل الاتحاد الأوروبي... هذه المشاكل كلّها سيتم بحثها بين الطرفين، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية أوّلها الاقتصادية خصوصاً أن تركيا تعاني مشاكل في هذا المجال ويهمّها توقيع بروتوكولات تعاون في الاقتصاد والمال مع بن سلمان وهذا أمر طبيعي ومتوقّع"، مشيراً إلى أن "الملف السوري ليس الاوّل في العلاقة السعودية-التركية، الأولى تحسّن علاقاتها تدريجاً مع سوريا وستفتح خطا مباشراً معها. أما لعب تركيا دور الوسيط الذي يقرّب وجهات النظر في العلاقة الإيرانية-السعودية فهذا ليس مطلباً سعودياً إذ يمكن للرياض أن تتفاوض مباشرةً مع إيران في الوقت المناسب". 

وعن انعكاسات هذه التطورات على المنطقة، يلفت جابر إلى أنها "إيجابية حتماً. العلاقة بين تركيا والسعودية قد تزعج أميركا إلى حدّ ما، لكن لا تشكل تحدّيا لأي دولة في المنطقة". 

ويلاحظ أن "بن سلمان يركّز على تحسين علاقات المملكة مع مختلف الدول، مثلاً حسّن علاقاته جيّداً مع موسكو في الفترة الأخيرة مسجّلا مواقف غير مسبوقة في تاريخ بلاده في العلاقة الجيدة معها، والغاية كسر الصورة التي تتهم دائماً السعودية بالتبعية للولايات المتّحدة، خصوصاً أن الكلام والتحليلات والتعليقات كثيرة حول زيارة بايدن للسعودية والقول إنه مستاء من موقف المملكة التي بدأت بالخروج من تحت المظلّة الأميركية. لواشنطن أيضاً مصالح نفطية مع السعودية وهي دولة كبيرة في المنطقة لطالما اعتبرتها أميركا قاعدة الانطلاق للخليج العربي بأكمله. ولي العهد الذي قام بقفزات نوعية في الداخل السعودي يقوم اليوم باختراقات في العلاقات الخارجية بحيث لا تبقى المملكة تحت العباءة الأميركية فقط، بل تكون حليفتها إنما توسع علاقاتها مع مختلف الدول منها روسيا واليوم تركيا". 

ويختم جابر: "قضية خاشقجي أصبحت من الماضي وتمت تسمية شارع باسمه كجائزة ترضية لذويه. هذه دول، والدول مصالح وليست عواطف وكان ونستون تشرشل يقول: ما من صداقات دائمة في السياسة الخارجية بين الدول بل مصالح دائمة. المصالح هي التي تحكم السياسات الخارجية". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o