عودة النازحين تملأ الفراغ السـياسي في الفطر... والاشـتراكي يطعن
القوات تدعم مواقف عون.. وباسيل: نعود عن القرار اذا وجدنا تغييـرا
بوتين التقى بن سلمان وواشنطن تنضم للجنة تشكيل الدستور السوري
المركزية- على رغم الصخب السياسي المتنقل بين سجالات ما وراء "الطاقة وبواخرها" والتجنيس ومخالفاته والنزوح وقراراته وضجيج مخلّفات سيول حزيران التي نكبت رأس بعلبك وأهلها في مشهد مخيف، بدأت عطلة الفطر ترخي بظلالها تدريجا، في انتظار الاسبوع المقبل حينما تعود الحرارة الى الملفات الداخلية وفي طليعتها تشكيل الحكومة الموضوع في ثلاجة العقد الثلاثية و"النكايات" السياسية، مع عودة الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية التي يتوجه اليها مساء من موسكو اثر مشاركته في حفل افتتاح "مونديال 2018" الى جانب الرئيس فلاديمير بوتين الذي استقبله امس على مدى ساعة بعد خلوة "ربع ساعة" بينهما، وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
عون والعودة: وسط هذه الاجواء، واصل لبنان الرسمي ضغوطه لمنع اي مخططات لإبقاء النازحين على ارضه. فخلال استقباله ممثلي مجموعة الدعم الدولية للبنان في بعبدا، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضيوفه ان عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا يمكن ان تنتظر الحل السياسي للازمة السورية الذي قد يتطلب وقتا، وان امكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على ارضه الى اجل غير محدد، نظراً لما سببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الاقتصادي حيث تجاوزت الخسائر التي لحقت بلبنان ما يقارب عشرة مليارات دولار اميركي. وقال "ان لبنان وفي لالتزاماته تجاه الامم المتحدة والدول الصديقة وحريص على المحافظة على هذه العلاقات المتينة، خصوصا مع الدول التي تساعده والتي هي دائما موضع شكر وتقدير وليست موضع شك لا بالدول ولا بالأشخاص. الا اننا في المقابل، نعتقد بأن الالتزامات السياسية تتغير مع المتغيرات التي تحصل ميدانيا، الامر الذي يجعلنا غير قادرين على انتظار الحل السياسي للازمة السورية حتى تبدأ عودة النازحين لاسيما ان التجارب علمتنا ان الحلول السياسية للازمات تتأخر سنوات ...
كارديل: أما المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل دالر كارديل التي حضرت اللقاء ايضا، فقالت "اننا ناقشنا مع رئيس الجمهورية ملف النازحين السوريين، وجددنا له التأكيد كمجموعة دعم، على الطبيعة الموقتة لوجود النازحين السوريين في لبنان. واتفقنا على وجود حاجة لدفع الشراكة بين لبنان وشركائه الدوليين بطريقة بناءة ومثمرة للتعامل مع هذا الملف. وقد شددنا معاً على أهمية هذا الأمر. كما جددنا أخيراً التأكيد على دعمنا القوي والجماعي لوحدة لبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه".
دعم قواتي: وليس بعيدا، وبعدما اتهم رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالتقصير في ملف اعادة النازحين، نقل وزير الاعلام الذي زار بعبدا اليوم موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الى الرئيس عون "دعم رئيس "القوات اللبنانية" لموقفه من ملف النازحين السوريين وضرورة عودتهم الآمنة الى بلدهم بالتنسيق مع المجتمع الدولي ومن دون الاصطدام معه".
استياء دولي: من جانبه، قال السفير الألماني في لبنان مارتن هوت "إن المجتمع الدولي مستاء من الاتهامات اللبنانية الكاذبة والمتكررة له بأنه يعمل على توطين اللاجئين السوريين في لبنان"، مؤكدا لـ"رويترز" ان "الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل بعودة اللاجئين السوريين".
باسيل في جنيف: في غضون ذلك، كان وزير الخارجية جبران باسيل يرفع الموقف "الرئاسي" اللبناني في جنيف حيث التقى المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، فالمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي. وقال بعد الاجتماع إنه مستعد لرفع اجراءات الخارجية بحق المفوضية اذا رأى تغيرا في السياسة المعتمدة، كما أبدى استعداده في الوقت ذاته لزيادة هذه الاجراءات في حال عدم حصول تغير. وأكد أنه نصح بأن لا تحصل مراهنة على خلاف بين اللبنانيين حول هذا الامر. ودعا الى تشجيع العودة الآمنة والكريمة للنازحين، وقال: "نحن لا نبحث عن مشكلة مع مفوضية اللاجئين والأمم المتحدة". وفي افتتاح يوم النبيذ اللبناني قال باسيل ممثلا الرئيس عون "النبيذ هو نتاج عمل يغرسنا بأرضنا، وتبعات النزوح السوري تعمل على اقتلاعنا منها، وندعم الاولى ونواجه الثانية وهذه مهمتنا خلال هذا اليوم في سويسرا".
التأليف: على الخط الحكومي، تمنى الرئيس المكلف سعد الحريري، خلال تهنئته بالفطر، "أن تشكل معاني العيد مزيدا من تعميم أجواء التوافق السياسي وتضافر الجهود لتحقيق أماني اللبنانيين وتطلعاتهم، للنهوض بلبنان نحو الأفضل". وليس بعيدا، عقد لقاء اليوم بين وزير الاعلام ووزير الثقافة غطاس خوري في وزارة الثقافة، عقب زيارة قام بها الاول الى قصر بعبدا قبل الظهر. ورجحت مصادر متابعة ان تكون المشاورات خصصت لبحث الملف الحكومي خصوصا، ان خوري مكلف من الرئيس الحريري بالتواصل مع الاطراف المحليين في شأن عملية تشكيل الحكومة العتيدة. وليس بعيدا رفضت اوساط سياسية مطّلعة عبر"المركزية"، تحميل الرئيس الحريري تبعات تأخير تشكيل الحكومة، وقالت ان الجميع يدركون ان ما يحول دون ولادة حكومة العهد الاولى ليس سفر الرئيس الحريري الذي يغتنمه مناسبة لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الدوليين تهدف الى تأمين الدعم للبنان على مختلف المستويات، انما رمي كل طرف شروطه ومطالبه في جعبة الرئيس المكلف وتركه وحيدا يصارع امواج العقد.
وسألت ماذا فعل من يتهمون الحريري بالتقاعس عن انجاز مهمة التشكيل، علما انه ما زال ضمن فترة السماح التي لم تتعد الشهر بعد، بما لهم من قدرات و"مونات" كل من موقعه، على فارضي الشروط لازالة المطبات من درب التشكيل؟ واعتبرت ان محاولة البعض الايحاء بأن عقد التشكيل خارجية، مردودة لاصحابها، فالعقد محلية بامتياز وعلى من يسعى الى تشكيل سريع ممارسة دوره المعهود في مجال تذليلها.
"طعن" اشتراكي: على صعيد آخر، الحزب التقدمي الاشتراكي امام مجلس شورى الدولة بمرسوم التجنيس الذي صدر أخيرا، مفندا الأسباب الموجبة لهذا الطعن، على رأسها حصول فلسطينيين على الجنسية اللبنانية، في ما يعد مخالفة للدستور، إضافة إلى اعتبار قرار منح الجنسية قرارا إداريا يعود إلى السلطة الاجرائية التي انتقلت، بعد توقيع اتفاق الطائف من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعا. وتحدث باسم الوفد الاشتراكي نشأت الحسنية الذي اعلن ان الحزب يطالب بإبطال كل المرسوم فوراً الى حين جلاء كل المعطيات حوله، متمنياً ان يكشف القضاء اذا كان هناك من خبايا للمرسوم وتوضيح كل المعطيات.
"الوفاء للمقاومة": في المقابل، اعتبرت كتلة "الوفاء للمقاومة" ان "لا مبرر لتأخير تعيين الناجحين في مجلس الخدمة المدنية بعد توقيع مراسيم القناصل الفخريين". واذ رأت ان "الحكومة المرتقبة ينبغي أن تتمثل فيها المكونات السياسية بحسب نتائج الانتخابات النيابية"، اشارت بعد اجتماعها الاسبوعي الى أن "ملف عودة النازحين يحتاج الى مقاربة جريئة ونؤكد الاستعداد للتعاون لمعالجة هذا الملف الضاغط".
دي ميستورا: اقليميا، أعلن دي ميستورا أن مسؤولين أميركيين سينضمون إلى محادثات تعقد في جنيف هذا الشهر بشأن تشكيل لجنة دستورية سورية في مؤشر الى حراك في عملية بدت عرضة لخطر التعطل. وفي وقت يعتزم دي ميستورا الاجتماع مع مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين مطلع الأسبوع المقبل، اشار إلى انه يتوقع اجتماعا مشابها بعدها بأسبوع في 25 حزيران، مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان وأردنيين. وقال: "نشهد حراكا وسنسعى للمزيد منه"، مضيفا أنه لا يتوقع انفراجا كبيرا.
بوتين وبن سلمان:من جهة اخرى، التقى اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الطاقة خالد الفالح، في موسكو قبيل افتتاح "المونديال". وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أعلن أنّ الوفدين سيبحثان اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي الذي تقوده السعودية وروسيا، لكنهما لا يخططان لمناقشة الخروج منه. ويرتقب ان تكون ازمات المنطقة وعلى رأسها أزمتا اليمن وسوريا اضافة الى وساطة روسية محتملة بين المملكة وايران، حاضرة على طاولة البحث بين الجانبين.