Jun 11, 2022 11:55 AM
خاص

انسداد الأفق في العراق.. هل ينفجر الوضع الأمني بعد السياسي؟

المركزية – كشف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن بلاده ترعى حواراً بين 5 دول، بينها المملكة العربية السعودية وإيران. وفيما رفض  الإفصاح عن الدول الثلاث الأخرى التي تجري حوارات على أرض العراق، أكد أن الحوار الجاري بين الرياض وطهران قطع مراحل جيدة، متوقعاً سماع أخبار طيبة خلال الفترة القريبة المقبلة. وأكد الكاظمي أن العراق نجح إلى حد كبير في تخفيف حدة التوترات في المنطقة وهو أمر في غاية الأهمية.

لكنه في المقابل، أشار الى أن العراق يعاني من مشكلة سياسية هي ما تسببت بالانسداد السياسي. ويجب البحث عن حل لهذا الانسداد لأن الدولة لا تبنى بردود الأفعال. واتهم الكاظمي أطرافاً لم يسمها بأنها تعمل من أجل عرقلة عمل الحكومة بأي طريقة لكي لا يحسب لها أي نجاح.

من جهته، أكد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان إصلاح العراق لا يكون إلا من خلال حكومة أغلبية وطنية وقررت البقاء في المعارضة ولن أشترك مع القوى الأخرى التي تريد إعادة البلد للتبعية". فهل من أفق للفراغ الدستوري في العراق؟

مصادر مطلعة على الوضع العراقي، تؤكد لـ"المركزية" ان لا حكومة عراقية بعد مرور ثمانية أشهر على الانتخابات النيابية، وفشلت كل المحاولات لتشكيلها، سواء برئاسة الكاظمي أو غيره، وعدم تشكيل حكومة ينسحب على ان لا موازنة، وهذا يعني عدم القدرة على شراء الغاز او تسيير الكهرباء. فالوضع في العراق مأساوي، شبيه بما يحصل في لبنان من عرقلة وانسداد".

وتشير المصادر الى ان "لا حلول ظاهرة في المدى القريب، لأن ايران والميليشيات التابعة لها تمنع تشكيل حكومة برئاسة مقتدى الصدر، الذي حاز على أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بما أنه شكّل ضربة لخصومة المدعومين من ايران، الذين خسروا نحو ثلثي المقاعد في الانتخابات، ورفضوا الاعتراف بنزاهتها وطالبوا بإعادة الفرز، وعندما جرت عملية إعادة الفرز، تبيّن مجددا ان النتائج صحيحة لصالح الصدر".

وحلفاء الصدر، بحسب المصادر، هم مصطفى البرزاني اي الاكراد و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، وفي السنّة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الذي يقود حزب "التقدّم". وهؤلاء لم ينجحوا في تشكيل حكومة لأنهم لا يشكلون أغلبية مطلقة. كما ان الميليشيات الموالية لايران لا تسمح لهم بذلك. والكاظمي ما زال رئيسا للحكومة رغم مرور ثمانية أشهر على الانتخابات.

وتلفت المصادر الى ان الكاظمي يريد تشكيل حكومة جديدة كي تتمكن من القيام بدورها التشريعي وإقرار الموازنة، خاصة وان العراق يحتضر ووضعه صعب اقتصادياً، وسط تخوّف من انفجار الوضع الأمني بعد انفجار  السياسي، مع عجز حكومة تصريف الأعمال عن صرف الأموال والتحرك ميدانيا.

واليوم، بدأت الدعوات، بحسب المصادر، لإجراء انتخابات جديدة، بما ان الماضية وصلت الى طريق مسدود، فلربما تمكّنت الأغلبية بزعامة الصدر من الحصول على الأكثرية المطلقة، رغم صعوبة حصول أي فريق على النصف زائدا واحدا. لكن، حتى لو حصل الصدر مع التحالفات على الأكثرية، فإن ايران لن تسمح له بتشكيل حكومة.

الوضع في العراق مأساوي. يقال ان العراق يشبه لبنان، أما اليوم فأصبح لبنان يشبه العراق. وبغداد سبقت بيروت بأشواط على صعيد التعطيل الحكومي وتعطيل مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية.. حكومة الكاظمي لم تتمكن، بسبب الخلافات، إلا من انتخاب رئيس مجلس النواب، ولم تتمكن من تشكيل حكومة، لأن قبل ذلك عليها انتخاب رئيس للجمهورية الذي يجب ان يكون كرديا. وبقي الرئيس برهم صالح في الحكم. الوضع مأساوي وينذر بالانفجار وعودة المحتجين الى الشارع. في لبنان تم انتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس، فهل سينسحب عليه سيناريو العراق ويتعطل انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة؟  غداً لناظره قريب، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o