Jun 07, 2022 1:15 PM
خاص

النظام الايراني يقمع الاحتجاجات ولكن...حتى متى؟!

المركزية- تشهد مدن إيرانية عدة تحركات احتجاجية بدأت على خلفية ارتفاع أسعار مواد غذائية أساسية كزيت الطهو واللحوم والبيض، واستمرت بعد انهيار مبنى بجنوب غرب البلاد، في حادثة أودت بحياة 37 شخصا. الاحتجاجات انطلقت مطلع أيار الماضي وتخللت بعضها مهاجمة متاجر وإضرام نيران، وفق وسائل إعلام محلية. وشهد الأسبوع الأخير من الشهر الفائت ايضا، تحركات ليلية في مدن عدة بعد انهيار المبنى في مدينة آبادان في محافظة خوزستان. وبعد ان تركزت الاحتجاجات الليلية شبه اليومية في هذه المدينة أوّلا، توسّعت رقعهتا لتشمل مدنا أخرى وسط البلاد وغربها، وتخلل بعضها استخدام غاز مسيل للدموع وإطلاق نار تحذيري في الهواء من قبل قوات الأمن. 

في الموازاة، تبنت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة في المنفى، الخميس، هجوماً إلكترونياً قالت إنه أتاح لها السيطرة مؤقتاً على عشرات المواقع الإلكترونية التابعة لبلدية طهران إضافة إلى آلاف كاميرات المراقبة في العاصمة. وقال بيان صادر عن المنظمة  المحظورة في إيران، إن نشطاءها داخل البلاد نفذوا الهجوم الإلكتروني "في عملية رئيسة مخطط لها مسبقاً". وأورد البيان أن العملية تضمنت أيضاً سيطرة أنصار "مجاهدي خلق" على أكثر من خمسة آلاف كاميرا مراقبة في جميع أنحاء المدينة، بما في ذلك كاميرات موضوعة بالقرب من مكتب المرشد الأعلى وقبر مؤسس "الثورة الإسلامية" الخميني. وقالت إن "هذه الشبكة الواسعة هي واحدة من الأدوات الرئيسة للمراقبة والقمع التي يستخدمها نظام الملالي". وأضافت "في السنوات الأخيرة تم استخدام هذه الكاميرات للتعرف على المتظاهرين المشاركين في الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية واحتجازهم".

ثمة اذا حركة اعتراضية كبيرة آخذة في التوسع في ايران بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، سيما وأن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران، خنقت اقتصادها، بينما لا يزال النظام يفضّل تحويل اموال البلاد الى اذرعه العسكرية المنتشرة في المنطقة لدعمها وتسليحها، على حساب شعبه الفقير. غير ان اهل الحكم في الجمهورية الاسلامية، يتجاهلون هذه التظاهرات ويحاولون قمعها، تماما كما فعل حزب الله ابان ثورة 17 تشرين وكما فعل حليفهما بشار الاسد في سوريا. وهنا، استخدام القوّة ليس الوسيلة الوحيدة لخنق الاحتجاجات، بل الممانعون يلجأون دائما الى التخوين ومنطق المؤامرات والعمالة.. فقد قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي السبت خلال خطاب في الذكرى الـ33 لرحيل الإمام الخميني، إن "العدو يعول على الاحتجاجات الشعبية لضرب النظام الإسلامي من خلال العمل النفسي والإنترنت والمال والمرتزقة"، مشيرا إلى أن "الأميركيين والغربيين يخطئون الحساب إذا اعتقدوا أنهم قادرون على وضع الأمة الإيرانية في مواجهة الجمهورية الإسلامية". واعلن في خطاب متلفز "يعول العدو اليوم على الاحتجاجات الشعبية لضرب النظام الإسلامي"، مشيرا إلى أن هذا العدو "يأمل في أن يضع الشعب في مواجهة الجمهورية الإٍسلامية من خلال العمل النفسي، النشاطات على الإنترنت، المال، وتحريك المرتزقة". وتابع "سبق للأميريكيين والغربيين أن أخطأوا في الحساب بشأن مسائل عدة (...) اليوم أيضا يخطئون الحساب إذا اعتقدوا أنهم قادرون على وضع الأمة الإيرانية في مواجهة الجمهورية الإسلامية"..

لكن تجاهل النظام صرخات الناس لن يكون مفيدا له في المرحلة المقبلة، خاصة اذا انتهت مفاوضات فيينا على لا اتفاق، وقرر المجتمع الدولي تضييقَ الطوق اكثر حول عنق طهران وشرايينها الاقتصادية، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o