Jun 02, 2022 6:09 AM
صحف

"حزب الله" ينقل "بارودة الـ65" إلى الكتف الحكومي: ميقاتي أولاً

بين جلسة الثلاثاء الأولى وجلسة الثلاثاء الثانية، أسبوع مخصص لمراجعة الحسابات واستخلاص العبر من "الدرس" الانتخابي الذي حتّم على الأكثرية العددية في مجلس النواب إتقان "لعبة الأرقام" أكثر في مواجهة الاستحقاقات المقبلة، بعدما أجاد "حزب الله" إدارة الجولة الأولى على ساحة المعركة، متسلحاً بأكثرية متحركة من 65 صوتاً مكّنته من إعادة بسط سطوته على المجلس، برئاسته ونيابة رئاسته وهيئة مكتبه، لتتجه الأنظار تالياً إلى مجريات الجولة الثانية من المعركة على حلبة انتخابات رؤساء اللجان وأعضائها ومقرريها الثلاثاء المقبل، بحيث تتكثف الاتصالات والمشاورات بين مختلف الكتل والنواب، وسط ترقب لما ستخرج به اجتماعات النواب التغييريين من ترشيحات خاصة برئاسات وعضويات اللجان.

ومن انتخابات ساحة النجمة إلى استشارات قصر بعبدا، يتحضر "حزب الله" لنقل "بارودة الـ65" صوتاً إلى الكتف الحكومي لقطع الطريق أمام احتمال وصول أي مرشح للأحزاب والقوى السيادية والتغييرية إلى سدة الرئاسة الثالثة، وكشفت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية بين الحلفاء على ضفة قوى 8 آذار أنّ "الرئيسين ميشال عون ونبيه بري اتفقا خلال اجتماعهما في قصر بعبدا (أمس الأول) على عدم تأخير رئيس الجمهورية الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة"، مشيرةً إلى أنّ "الترشيحات لا تزال محل أخذ وردّ بين "حزب الله" و"التيار الوطني" للتوصل إلى تسمية مشتركة للشخصية المنوي تكليفها تشكيل الحكومة وخوض الاستحقاق الحكومي بـ"بلوك" موّحد أسوة بما حصل في الاستحقاق النيابي".

وإذ لفتت إلى أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "لا يزال يحلّ في المرتبة الأولى" على قائمة ترشيحات "حزب الله" وحلفائه، قياساً على تجربتهم "المريحة" معه في الحكومة الأخيرة، فإنّ المصادر أشارت إلى أنّ ما يعيق إعادة تسميته هو "دفتر الشروط الذي يريد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل فرضه عليه لإعادة تكليفه، بينما ميقاتي لا يبدي أي استعداد للتنازل والرضوخ لشروط باسيل، ومن هذه الزاوية أتت "رسائله المضادة" عبر تصريحات إعلامية متكررة تؤكد أنه لا يرغب بإعادة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة".

وعن موعد توجيه عون الدعوة لإجراء الاستشارات، أوضحت المصادر لـ"نداء الوطن" أنه "بمجرد اكتمال عملية تشكيل الكتل النيابية وإرسال الأمانة العامة لمجلس النواب إلى دوائر الرئاسة الأولى النسخة النهائية لتسميات التكتلات والكتل وأعضائها وتحديد أسماء النواب المستقلين غير المنضوين ضمن أي كتلة أو تكتل، من المفترض أن يصار الأسبوع المقبل إلى تحديد موعد الاستشارات، على أن يستفيد "حزب الله" من الفترة الفاصلة عن الموعد المرتقب لمحاولة "تدوير الزوايا" مع باسيل بغية تأمين إعادة تكليف ميقاتي "وتأجيل مسألة البحث في مقتضيات التأليف إلى المرحلة اللاحقة".

من حهة أخرى، وفي سياق متصل، كشفت أوساط مراقبة لـ"نداء الوطن"، أن لديها معلومات حتى الساعة تفيد بأن المملكة العربية السعودية ترفض إعادة تكليف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مشيرة إلى الموقف الفرنسي على عكسها، الذي يشجع على اعادة تكليف ميقاتي مجدداً مع بعض التعديلات على حكومته الحالية. وأوضحت المعطيات أن الفرنسيين باشروا جسّ النبض الحكومي مع القوى السياسية البارزة. وزيارة السفيرة الفرنسية آن غريو لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تصب في هذا الاتجاه، كذلك زيارتها المرتقبة الى ضاحية بيروت الجنوبية. ووفق ما رشح عن زيارتها باسيل أن البحث تطرق الى التكتلات النيابية وتوزّعها والحديث عن عدم وجود أكثرية نيابية مرجّحة، عطفاً على خطابه السابق والشروط التي وضعها لرئيس الحكومة المقبل، يمكن الاستنتاج أن خيار التيار لن يكون ميقاتي حكماً وسيختلف مع ثنائي أمل-حزب الله الذي يميل لاستمرار ميقاتي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o