Jun 01, 2022 4:30 PM
خاص

بين السيد وقاعدة الثنائي "ولعانة"...ضابط الإيقاع يطفئها!

المركزية – من زعيم شعبي بأكثر من 33 ألف صوت في انتخابات 2018 عن دائرة بعلبك – الهرمل إلى نائب مغرّد يهدده "الزعران" كما سماهم بعد انتخابات 2022. إنه جميل السيد الذي وصل إلى أن يكون ذات يوم الرقم الصعب بعد فوزه في 2018 على لائحة "الأمل والوفاء" المدعومة من حزب الله. يومها لم يكن سهلا أن يتجاوز السيد الآتي من دائرة زحلة الحزب وحركة أمل وباقي الأحزاب على رغم محاولة حزب "البعث" قطف فوزه وإعلان محازبيه أن اصواتهم صبت لصالح "المرشح البعثي جميل السيد". إلا أنه استطاع في حينه اختراق "التوزيعة" التي قام بها الحزب للبلدات، وكان لافتا تفوقه على وزيري الصناعة حسين الحاج حسن  والزراعة غازي زعيتر بأضعاف المقترعين.

آنذاك أدرك الحزب قدرة تفوق مرشحه على نوابه وحتى المؤثرين فيهم على الناس والقواعد الحزبية، إلا الرئيس نبيه بري بحيث بقي على موقفه الرافض لمن يعتبره منافسا له على كرسي المجلس التي يلازمها منذ 30 عاما واستطاع قطفها من جديد لأربع سنوات جديدة. فهو لم ولن يهضمها. وعند دخول استحقاق 2022 قرر أن يكسر شوكة السيد بالتوافق والتنسيق طبعا مع حزب الله فكان القرار باستبعاده عن اللائحة المدعومة من الحزب وترشيح الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي علي حجازي. تلك كانت الضربة الأولى للسيد. إلا أن الأخير الذي تحول بعد خروجه من السجن الذي دخله عام 2005 عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري رمزا لمقارعة قوى 14 آذاروأداة في يد النظام السوري الذي يوليه الطاعة بامتياز،  عاد ليغطّ على لائحة حزب الله في دائرة بعلبك – الهرمل بأمر مباشر من النظام السوري. 

طار الزميل حجازي بمونة من الحزب الذي استرضاه "بوعود ما" مستقبلا وحط السيد. إلا أن نتائج القطاف كانت مخيبة بحيث لم يتجاوز عدد الأصوات التي حصدها السيد من نفس البيئة التي رأت فيه مشروع زعيم في 2018، 9652 صوتاً لتؤكد "حجمه" بقرار من الثنائي الشيعي. 

الصدمة لم تتوقف عند حدود هزالة الأصوات. فبعد فوز نبيه بري برئاسة المجلس لولاية سابعة بمجموع أصوات لم تتجاوز ال65 صوتا خرج محازبو حركة أمل ومناصرو رئيس المجلس للإحتفال والإستفزاز وبدأت معركة التغريدات على حساب السيد عبر تويتر.  "نبيه بري ضبّ زعرانك من قدام بيتنا هلق...". "لمّا تكون وحدك ببيتك ما بتفرق معك وممكن تواجه دُوَل، بس لمّا بتكون بنتك عندك بالبيت مولّدة من شهر، ما بيعود حدا كبير قدامك لا الزعران ولا الإله تبعهم". وأخيرا ولن تكون حتما آخرالتغريدات المصوبة نحو الجيران الزعران تا تسمع الكنة: "مرقنا بالحرب ومحاولات الاغتيال، وعشنا الاعتقال ٤ سنوات، وتعرّضنا لعقوبات من برّا وطعن من جُوّا، وما تغيّرنا ولا تخلّينا ولا بعنا ولا إشترينا، مخلصين لأنفسنا وقناعاتنا ومستمرّين لأن الحياة وقفة عِزّ، لكن نصيحة: صغاركم صورة عن أخلاقكم، وإذا ولادك زعران، ستسقط معهم ولو كنت نبيّاً…".

وكأن تحالفا لم يكن يجمع بين السيد وقاعدة الثنائي التي ردت عليه بتغريدات تفصح عن حقيقة موقف حركة أمل من السيد وتؤكد له "هيدا حجمك عند الحزب وحركة أمل".

مصادر معارضة أشارت عبر "المركزية" الى أن التغريدات التي كتبها السيد على حسابه "تويتر" تعكس مدى انزعاجه من النتيجة التي حصدها في انتخابات 2022 في دائرة بعلبك-الهرمل . اليوم انقلبت المعادلة. وتؤكد تغريداته الإنزعاج الذي لا يزال يشتعل في داخله على خلفية هزالة عدد الأصوات،وتحوّل مشروع الزعيم إلى مجرد نائب يمون على أهل بيته ويدافع عنهم من خلال تغريدات. أما جواب الحزب "هلقد حجمك ونحنا منطلعك ونحنا مننزلك".  

في 2018 استند السيّد في حملته السياسية ثم الانتخابية الى خطابه السياسي وتغريداته، لا غير وكانت وحدها كافية لدغدغة عواطف مناصري 8 آذار بحيث رأى فيه البقاعيون الذين يدورون في نفس الفلك السياسي في بعلبك-الهرمل، مشروع زعيم يفرض وجوده ودوره. يومها كان "الزعران" يحتاجون لخطاب وموقف وثبات، لا الى خدمات أما اليوم وبعدما أعلن صراحة عن عدم نيته بالتصويت لبري لرئاسة المجلس، وفعلها، وبعد الهرج والمرج الذي ساد أجواء الإحتفالات والزكزكات من قبل المناصرين ومحازبي حركة أمل أمام منزله كرد فعل على تنكره لرئيسهم كان من البديهي أن تشتعل الحرب بينه وبين غريمه على مقعد الزعامة ورئاسة المجلس. "لكن بوجود ضابط الإيقاع حزب الله لا مجال لتفلت الأمور والدليل التغريدة التي كتبها وفيها: " بناء للتوضيحات التي بلغتني من دولة الرئيس نبيه بري وإدانته لمحاولة التعرّض لمنزلي امس من قبل عناصر حركيّة غير منضبطة، وتلبيةً لتمنّيه بإحتواء الوضع الناتج عنها، فيرجى أخذ العلم من قبل وسائل الإعلام بأنني قد صرفت النظر عن عقد المؤتمر الصحفي الذي دعوت اليه غداً في المجلس النيابي.

تم أخذ العلم "وهاي حدودا للحرب بين بري والسيد وما بتروح أكثر من هيك" تختم المصادر. "

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o