May 31, 2022 5:57 AM
صحف

برّي يجدد لـ "السابعة" اليوم وحظوظ سكاف لنيابته تتقدم

اليوم الثلاثاء يجدد مجلس النواب الجديد انتخاب رئيسه القديم والدائم التجدد نبيه بري، وذلك للمرة السابعة منذ وطأت قدماه عتبة المجلس في العام 1992، لتتحول المعركة الانتخابية إلى موقع نائب رئيس المجلس، وسيتم نقل العملية الانتخابية عبر الشاشات.

وللمرة الأولى منذ برلمانات ما بعد الطائف في العام 1992، يشكل فيها انتخاب نائب رئيس المجلس وهيئة مكتب المجلس قضية خلافية ونزاعا، إذ تراجع انتخاب الرئيس بري، الذي ضمن أكثرية 65 صوتا، إلى الصف الخلفي، وتقدم موضوع انتخاب نائبه الذي سيحدد الخريطة السياسية للمجلس.

ويبدو ان حظوظ نائب البقاع الغربي غسان سكاف، الذي اعلن ترشحه مساء أمس ضمن برنامج أهداف، يصب في خانة تطلعات السياديين والتغييريين وكل العازمين على الاقتراع لرئاسة المجلس النيابي بورقة بيضاء، تقدمت بقوة لمواجهة عضو تكتل لبنان القوي إلياس بوصعب، خصوصا بعد اعلان المرشح عضو لائحة «انماء عكار» سجيع عطية انسحابه لمصلحة سكاف، فيما يستند مرشح التيار الحر بوصعب إلى كتلة نيابية وازنة ويراهن على دعم حزب الله.

في هذا الاطار، عقد اجتماع مساء في مكتب النائب نبيل بدر حضره 15 نائبا من المستقلين لبحث الاتفاق على مرشح لنائب رئيس المجلس والسعي لتشكيل تكتل نيابي مستقل ووازن. وبنتيجة الاجتماع تم الاتفاق على دعم المرشح غسان سكاف الذي تلقى ايضا دعما من كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة تيمور جنبلاط، مما جعل حظوظه تتقدم.

ويتضمن برنامج النائب سكاف لنيابة رئاسة المجلس معظم النقاط التي يطالب بها التغييريون والسياديون، مثل تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب حرفيا، والتعهد بعدم اقفال المجلس تحت أي ظرف، واعتماد التصويت الالكتروني، وتثبيت مرجعية الدولة ممثلة بمؤسساتها الدستورية واجهزتها الأمنية، لاسيما ما يتعلق بالسياسة الدفاعية اللبنانية واعتماد سياسة خارجية موحدة، تصدر عن مجلس الوزراء. غير ان المصادر المتابعة لم تستبعد حصول مفاجأة على صعيد نيابة رئاسة المجلس، في إشارة إلى احتمال التوافق على مرشح آخر، مع العلم ان انتخاب نائب لرئيس المجلس لا يتطلب ترشيحا مسبقا، بخلاف الحاصل بالنسبة للرئيس ولأعضاء هيئة المكتب.

أما كتلة الرئيس بري، التي ضمنت انتخابه، فإنها لم تقدم وعودا صريحة لأي من الكتل التي لحت عليها في دعم مرشحها بانتظار إنجاز المرحلة الأولى من الانتخاب وعدم مخاصمة أي طرف.

وأشارت معلومات «الأنباء» الكويتية، إلى ان الاتفاق الذي رعاه حزب الله بين التيار الوطني الحر وحركة أمل حول انتخابات رئاسة مجلس النواب ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس قضى بالآتي:

1 ـ يحصل الرئيس نبيه بري على خمسة اصوات من كتلة التيار وهم النواب آلان عون، إلياس بوصعب، سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان، وفريد البستاني.

2 ـ يمنح كل من حزب الله وحركة أمل اصوات كتلتيهما البالغة 31 نائبا لصالح إلياس بوصعب في نيابة رئاسة المجلس.

3 ـ تجتمع الكتل الثلاثة على هدف مركزي وهو منع وصول مرشح القوات غسان حاصباني أو مرشح قوى التغيير إلى موقع نائب الرئيس ويعملون معا للسيطرة على اللجان الأساسية، ويبدو أن القوات اللبنانية صرفت النظر عن ترشيح عضو كتلتها النيابية غسان حاصباني، وقررت دعم أي تغييري يتمتع بالمواصفات المطلوبة. في حين يضع نوابها ورقة بيضاء، في صندوق رئاسة المجلس.

وبحسب "الجمهورية"، تُعتبر المعركة شبه محسومة لبري، فـ «حزب الله» لم يرشح أي نائب لهذا المنصب، مؤكّدة مصادره لـ «الجمهورية»، انّ «الحزب موقفه معروف وهو يدعم بري».

كذلك، قال مصدر قريب من «التيار الوطني الحر» لـ «الجمهورية»، انّ «النائب جبران باسيل موقفه سلبي من انتخاب الرئيس بري، ولا يؤيّده في انتخابات رئاسة المجلس، لكن عدم التصويت لبري لن ينسحب على النواب الأعضاء، مثل إلياس بو صعب المرشح لمنصب نائب رئيس المجلس، وابراهيم كنعان، وآلان عون، وسيمون أبي رميا».

وعلمت «الجمهورية»، انّ النواب التغييريّن لن ينتخبوا بري وموقفهم محسوم، «نفضل ان نضع ورقة بيضاء».

كما بات موقف حزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية» ثابتاً، فهما ايضاً يفضّلان الورقة البيضاء على انتخاب بري رئيسًا لولاية سابعة.

أما «الحزب التقدمي الاشتراكي»، فأنّ نوابه الأعضاء في «اللقاء الديمقراطي» سيصوّتون لبري بناءً على توصية رئيس الحزب وليد جنبلاط.

بدورها، تجري الاتصالات لضمان فوز بري في دورة الانتخاب الأولى، بحصوله على تأييد 65 نائباً وما فوق، بين نواب حركة «أمل» و«حزب الله» وعدد من نواب «التيار الوطني الحر» و«التقدمي الاشتراكي» وحزب «الطاشناق» وعدد من المستقلين كالنائب ميشال المر، خصوصاً أن لا منافس له، و«حزب الله» يتولّى جزءاً من هذه الاتصالات.

لكن الصورة لا تزال ضبابية على مستوى موقع نائب الرئيس. «التيار الوطني الحر» برئاسة باسيل رشح النائب الياس بو صعب. فيما أعلن النائب غسان سكاف ترشيحه لمنصب نائب الرئيس، ويراه الحزب «التقدمي الاشتراكي» خياراً وسطياً في حال سقوط مرشحي الأحزاب أو عدم الاتفاق على اسم آخر. وكتلة نواب عكار رشحت النائب سجيع عطية، وكان هذان المرشحان قد لوَّحا بانتخاب بري لرئاسة البرلمان.

وعن المقايضة بالأصوات، أشار مصدر قريب من «التيار» الى ان لا مقايضة مع بري في ما يخصّ اصوات انتخاب نائب رئيس المجلس، «بحب يصوّت لنا، يصوّت».

خلط اوراق: من جهة ثانية، لفتت "الشرق الاوسط" الى ان انتخابات نائب الرئيس تشهد خلط أوراق، إذ تتنافس ثلاثة أسماء جدية على موقع نائب الرئيس أولها النائب إلياس بوصعب الذي ينتمي إلى تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل، والثاني هو النائب إلياس سكاف المدعوم من «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حزب الكتائب» ونواب مستقلين سياديين، والثالث مع النائب ملحم خلف، نقيب المحامين السابق، الذي يحظى بدعم النواب الممثلين لـ«المجتمع المدني» ويُصطلح على تسميتهم بالقوى التغييرية.

وبعدما كان النائب سجيع عطية ضمن المنافسين الجديين، قالت مصادر معارضة لـ«التيار الوطني الحر» إن عطية «خرج من المنافسة»، وذلك لافتقاده تأييد «التيار»، كما قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن باسيل «حاول في وقت سابق أن يزكي عطية مقابل انضمامه لاحقاً لكتلة التيار، لكن مساعيه باءت بالفشل لأنه اصطدم بواقع آخر»، موضحة أن باسيل «صرف النظر عن الأمر راهناً لأنه يسعى للحفاظ على وحدة تكتل لبنان القوي وألا تكون تسمية عطية لها ارتدادات سلبية على وحدة التكتل، خصوصاً بعد نتائج الانتخابات»، في إشارة إلى أن الأصوات التي حاز عليها النائبان إلياس بوصعب وإبراهيم كنعان، كانت أقل من المتوقع في دائرة المتن الشمالي، وقالت المصادر إن نتائج الانتخابات «خلفت ندوباً يسعى باسيل لمعالجتها منعاً لتصدع تكتله».

رغم ذلك، تتمسك كتلة «نواب عكار» بترشيح عطية. وقال النائب وليد البعريني بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الكتلة تؤيد انتخاب بري لرئاسة المجلس، مشيراً إلى «أننا في المبدأ نرشح النائب سجيع عطية ويمكن أن نوحد الاسم مع باقي الزملاء على صعيد لبنان من البقاع، من عكار، من الضنية والمنية».على ضفة كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، قالت مصادر قريبة منها لـ»الشرق الاوسط» ان هناك توجهاً ايجابياً للاقتراع للياس بو صعب لكن الموقف ليس نهائياً، إذ «يتوقف على القرار النهائي على كيفية اقتراع تكتل لبنان القوي الذي يرأسه باسيل، لبري في انتخابات الرئاسة».

وقالت المصادر إن المعلومات التي وصلت لكتلة التنمية والتحرير ان تكتل «لبنان القوي» ترك الحرية لأعضائه من المنتمين لـ»التيار الوطني الحر» أو المستقلين المنضوين في التكتل، لاختيار بري، وذلك «خلافاً لكل التصريحات التي تحدثت عن مقاطعة انتخاب بري.

على المقلب الآخر، يدعم حزب «القوات اللبنانية» النائب غسان سكاف، إلى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب ومستقلين سياديين. وقالت مصادر مواكبة إن سكاف «تواصل مع المستقلين في المعارضة، وبات يحظى بشخصيات قريبة من قوى 14 آذار السابقة، ومستقلين في المعارضة التقليدية».

إضافة إلى ذلك، هناك توجه لدى القوى المدنية لدعم النائب ملحم خلف للموقع، وهو الذي لم يحظَ بدعم القوى السيادية. وكانت القوى التغييرية المدنية (13 نائباً) تنقسم حتى يوم الأحد بين الاقتراع بورقة بيضاء، أو دعم خلف، قبل أن تتخذ قرارها بدعم ترشيحه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o