Jun 12, 2018 4:36 PM
تحليل سياسي

عملية التأليف نحو مربـع الولادة ومشروع حل وسـطي لنيابة الرئاسـة
"المفوضية" تأمل بعودة باسيل عن قراره... وتباين بين ايران وحـزب الله؟
قمة المصالحة في سنغافورة: اتفاق بعد التزام نزع النووي والعقوبات باقية

المركزية- تطورت عملية تأليف الحكومة في اليوم العشرين على التكليف بشكل لافت، فانتقل الواقع المحيط بالحكومة من حال الجمود والمراوحة الى مربع حركة متعددة الطرف يُراد منها أن تُخرج الحكومة العتيدة الى النور قبل نهاية حزيران الجاري، وبعد عيد الفطر، اذا سمحت الظروف، وانخفض مستوى التضخم في المطالب الذي اشار اليه الرئيس المكلف سعد الحريري من قصر بعبدا امس، بحيث اذا ما امكن كسب الرهان يحافظ على "الهيبة" الحكومية ويستعيد عناصر الثقة التي شتتها نسبيا مرسوم التجنيس القابع في دوائر المديرية العامة للامن العام حيث يخضع لمعاينة امنية دقيقة وتمحيص ودرس الاسماء لتنقيته من الشوائب، تمهيدا لطي صفحته قريبا.

تقدم المفاوضات: وفيما يفضل الرئيس المكلف، الذي يستعد للتوجه الى موسكو غدا للمشاركة في افتتاح "المونديال" على ان ينتقل منها الى المملكة العربية السعودية لقضاء عطلة عيد الفطر مع العائلة، أن يشد حزام الصمت حتى حده الأقصى متجنبا الخوض في تفاصيل الملف الحكومي، افادت مصادر مطّلعة على حركة الاتصالات "المركزية" ان الجزء الاكبر من هيكلية توزيع الحصص الحكومية انجز وان المفاوضات احرزت تقدما لناحية تذليل العقبة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ، وأن الحصة الوزارية المخصصة للمسيحيين باتت، وفي إطار الترجيحات الأولية القابلة للتغيير بفعل المفاوضات المستمرة، على الشكل الآتي: 9 او 10 وزراء لتكتل لبنان القوي ورئيس الجمهورية، 3 +1 للقوات، على أن يعطى وزير لحزب الكتائب، وآخر لتيار المردة. غير أن المصادر أشارت إلى أن هذه الصيغة تواجه فيتو قواتيا. ذلك أن معراب، تطالب بـ4 وزراء (على أن تعطى وزارة العدل أيضا)، منطلقة من حجمها النيابي الجديد ومن التقدم الذي أحرزه الحريري لجهة تفكيك اللغم المسيحي الذي يمنع ولادة الحكومة العتيدة.  لكن، على رغم هذه الصورة (التي يضاف إليها تمسك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بحقه في المقاعد الدرزية الثلاثة في تشكيلة ثلاثينية)، تبدو المصادر متفائلة بولادة حكومية بعد أسبوع من عيد الفطر، مذكرة بأن الجميع يريد تأليف الحكومة سريعا. وتحدثت عن مشروع حل لعقدة نيابة رئاسة الحكومة يقضي بالاستعانة بشخصية وسطية ترضي جميع الاطراف كانت تولت سابقا هذا الموقع.

جعجع: اما في المواقف الحكومية، فرفض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تصوير البعض لعلاقات الصداقة بين حزبه والسعودية بكونها المدخل الواسع للسياسات السعودية بالساحة اللبنانية، خصوصاً في ظل التوقعات بحصول حزبه على كتلة وزارية وازنة في الحكومة الجديدة"، وقال جعجع، "نمثل انفسنا في الحكومة اللبنانية ونحرص على مصالح لبنان، وحصتنا في الحكومة ستكون للقوات اللبنانية وليست للسعودية ولا اي دولة اخرى. نحن بالفعل اصدقاء للمملكة، لكن هذا شأن وعملنا في الداخل اللبناني شأن آخر تماما".

جنبلاط الى اوروبا: وليس بعيدا من اجواء المملكة، وفيما انتقل النائب السابق وليد جنبلاط من الرياض الى اوروبا، افادت اوساط سياسية مطلعة "المركزية" أن المسؤولين السعوديين الذين التقاهم جنبلاط ونجله تيمور والنائب وائل ابوفاعور اغتنموا فرصة زيارة الوفد لتأكيد تمسكهم بضرورة تأليف الحكومة العتيدة في أقرب وقت ممكن، مشددين على أن الرياض لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني. غير أن هذا لا ينفي بحسب المصادر الأهمية التي تعلقها المملكة على صون الاستقرار في لبنان، بدليل أنها أكدت أمام جنبلاط والوفد المرافق استعدادها لتقديم المساعدات وتنفيذ المشاريع التي من شأنها إنعاش الاقتصاد اللبناني، على أن يكون أول الغيث توافد السياح السعوديين إلى بيروت خلال فصل الصيف.

لاعادة النظر: في مجال آخر، سجّل اليوم، اول تعليق للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، على اجراء وزارة الخارجية في حقّها. اذ أكدت في بيان صادر عن المنظمة من جنيف "على أهمية العمل مع لبنان لايجاد الحلول" في أزمة النازحين". وأملت المفوضية "إعادة النظر سريعاً بقرار وزير الخارجية".

بين ايران وحزب الله: وسط هذه الاجواء، بقي موقف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني الذي اعتبر فيه ان "حزب الله فاز للمرّة الأولى بـ74 صوتًا في البرلمان من اصل 128 مقعداً"، حاضرا في المواقف السياسية الداخلية، خصوصا بعدما اطلّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مباشرة ليؤكد في ابلغ رد على ايران" ان لم يعد فريق في المجلس النيابي يستطيع أن يمتلك الأكثرية الدائمة التي أصبحت متجولة." وفي السياق لاحظت اوساط سياسية مراقبة عبر"المركزية" وجود تباين بين الحزب وسليماني، بما يمثل ايرانيا، ذلك ان في وقت اظهر موقف قائد فيلق القدس نية ايرانية بتسخين الساحة السياسية اللبنانية، يدفع حزب الله نحو تبريدها الى الحد الاقصى ويقدم ما يلزم من تسهيلات لتسريع مسار تشكيل الحكومة واطلاق عجلات العمل في مؤسسات الدولة. وادرجت الكلام الايراني في خانة الرد على الهزائم المتتالية التي منيت بها طهران من سوريا الى العراق واليمن، بحيث تستخدم ورقة لبنان لتعويم وضعها وتعزيز موقع اذرعها العسكرية في المنطقة ومن بينها حزب الله، الذي لا يبدو يغرد معها على الموجة نفسها.

مرسوم القناصل: أما على خط مرسوم "القناصل الفخريين"، فأشارت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" الى ان اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ووفد من "حزب الله" ضم المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، ساهم في التوصل الى صيغة لتسوية الخلاف في شأنه. ففيما طالب الرجلان باسيل بتسوية المرسوم، أوضح لهما الاخير ان الامر بات مستحيلا بعد ان تم توقيعه. غير انه أبلغهما في المقابل، أنه في صدد اعداد مرسومين جديدين حول القناصل الفخريين وملحقين اقتصاديين، طالبا من الثنائي الشيعي ان يزود الوزارة بالاسماء التي يقترحانها لهذه المناصب، على ان يصار الى ارسال المرسومين الى الوزير خليل للتوقيع عليهما فور الانتهاء منهما. واذ لفتت الى ان هذا المخرج يبدو أقنع طرفي الخلاف (التيار وأمل)، قالت المصادر ان المرسومين الجديدين يفترض ان يتم توقيعهما قريبا، ليكون بذلك حوصر الاشتباك بين باسيل وخليل.

لقاء تاريخي: دوليا، كان الحدث اليوم في سنغافورة التي شهدت مصافحة فلقاء تاريخيين بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، طويت معهما صفحة الاشتباك المزمن بين الجانبين، وأسسا لمرحلة جديدة. الا ان هذه "النقلة" لم تأت من عدم، بل ما سمح بها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هو اعلان كيم التزامه نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية في شكل كامل. 

فقد وقّع الرجلان وثيقة مشتركة شاملة في نهاية اجتماعهما المطوّل، تضمنت وفق المعلومات، هذا التعهد الكوري، كما نصت على "ضمانات امنية" اميركية لبيونغ يانغ. وعلى إقامة علاقات جديدة بين البلدين، على ان تستتبع القمة "بمفاوضات لاحقة يقودها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومسؤول كوري شمالي". وتذكر ان "ترامب وكيم يتعهدان بالتعاون لإقامة علاقات جديدة بين اميركا وكوريا الشمالية، والتعاون لإحلال السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية". واذ اكد الرئيس الاميركي ان نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية سيبدأ "سريعا جداً"، تحدث بإيجابية مطلقة بعد اللقاء. فقال "ما حدث اليوم كان يجب أن يحدث قبل 26 عاما"، موضحا أنه سيزور كوريا الشمالية "يوما ما" ومعلنا انه سيدعو كيم الى زيارة البيت الابيض في "الوقت المناسب".. الا أنه، وفي مقابل هذا الانفتاح، تتابع المصادر، بدا لافتا، تأكيده ان العقوبات على كوريا الشمالية ستبقى قائمة في الوقت الراهن. وأعرب ترامب  "عن أمله في أن تعود طهران إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، معتبرا أن تغيرات مهمة طرأت على إيران وتوجهاتها السياسية في الفترة الأخيرة. وقال "آمل بأنهم سيعودون لبحث صفقة جدية في الوقت المناسب بعد فرض عقوبات، سبق أن قلت إنها ستكون شديدة.. لكن الوقت لم يحن لذلك بعد"، واعتبر أنه "في ما يتعلق بالاتفاق النووي، باتت إيران الآن تختلف عما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر"، مضيفا "لا أظن أنهم يعيرون نفس الاهتمام بمنطقة البحر المتوسط وسوريا، كما كان الأمر سابقا. لم يعودوا يمتلكون ذات الثقة الكاملة (بالنفس) التي كانت لديهم في الماضي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o