May 04, 2022 4:20 PM
خاص

"ائتلاف التغيير" في البقاع الثالثة تحصد نتائج"مقاومة" السباق بين الحزب والقوات... حاصل أكيد!

المركزية- كأن السباق الإنتخابي في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك- الهرمل) والمعارك التي ترافق جولات المرشحين وصولا إلى يوم الإنتخابات يدور في فلك أمني وسياسي مختلف في الشكل والمضمون عن باقي الدوائر. فالضغوط وممارسات الترغيب والتهديد على مرشحي لائحة "بناء الدولة" التي تجمع الشيخ عباس الجوهري ومرشحين شيعة وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي، تثبت أن "معركة" حزب الله الإنتخابية موجهة حصرا نحو هذه اللائحة والنصر يتحقق بعد انسحاب ثلاثة بسبب الترهيب والتخوين. 

بالتوازي تستمر استعدادات المرشحين على لائحة "ائتلاف التغيير" لخوض الإستحقاق من خلال محاكاة وجع الناس وبعيدا من دائرة المناكفات لأسباب ترتبط أولا بنأيها عن الصراعات السياسية والتزامها وجع الإنسان في بعلبك والهرمل للوصول إلى التغيير المنشود. والثابت أن هذه المعارك الإستباقية عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو بالتهديد والترهيب بين لائحتي الثنائي الشيعي واللائحة التي تضم حبشي والشيخ عباس الجوهري انعكست بطبيعة الحال على الجو العام وعلى المزاج الشعبي، وباتت شبه محسومة في صناديق الإقتراع لصالح اللائحة التي تضم وجوها جديدة مستقلة وواعدة بعدما امتحن أبناء بعلبك والهرمل مسيرة النواب الذين اقترعوا لصالحهم في انتخابات 2018 وعلى مدى 4 سنوات بصفر مشاريع. 

المرشح عن المقعد الكاثوليكي على اللائحة طلال المقدسي يوضح عبر "المركزية" أن المعارك الإنتخابية بين اللائحتين انعكست بطبيعة الحال على مسار السباق الإنتخابي في الدائرة، وأضفت نوعاً من الإيجابية لصالح لائحة "ائتلاف التغيير" من خلال التماس الناس مدى صدقنا في التعاطي مع وجعهم."في النهاية نحن لا نخوض معركة ضد شخص أو حزب ولسنا مع أي حزب ولا ضده. نحن مع الناس ووجعهم". 

ويلفت المقدسي إلى أن التراشق الإعلامي الذي يُستثمر بطريقة ذكية أثبت مدى اشمئزاز الناس من ممارسات الأحزاب والصراعات السياسية إلا أن إيجابيتها تكمن في كونها رفعت من نسبة حظوظ هذه اللائحة "فبعدما كنا نحتل المرتبة الثالثة في معدل الحواصل ارتقينا إلى الدرجة الثانية، وبات لدينا حاصل مؤكد ونسعى للحصول على الثاني أو على الكسور مما يضمن فوزنا بنائب ثانٍ". أما على مستوى مزاج الناخب فيؤكد المقدسي "أنها المرة الأولى التي يشعر فيها كما كل أعضاء لائحة "ائتلاف التغيير" بجرأة الناس ورفضها للواقع" لأن الجوع والذل والحرمان دخل كل بيت وامتحن الناس بكراماتهم التي تشكل خطا أحمر. إلا أنهم تأكدوا أننا براء من هذا التراشق الإعلامي وهدفنا محاكاة وجعهم". 

رد الفعل هذا أزعج من دون شك الطرف الآخر "لكننا لم نتغير منذ انطلاق السباق الإنتخابي. وهذا ما زاد من ثقة الناس بنا وببرنامجنا الإنتخابي الذي يتضمن مشاريع واعدة لمستقبل المنطقة وأبنائها". 

بالتوازي نفى تعرض أي من المرشحين الشيعة على لائحة "ائتلاف التغيير" لأي تهديد أو ترغيب "وهذا أمر شبه محسوم لأن المرشحين اختاروا الدخول إلى اللائحة طوعاً وليس عن طريق الرشوة بحفنة من المال أو بإغداق الوعود الوهمية عليهم في حال قبولهم الإنضمام إلى اللائحة. فمن يُشترى، يُباع في غضون دقائق". 

قبل ساعات من دخول المرشحين مرحلة الصمت الإنتخابي لا يزال الشك من إمكانية "تطيير" الإنتخابات كبيرا بحسب المقدسي نتيجة المواقف السياسية المتشنجة والأحداث الأمنية المتنقلة والضغوط التي تمارس في حق بعض المرشحين. وكلام النائب جبران باسيل عن إمكانية الإنسحاب من الإنتخابات في حال عدم توفير الأمن للمرشحين خلال تنقلاتهم في الدوائر خير دليل على ذلك. ويختم المقدسي: "الخيار اليوم يتوقف على الناخب، فإذا أراد التغيير عليه أن ينزل يوم 15 أيار ويسقط ورقة في صندوق الإقتراع من دون أي اعتراض، وإلا لن يتغير شيء.عندها يستحسن أن يجلس في البيت ولا يعترض لاحقا على حصاد خياراته".   

على لائحة "ائتلاف التغيير" أيضا مرشحون شيعة مستقلون، إلا أنهم لم يتعرضوا للترهيب ولا حتى لأية ضغوط. ويرد المرشح على أحد المقاعد الشيعية سامي الطفيلي السبب لكون اللائحة  "على مسافة معارضة واحدة من لائحتي الثنائي الشيعي ولائحة "بناء الدولة". 

وإذ يعتبر أن ما حصل من تهديد وانسحابات في لائحة الجوهري والقوات غير واضح المعالم "وقد يكون أعطى زخما إيجابيا لها" يؤكد في المقابل أن هذا الزخم انعكس أيضا على اللائحة التي تضمه مع مرشحين مستقلين من خارج المنظومة والإصطفافات الأخرى. ويقول: "مواقفنا ثابتة ولم تتبدل ونرفض كل ممارسات المنظومة التي تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه البلاد والعباد من ذل وفقر وتهجير. أضف إلى ذلك أننا نحمل في برنامجنا مشاريع إنمائية وخدماتية قابلة للترجمة من خلال ائتلافات أخرى من شأنها أن تشكل قاعدة صلبة وتحدث فرقاً في مجلس النواب". 

استبعاد مرشحي الشيعة على لائحة "ائتلاف التغيير" يرده الطفيلي إلى الخطاب الموجه نحو السيادة المنقوصة وليس السلاح حصرا الذي يشكل جزءا من الأزمة الكبرى "والسيادة لا تتجزأ". ويختم معولا على خيارات الناخب في إحداث موجة التغيير من دون استبعاد تداعيات المقاطعة السنية التي ستصب أصواتها لصالح مرشحي اللائحة لإحداث التغيير الحقيقي.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o