Apr 30, 2022 11:00 AM
خاص

الحرب الروسية-الأوكرانية: العالم أمام نظام جديد وبوتين لن يتراجع!

المركزية – تتتصدر الحرب الروسية-الأوكرانية الاهتمامات عالميا، نظراً إلى أهمية الدولتين وموقعهما في الخريطة الدولية ، إلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية المتشابكة التي تربطهما بالمجتمع الدولي. 

عادةً ما تندلع الحروب لفرض واقع جديد بقوة السلاح، أما الدوافع الكامنة خلفها فتتعدد، منها الاستغلال والسيطرة والهيمنة، أو بسبب فشل المفاوضات والمحادثات الدبلوماسية حول ملفات خلافية بين الدول... وفي السياق أسباب العملية العسكرية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا معروفة منذ اليوم الأوّل، إلا أن حتى اللحظة لا يمكن لأحد أن يحدد المكاسب والخسائر والأهمّ النتائج. لكن نوع الصراع ومعالمه بدأت تتوضح على أنه صراع وجودي بالنسبة للطرفين، ومن المتوقع أن يكون له دور بارز في صوغ موازين القوى الدولية، وإعادة توزيع المصالح والثروات في العالم، بما يتناسب مع ما يمكن أن تؤدي إليه الحرب. 

 التوقعات بدأت تجنح  نحو الاعتقاد بأن التداعيات المحسومة نتيجة الصراع الدائر على أراضي القارة العجوز ستكون على النظام العالمي، كونها على الأرجح بدأت تضعه في مهبّ الريح، وأول هذه التداعيات مكانة الغرب في هذا النظام  التي ستتبلور عقب انتهاء الحرب، ومنها تكوين تحالفات دولية وإقليمية جديدة ستنهي حالة القطب الواحد والإدارة الأحادية للعالم من جانب أميركا.  

مصادر دبلوماسية مطّلعة على الموقف الروسي تؤكّد لـ"المركزية" أننا، بعد أزمة أوكرانيا، سنكون أمام عالم آخر، إذ سيتبدّل الوضع العالمي ومعه النظام الذي سيتغيّر كلّياً، بناءً على نتائج الحرب التي لا يمكن التكهّن بما ستفسر عنه، إلا أن الأكيد أن أقطاب النظام العالمي ستتعدّد ويندثر الحكم الواحد. 

وتشدّد المصادر على أن بوتين لن يقبل بالهزيمة مهما كلّف الأمر، حتّى لو اضطره الى استخدام أنواع أسلحة جديدة متطوّرة وهدّامة أكثر من الحالية، لأن لا خيار أمام روسيا سوى تحقيق أهداف العملية العسكرية، مهما طالت، ومن دون تراجع، لأن المعركة لم تعد مع أوكرانيا بل أصبحت بينها وبين الناتو وأميركا وبريطانيا، وبالتالي الهزيمة في أوكرانيا تعني الهزيمة أمام الناتو. 

ومن المستحيل كذلك أن تعود خارطة أوكرانيا إلى ما كانت عليه، تحسم المصادر، لافتةً إلى أن أهداف الروس إقفال البحر الأسود ومنطقة الدونباس بأكملها لتصبح ضمن السيطرة الروسية. وهم تداركوا الأخطاء السابقة في العملية العسكرية ويسيرون الآن في خطوات ثابتة ولو كانت بطيئة.   

أما بالنسبة إلى رفض بوتين الجلوس الى طاولة المفاوضات، فتؤكّد المصادر أنه لن يجلس مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جاهز للتوقيع، مع العلم أن الأوكران ليسوا هم من يجرون المفاوضات بل واشنطن. 

*** 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o